أسابيع قليلة تفصلنا عن انطلاق دور الانعقاد الخامس بمجلس النواب من الفصل التشريعي الأول، إلا أنه بدأ واضحًا أن المقاعد أصبحت محسومة منذ الآن، خاصة وأن الساحة البرلمانية تشهد حالة من الهدوء الغير متوقع وسابقة لم تحدث منذ قبل بين الأحزاب السياسية والهيئات البرلمانية، قبل أي استحقاق برلماني منذ الـ4 سنوات الماضية.
"إذا أردت أن تصنع النجاح فعليك أن تضع الرجل المناسب فى المكان المناسب".. مقولة شهيرة أطلقها بعض نواب المجلس خلال دور الانعقاد الثالث، تجسيدًا لنشاط رؤساء اللجان النوعية تحت قبة البرلمان، ولذلك ستشهد انتخابات اللجان النوعية خلال الدور المقبل اختلافات كثيرة عما كانت عليه من قبل.
ويأتي ذلك بسبب ما تشهده الساحة السياسية في الوقت الحالي من اتجاه نحو سيطرة حزب مستقبل وطن، على أغلب المقاعد البرلمانية باللجان النوعية، لم يكن هذا التوجه جديدًا على الحزب، خاصة وأنه طل علينا في الآونة الأخيرة بالعبارات والمجهودات التي تؤكد على أنه هو الحزب الأول والمسيطر على الساحة، ويأتي ذلك بعدما أصبح تحت عباءة ائتلاف دعم مصر، وبعد الاندماج مع حملة "كلنا معاك .. من أجل مصر".
وفى ظل التوقعات والمؤشرات التي تؤكد بالدليل القاطع أن هناك لجان نوعية بعينها لم يتم تغير رؤساءها نظرًا لإدائهم المتميز خلال السنوات الماضية.
ولكن المتابع للمشهد السياسي، يجد أنه حتى الآن لم يعلن أي حزب سياسي على الساحة سواء السياسية أو البرلمانية عن أي تفاصيل بشأن اللجان النوعية، متطرقين بالحديث إلى الاستحاقات الدستورية المقبلة وعلى سبيل المثال "مجلس الشيوخ- ومجلس النواب"، مؤكدين أنهم سيحصدون الأغلبية في تلك الانتخابات.
ومن جانبه، قال المستشار عصام هلال، أمين التنظيم لحزب مستقبل وطن، في أحد الحوارات الخاصة لـ"بلدنا اليوم" إنه منذ اندماج الحزب مع حملة "كلنا معاك من أجل مصر"، ونحن الحزب الأول والأقوي والأكثر انتشارًا وتأثيرًا في المجتمع، مشيرًا إلي أن الأقوى ليس من خلال استعراض العضلات كما يعتقد البعض، ولكن من حيث القامات والكوادر والشخصيات السياسية المحبة للعمل الجماعي والعمل السياسي والمؤثر في جوهره.
وأوضح "هلال"، أن عوامل النجاح متوفرة لنجاح الحزب بربوع المحافظات وبداخل البرلمان، ولكن طموحات الحزب أكبر من ذلك.
وبسؤاله عن هل هناك منافس على الساحة للحزب، تابع أمين التنظيم لحزب مستقبل وطن: "نتمني ذلك.. نتمني أن يكون هناك منافسين للحزب، وهذا سيكون الأفضل لمستقبل وطن حتي يكون هناك منافسة على الساحة حتي لم يشعر الحزب بالغرور"، لافتًا إلي أن الحزب استخدم مؤخرًا أساليب التحفيز حتي تكون هناك منافسة بين الأمانات والأعضاء بعضهم البعض.