لم تكن حادثة اغتيال الدكتورة سلوى حبيب والدكتور سمير نجيب والدكتور جمال حمدان هى آخر حوادث الاغتيال التي نفذت لكسر التقدم والازدهار علمياً للدول الأخرى، فالعلماء الذين استطاعوا أن يكتبوا ضد الكيان الصهيونى وضد الولايات المتحدة لم تدعهم الأجهزة السيادية التابعة لتلك الدول حتى تم اغتيالهم، فلماذا هاتان الدولتان تلاحق علمائنا وكتابنا وتحاول منع أى تفوق لنا فى المنطقة.
وفاة العالم المصري في المغرب..
وكانت آخر تلك الحوادث وفاة العالم المصري أبو بكر عبدالمنعم رمضان، رئيس الشبكة القومية للمرصد الإشعاعي، بهيئة الرقابة النووية والإشعاعية المصرية، الأربعاء الماضي، في مدينة مراكش المغربية.
حيث أمرت النيابة العامة في مراكش، أمس، بتشريح جثة العالم مصري، بعدما توفى في ظروف غامضة خلال إقامته بأحد الفنادق، وانتقل "رمضان" إلى مصحة خاصة، إثر إصابته بمغص في معدته داخل غرفته في الفندق، حيث كان متواجدا هناك لحضور مؤتمرا عربيا حول الطاقة، قبل أن يفارق الحياة إثر إصابته بسكتة قلبية.
وانتقلت عناصر الشرطة إلى الفندق، فور علمها بالموضوع من أجل فتح تحقيق في ظروف وملابسات هذا الحادث، وقد وجهت عينات من دمه لأحد المختبرات الطبية في المغرب لمعرفة ما إذا كانت الوفاة ناجمة عن تسمم أم لا.
لماذا أصابع الاتهام تذهب إلى إسرائيل؟
إجابة هذا السؤال تعود إلى أن العالم العالم النووي المصري " أبو بكر عبد المنعم رمضان" قد سبق وأن شارك في اجتماعات رسمية مع وزراء البيئة العرب عام 2014 ، وتم تكليفه إلى جانب خبراء عام 2015 بدراسة الآثار المحتملة للمفاعلات النووية بوشهر في إيران وديمونة في إسرائيل.
أشهر عمليات الاغتيالات لعلماء مصريين على أيدي الموساد
لم تكن حادثة العالم النووي المصري هي الأولى من نوعها، وذلك إذا تبين في نهاية الأمر أن عملية الاغتيال تلك كانت قد وقعت على أيدي جهاز الموساد الإسرائيلي.
ومن بين أشهر عمليات الاغتيالات التي قامت بها إسرائيل ضد علماء مصريين هم:
1- سميرة موسى:
هي ميس كوري الشرق والتي ولدت في 3 مارس 1917 في قرية سنبو الكبرى مركز زفتى بمحافظة الغربية، وهي أول عالمة ذرة مصرية وكذلك أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول، وهي جامعة القاهرة حاليا.
وكانت تأمل ميس كوري الشرق أن يكون لمصر والوطن العربي مكان وسط هذا التقدم العلمي الكبير، حيث كانت تؤمن بأن زيادة ملكية السلاح النووي يسهم في تحقيق السلام، فحرصت على إيفاد البعثات للتخصص في علوم الذرة فكانت دعواتها المتكررة إلى أهمية التسلح النووي، ومجاراة هذا المد العلمي المتنامي.
وعام 1952، استجابت الدكتورة سميرة إلى دعوة للسفر إلى أمريكا وتلقت عروضاً لكي تبقي في أمريكا لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحي كاليفورنيا في 15 أغسطس، وفي طريق كاليفورنيا المرتفع ظهرت سيارة نقل فجأة؛ لتصطدم بسيارتها بقوة وتلقي بها في وادي عميق، قفز سائق السيارة- زميلها الهندي في الجامعة الذي يقوم بالتحضير للدكتوراة والذي- اختفي إلى الأبد.
2- مصطفى مشرفة
كان ثاني عمليات الاغتيالات والتي تم توجيهها إلى الموساد هو اغتيال العالم المصري الدكتور مصطفى مشرفة.
ومشرفة هو عالم فيزياء مصري، وأول عميد مصري لكلية العلوم، كما مُنح لقب أستاذ من جامعة القاهرة وهو دون الثلاثين من عمره.
يُعد أحد القلائل الذين عرفوا سر تفتت الذرة وأحد العلماء الذين ناهضوا استخدامها في صنع أسلحة في الحروب، كما كان أول من أضاف فكرة جديدة، وهي إمكانية صنع مثل هذه القنبلة من الهيدروجين، إلا أنه لم يكن يتمنى أن تصنع القنبلة الهيدروجينية أبداً، وصفه أينشتاين بواحد من أعظم علماء الفيزياء.
أما عن طريقة موته، ففي 15 يناير 1950، مات إثر أزمة قلبية، وكان هناك شك حول موته مسموما أو أن أحد مندوبي الملك فاروق كان خلف وفاته، ويعتقد أيضا أنها أحدى عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي.
3- يحيى المشد
ومن ضمن عمليات اغتيال الموساد كانت ضد الدكتور وعالم الذرة الراحل يحيي المشد والذي لقي حتفه في فرنسا.
فيحيى المشد عالم ذرة مصري وأستاذ جامعي، درّس في العراق في الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية فشهد له طلابه وكل من عرفه بالأخلاق والذكاء والعلمية.
أما عن حادث اغتياله، ففي يوم الجمعة الموافق 13 يونيه عام 1980 م وفى حجرته رقم 941 بفندق الميريديان بباريس، عُثر على الدكتور يحيى المشد جثة هامدة مهشمة الرأس ودماؤه تغطي سجادة الحجرة.
وكانت قد اعترفت إسرائيل بتلك العملية من خلال فيلم تسجيلي مدته 45 دقيقة، عرضته قناة «ديسكفري» الوثائقية الأمريكية تحت عنوان «غارة على المفاعل»، وتم تصويره بالتعاون مع الجيش الإسرائيلي.