أصبح أفيجدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، و زعيم حزب إسرائيل بيتنا اليميني المتطرف، المتحكم الأول في الأراضي الصهيونية، بعد أن نجح في إسقاط تشكيل بنيامين نتنياهو للحكومة السابقة وهو ما تسبب في ذهاب إسرائيل لانتخابات مبكرة.
ولد أفيجدور ليبرمان في كيشيناو عاصمة مولدوفا، وهي إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق عام 1958، وهاجر إلى إسرائيل عام 1978 حيث عمل لفترة كحارس ملهى ليلي أثناء دراسته.
يذكر أن أفيجدور ليبرمان الملقب "صانع ملوك" في تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، كان يعمل حارس ملهى ليلي وتحول إلى صاحب المواقف السياسية العدائية المتطرفة.
يعرف زعيم حزب إسرائيل بيتنا بأنه اليد اليمنى لنتنياهو، بجانب أنه يتميز بنزعته الشعبوية.
وتطلق عليه وسائل الإعلام ألقاب "القيصر" و"راسبوتين" و"كي جي بي"، في إشارة إلى سلوكه المتسلط وأصوله، خصوصا اللكنة الثقيلة في لفظة اللغة العبرية.
وحصل ليبرمان على شهادة جامعية في العلاقات الدولية، وأدى الخدمة العسكرية في إسرائيل بعد الهجرة لكن معسكر نتنياهو يأخذ عليه أنه لم يشارك في أي حرب.
تتلمذ ليبرمان وفهم السياسة على يد معلمه "بيبي" وهو لقب بنيامين نتنياهو، الذي ساهم في تشكيل مسيرته السياسية وتولى زعيم إسرائيل بيتنا إدارة مكتب نتنياهو خلال فترة رئاسته الاولى للوزراء ما بين 1996 و 1999 وفي عام 1999، أنشأ حزبه الخاص من أقصى اليمين "يسرائيل بيتينو"، مستندا الى أصوات مليون إسرائيلي هاجروا من الاتحاد السوفياتي السابق، وهي قاعدة انتخابية يعمل على توسيعها.
وشغل لاحقا حقيبة الشؤون الخارجية في حكومات نتنياهو (2009-2012 و2013-2015) وفي مايو 2016، طلب منه نتنياهو أن يتسلم وزارة الدفاع، وكان نتنياهو يسعى إلى توسيع غالبيته الحكومية.
وتلطخت سمعة ليبرمان بقضايا فساد أجبرته على التخلي عن حقيبته بين عامي 2012 و2013، غير أن المحكمة برأته عام 2013 واتهم ليبرمان الاتحاد الأوروبي بتبني سياسات داعمة للفلسطينيين على حساب اليهود.
وفي نوفمبر 2018، استقال ليبرمان من منصبه كوزير للدفاع في أعقاب اتفاق وقف إطلاق النار الذي أنهى الأعمال القتالية مع حركة حماس في قطاع غزة والذي وصفه بأنه "استسلام للإرهاب".
وتسببت استقالته في تفكك الائتلاف الحكومي وإجراء انتخابات مبكرة جرت في أبريل، فحصل على خمسة مقاعد لكن نتنياهو فشل بتشكيل حكومة ائتلاف بسبب إصرار ليبرمان على إقرار تجنيد طلاب المدارس الدينية المعفيين من الخدمة العسكرية.
وصف ليبرمان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ابو مازن عام 2014 بأنه "إرهابي دبلوماسي" أما بالنسبة لعرب إسرائيل غير الموالين للدولة، فقال إنهم "يستحقون قطع رؤوسهم بالفأس".
دافع ليبرمان عن فكرة تبادل أراض مع الفلسطينيين من شأنه أن يمنح السلطة الفلسطينية قرى تعيش فيها الأقلية العربية في إسرائيل مقابل مستوطنات في الضفة الغربية، وهي فكرة غير مقبولة بالنسبة للفلسطينيين.
وليبرمان ليس من مؤيدي "إسرائيل الكبرى" التي يدافع عنها المستوطنون، لكنه يعيش في مستوطنة نوكديم اليهودية قرب بيت لحم.
وأكد أنه مستعد للانتقال في حال التوصل الى سلام مع الفلسطينيين. ولو أنه يعتقد أن هذا السلام غير واقعي.