"سد النهضة".. البرلمان يدعم مصر ويؤكد: القضية لا تتحمل المراوغة ومصر عفية

الاحد 15 سبتمبر 2019 | 10:13 مساءً
كتب : مصطفى عبدالفتاح

طالبت مصر في ختام الدورة الـ152 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، بضرورة وجود دعم عربي لها ضد الجانب الأثيوبي، فيما يتعلق بموضوع سد النهضة الأمر الذي كشف عن مدى تعنت الجانب الأثيوبي تجاه مصر.

مصر والعرب

وقال الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، إن مصر أحاطت وزراء الخارجية العرب لأول مرة بـ"صعوبات" تواجه مفاوضات سد النهضة ووجود "مراوغات" من جانب إثيوبيا، وأوضح أن "الوزير طرح الصورة وأشار للصعوبات التي تواجه هذا الموضوع"، وأشار إلى أنه "على الجانب الآخر، استمع الوزراء العرب بأكبر قدر من الاهتمام لهذه الإحاطة وتحدثوا عن أن الأمن المائي المصري هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي".

وتابع: "إنها المرة الأولى التي أشهد فيها هذه الإحاطة المصرية للدول العربية ما يمثل تطورا جديدا في الموقف المصري والعربي في المفاوضات بين الأطراف الثلاثة".

نوايا مصر صادقة

ولفت أبوالغيط إلى أن "شكري عبر عن النوايا المصرية الصادقة للتوصل لتفاهم مع إثيوبيا، إلا أن الوزير قال إن مصر لاحظت في الفترة الأخيرة تشددا في الموقف الإثيوبي وبعض المرواغات وأن الوضع ليس مريحا".

وقد طالبت مصر في وقت سابق بوضع جدول زمني لمفاوضات سد النهضة، معلنة تأجيل اجتماع سداسي مع إثيوبيا والسودان للشهر المقبل لبحث التوصل لاتفاق، ورغم تواصل اجتماعات مصر والسودان وإثيوبيا بشأن الدراسات الفنية لبناء السد، بين وقت وآخر إلا أنه لم يتم الوصول إلى حل يرضي الدول الثلاث.

وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد الإثيوبي على تدفق حصتها السنوية من مياه النيل (55 مليار متر مكعب)، بينما يقول الجانب الإثيوبي إن السد سيمثل نفعا له، خاصة في مجال توليد الطاقة، ولن يمثل ضررا على دولتي مصب النيل، السودان ومصر.

تعنت أثيوبيا

نواب البرلمان أكدوا على ضرورة اتخذا تحركات فعلية على الرض ضد الموقف الأثيوبي المتعنت، حيث قالت الدكتورة آمنة نصير، عضو لجنة الشئون الأفريقية بمجلس النواب، إن إثيوبيا منذ بداية قضية سد النهضة وهي تراواغ بشكل واضح، ولكن مصر لا تريد أن تبدأ بالشر والقوة من البداية.

وأضافت "نصير" لـ"بلدنا اليوم" أن إثيوبيا لم تتعظ من هذه الثقافة الحميدة والتعامل اللين، الأمر الذي نتج عنه التمادي في هذه المراوغه دون أن يصلوا مصر إلى حقوقها، مشيرة إلى أن مصر لها حقوق تاريخية وهذه الحقوق يجب أن تؤدى يالكرامة والقوة.

وتابعت عضو أفريقية النواب، أن مصر ليست ضعيفة حتى تأتي إثيوبيا وتحرم مصر من حقوقها في النيل، مشيرة إلى أن اللجنة الأفريقية يجب أن تبدأ في الضغط على أثيوبيا عبر علاقاتها الأفريقية خلال دور الانعقاد المقبل في أكتوبر القادم، وأن تتخذ خطوات فعلية ينتج عنها نتائج إيجابية.

دعم مصر

فيما قال النائب محمد بدراوي رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الحركة الوطنية المصرية ان دعم القيادة السياسية والمفاوض المصري خلال الظرف الراهن في موضوع سد النهضة الإثيوبي بات أمراً محورياً وضرورياً لدي أي لاعب في المشهد السياسي خاصة بعد التصريحات التي أدلي بها وزير الخارجية سامح شكري منذ ايام امام وزراء الخارجية العرب والتي اكد فيها : " ان مصر لاحظت في الفترة الأخيرة تشددًا في الموقف الإثيوبي وبعض المرواغات والتباطؤ وأن الوضع ليس مريحًا وان الدولة المصرية بحاجة لدعم الأشقاء العرب".

وتابع محمد بدراوي قائلاً : ملف المياة ملف مصيري لكل الشعب المصري بإعتبارة شريان الحياة لنا جميعاً لانه ليس مجرد مشكلة عالقة يمكن تداركها سريعاً انما نحن امام قضية معقدة بها تشابكات دولية حساسة وتمثل امن قومي للدولة المصرية وبالتالي فان الوقوف صفاً واحداً وراء رئيس الدولة وخلف المفاوض المصري ودعم موقفهما الحريص علي حماية حصتنا التاريخية من مياة النيل خيار لا مفر منه.

عين الصواب

واردف رئيس برلمانية الحركة الوطنية قائلاً : لقد فعل وزير الخارجية المصري عين الصواب عندما طالب امام وزراء الخارجية العرب بوضع جدول زمني للمفاوضات مع الجانب الإثيوبي وإعلانه تأجيل الإجتماع السداسي مع إثيوبيا والسودان والذي كان مقرراً له الشهر المقبل واضاف : لذا نحن نثق في قدرة دولتنا علي حماية حقوقنا من المياه ونثق في براعة المفاوض المصري وحكمته ونثق ان لديه أوراق ضغط تمكنه من وضع حدود لاي مراوغات او تلاعب بالقضية التي تمثل حجر زاوية في ملف الامن المائي للمواطن المصري.

الدول العربية

وأشاد بدراوي برد الفعل العربي في جامعة الدول العربية والذي اعلن مساندته لمصر مشدداً علي ان الموقف العربي جاء قوياً للغاية في تأييد المطالب المصرية واعتباره أن الأمن المائي المصري جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي وشدد رئيس برلمانية حزب الحركة الوطنية المصرية علي ضرورة توافر قدر كبير من المصداقية لدي الطرف الآخر اثناء التفاوض خاصة وانه يفترض ان هناك علاقات تاريخية وصداقات أزلية ومصالح مشتركة بين مصر وإثيوبيا ينبغي الحفاظ عليها ووضعها في الاعتبار اثناء جلسات البحث عن حلول لتلك الأزمة المتصاعدة.

وطالب رئيس الكتلة البرلمانية للحركة الوطنية المصرية الجانب الإثيوبي بان يتخلي عن الأساليب الملتوية والمراوغات وتصرفات الصبيان وان يكون علي قدر المسئولية ويدرك ان التفاوض الجاري هو تفاوض بين دول كبيرة وحكومات مسئولة وان التفاوض يتم حول حقوق شعوب لتلك الدول وان مصالحها ووجودها الأزلي مرتبط بتلك القضية المحورية المتفاوض بشأنها.

قضية حساسة

وتابع بدراوي قائلاً : وعلى إثيوبيا أن تدرك أيضاً إننا لسنا بصدد التفاوض على "عركة في خمارة" فالقضية المطروحة حساسة وغير مقبول أبداً التعامل معها بأسلوب الاستهانة او التملمص فمصر باتت اليوم دولة عفية ومثلما قال الرئيس عبدالفتاح السيسي : " العفي محدش يقدر ياكل حقه".. وبالتالي أؤكد للجميع أن مصر لن تفرط في حقها ولن تترك أحد يتلاعب بمصيرها أو ينتقص نقطة مياة واحدة من حصتها التاريخية في مياه النيل، واختتم مؤكدا على أن مصر ستبقى بلد عزيزة مكرمة بفضل أبنائها ورجالها وشعبها وأجهزتها ورئيسها.

اقرأ أيضا