يأتي اليوم العالمي لمنع الانتحار، وسط عشرات الحالات التي تتزايد يوميًا، وتزيد أثارها التي تأتي بالسلب على المجتمع المصري، بالإضافة إلى تحول الأمر إلى ظاهرة مجتمعية ممتدة من زيادتها ووصولها إلى أعلى معدلاتها على المستوى الدولي والعالمي، حيث سجلت مراكز بحثية اترفاع نسب الانتحار في مختلف أنحاء العالم، واعتبرته الخطر الأكبر عالميًا مع زيادة أعداده دون وجود سبب مقنع للشباب للتوقف عن عمليات الانتحار.
على حافة الموت
وتقول ياسمين محمد، أحد الذين خاضوا تجربة الانتحار إلا أنها لم تكتمل، أن قرار الانتحار ليس بالسهولة التي تم تنفيذ بها الأمر، لقد كان بالغ الصعوبة أن تقرر فجأة أن تقتل نفسك، بينما يشجعك الحالة النفسية التي وصلت إليها، على المستوى الشخصي وصلت إلى هذه الدرجة التي جعلتني أقدم على الانتحار بعدما فقدت والداي خلال حادث طريق، الوحدة ليست بالأمر السهل الذي يمكننا مقاومته.
وتضيف ياسمين أنها فشلت مرتين في الانتحار إلا أن التجربة في حد ذاتها جعلتها أكثر جرأة على اتخاذ قرارات مصيرية في الحياة، كما أنها لا زالت تحارب الوحدة، والحنين إلى والديها الذين كانوا العالم بالنسبة لها، الأمر الذي يعذبها في حد ذاته.
نفسي تستحق الموت
تجربة محمد سمير لم تكن بعيدة على الإطلاق من تجربة ياسمين، فعاني سمير من حالة الاغتراب الداخلي التي يعيشها في المجتمع، يرى سمير أنه لا أمل في شيء، حتى الحب الوحيد الذي حلم بانتهاءه بالزواج لم ينجح، تركته حبيبته لأجل آخر، ترك عمله وأصبح رهينة للوحدة، لا يحاول محمد أن يخرج من هذا الأمر حتى بعد فشل تجربته في الانتحار.
ويقول محمد: "الحياة أصبحت قميئة، لا أعرف لماذا فشلت في الانتحار، فنفسي تستحق أن أنهي هذا الصراع الذي تعيشه، تستحق أن تهنأ حتى النهاية، وهو الأمر الذي لن يأتي بدون الموت إلى الأبد، وانقطاع النفس عن الدنيا التي لم تعرف فيها سوى العناء".