"بيع أطفال وترويج مخدرات".. كيف تواجه الداخلية مافيا "السوشيال ميديا" الخفية؟

الخميس 05 سبتمبر 2019 | 02:52 مساءً
كتب : محمود صلاح

"بنت هتتولد كمان يومين، من يريدها يتواصل معي عبر الشات.. من يعاني من مرض أو سحر سنعالجه بالقرآن على الفور؛ كل ما عليك التواصل خاص، من تريد الحصول على زوج رقيق متعلم أنيق، تترك بياناتها عبر رسالة صغيرة على الشات".. هكذا أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، يستغلها الكثير من العصابات الذين يكنزون الأموال من وراء المواطنين، من أجل تحقيق حياة كريمة لأنفسهم، حتى وإن كانت ستدمر حياة الأخرين.

في الآونة الأخيرة شنت وزارة الداخلية حملاتها المكثفة، من أجل مواجهة مافيا "السوشيال ميديا" والعمل على القضاء على تلك العصابات التي باتت تهدد أمن واستقرار البلاد، وأصبحت تنشر الشائعات التي ينساق وراءها الكثير من المواطنين، الذين صاروا مرضى بمواقع التواصل الاجتماعي.

دولاب مخدرات على الفيسبيوك

في الأيام القليلة الماضية، تداول الرواد على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مقطع فيديو مصور، يرصد واقعة فريدة ومثيرة للجدل، لمجموعة من الشباب وهم يحتشدون أمام أحد مروجي المواد المخدرة بهدف شرائه.

على الفور كثفت الأجهزة الأمنية جهودها التي انتهت بالقبض على تشكيل متخصص في بيع المواد المخدرة بما يُعرف بـ "الدولاب" بمنطقة ترسا التابعة لمحافظة الجيزة غرب العاصمة المصرية القاهرة.

ورصدت مباحث الإنترنت الفيديو الذي تم تداوله، ويظهر فيه تجمع حشد من الشباب متعاطي المواد المخدرة على شكل "طابور" في محيط دولاب متخصص لبيع تلك المواد، حيث رصد الفيديو عمليات البيع وتبادل الأموال مقابل الحصول على تلك المواد.

رغم أن السوشيال ميديا باتت تسجل خطرًا على مواقع التواصل إلا أن عددًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ساعدوا من جانبهم بتوفير معلومات بشأن المروّجين، حيث كتب أحدهم أن هذا المكان يدعى "دولاب أبناء معوض لبيع المخدرات والبرشام".

أعضاء بشرية على الفيسبوك

في اليوم الذي انتشر فيه فيديو دولاب المخدرات بالجيزة، تمكنت القوات الأمنية من القبض على عامل زراعي، بتهمة إدارة صفحات على موقع التواصل الاجتماعي لبيع أعضاء بشرية.

وصلت معلومات إلى الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات بوزارة الداخلية، بشأن إدارة أحد الأشخاص صفحة على موقع "فيسبوك" تتضمن الإعلان عن بيع أعضاء بشرية، بحسب المحضر الرسمي.

وتشير التفاصيل إلى أنّ العامل يقيم في مركز الرياض بمحافظة كفر الشيخ، حيث جرى ضبطه عقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع قطاع الأمن العام.

وعثرت أجهزة الأمن بمسكن المتهم على هاتف محمول يحتوي عن حساب ومحادثات بشأن عمليات التجارة، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة.

استغلال القرآن لممارسة الرذيلة

بلدنا اليوم كانت قد أجرت حديثًا طويلًا مع شخص "دجال" يدعي العلاج بالقرآن، ويدير صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحمل اسم "علاج مرض السحر في يوم واحد"، حيث تم مراسلته من "أكونت" مزيف يحمل اسم فتاة، الأمر الذي أعطى فرصة كبيرة للشيخ الذي يدعى "ادريس" بالحديث طويلًا وطلب أشياء خادشة للحياء.

باقي تفاصيل القصة بالمستندات من هنا

بيع أطفال على الفيس

لم يتوقف الأمر في استغلال مواقع التواصل الاجتماعي، في بيع الأشياء المادية كالمخدرات، أو استغلاله في الوصول لأغراض معينه، بل تطور كثيرًا حتى أصبح منصة يباع ويشترى من خلالها الأطفال الصغار، ويحدد الموعد قبل ولادة الطفل بأيام قليلة، ويتم الاتفاق على المبلغ الذي تطلبه والدة الطفل من أجل التخلص من فلذة كبدها.

من بين الصفحات التي عملت على هذا الموضوع، كان البيدج الذي يسمى "من أطفال الزبالة لأطفال التبني" حيث أصبح هذا البيدج ملجئًا لمن أراد بيع أو شراء طفل صغير، حيث عرض أحد الأشخاص في منشور كتبه على الصفحة سالفة الذكر، قائلًا: "أم بتفكر ترمي ابنها في الزبالة لظروف خاصة مش هتقدر تحتفظ بيه، ان بعد كل البوستات اللي على الصفحة اللي نفسهم في الطفل ده، غير كمية الرسائل اللي بتيجي"، الأمر الذي أثار جدلًا واسعًا بين الرواد، ودفع الكثير للتعاطف مع الطفل في التعليقات، فيما حاول آخرون الوصول إلى مكانه لدفع الأموال المطلوبة من أجل الحصول عليه.

نتلتن

يروج آثار على الفيسبوك

في الأيام القليلة الماضية، ألقت الأجهزة الأمنية على أحد الأشخاص بقنا لإعلانه عن بيع وشراء قطع أثرية عبر إحدى الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.

أكدت معلومات الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات قيام المسئول عن إدارة إحدى المجموعات على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بنشر مشاركات تتضمن الإعلان عن بيع وشراء قطع أثرية نظير مقابل مادي.

تم تشكيل فريق بحث جنائي أسفرت جهوده عن أن وراء ارتكاب الواقعة حداد مسلح، مقيم بدائرة مركز شرطة قوص بقنا، عقب تقنين الإجراءات بالتنسيق مع قطاع الأمن العام ومديرية أمن قنا تم استهداف المذكور وضبطه بمحل إقامته، وبحوزته الهاتف المحمول المستخدم في ارتكاب الواقعة وبفحصه تبين وجود آثار ودلائل عبارة عن المشاركات المُشار إليها وصور لقطع أثرية.

وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة وإنشاء المجموعة المشار إليها بغرض إيهام المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي للنصب عليهم والاستفادة منهم مادياً.