في إطار عملية التحضير الموضوعي لاستضافة مصر لمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين في ديسمبر القادم، نظم مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، التابع لوزارة الخارجية المصرية، بصفته السكرتارية التنفيذية للمنتدى، ورشة عمل للخبراء الأفارقة والدوليين يومى 28 و29 أغسطس 2019، بعنوان "النازحون قسرياً في أفريقيا: من الاستجابات المرحلية إلى الحلول الدائمة"، وذلك بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
يأتي تنظيم ورشة العمل، والتي افتتحها السفير حمدي لوزا، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، في توقيت حرج نتيجة للضخامة والتعقيد غير المسبوق لأزمة النزوح القسري الحالية.
فوفقًا لتقرير الاتجاهات العالمية الصادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، تجاوز عدد الأشخاص الفارين من النزاعات والكوارث الطبيعية 70 مليون شخصاً في عام 2018، منهم 41.3 مليون نازحاً داخلياً، و25.9 مليون لاجئاً، و3.5 مليون ملتمساً للجوء، وهو ما يعد أعلى معدل في آخر 70 عامًا، وضِعف المعدل منذ 20 عامًا، وأعلى ب 2.3 مليوناً من عام 2017.
وبرغم أن النزوح القسري ظاهرة عالمية، فلا تزال أفريقيا متأثرة بها بشكل غير متناسب، حيث تستضيف القارة ثلث عدد اللاجئين على مستوى العالم، وذلك فضلاً عن حدوث معظم تحركات اللاجئين الأفارقة داخل القارة. فوفقًا لتقرير الاتجاهات العالمية، يوجد نصف الدول العشرة ذات أعلى عدد من اللاجئين مقارنة بالمواطنين في أفريقيا جنوب الصحراء.
ولذلك، هدفت ورشة العمل إلى مناقشة الطبيعة المعقدة لأزمة النزوح القسري في أفريقيا، وطبيعة رد الفعل الأفريقي والدعم الدولي لها، وإفادة المداولات والنقاشات الجارية بشأن تفعيل الهيكل الإنساني الأفريقي، بما في ذلك الوكالة الإنسانية الأفريقية، وكيفية ضمان تكامل عملها مع عمل إدارات الاتحاد الأفريقي الأخرى ذات الصلة، لغرض توفير استجابة متكاملة للنزوح القسري. بالإضافة إلى ذلك، ناقشت ورشة العمل تصميم وتنفيذ وتقييم البرامج والمشروعات الجديدة والمبتكرة الرامية إلى معالجة الأسباب الجذرية للنزوح القسري والاستجابة لاحتياجات النازحين قسرياً، وكذلك احتياجات الدول والمجتمعات المضيفة.
وقد شارك في ورشة العمل خبراء من حكومات الدول الأفريقية، والاتحاد الأفريقي، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ومكتب دعم بناء السلام بسكرتارية الأمم المتحدة، والمنظمة الدولية للهجرة، وبنك التنمية الأفريقي، ولجنة الصليب الأحمر الدولية، والاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر. كما شارك في الورشة ممثلو السفارات الأفريقية والأجنبية في القاهرة.
يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أعلن عن تدشين منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، وذلك خلال كلمة سيادته أمام القمة الأفريقية في أديس أبابا في فبراير الماضي، ليكون منصة رفيعة المستوى تجمع القادة الأفارقة والدوليين، وكبار المسئولين من المنظمات الدولية والإقليمية، وكبريات الشركات العالمية، وقادة الفكر والرأي لطرح مقترحات لتفعيل الصلة بين أجندتى "السلام المستدام" و"التنمية المستدامة"، وكمساهمة مصرية جوهرية في دفع جهود تحقيق السلم والأمن والتنمية في القارة خلال رئاستها الحالية للاتحاد الأفريقي، وللبناء على مخرجات المنتدى في إطار ريادة السيد الرئيس للجهود الأفريقية لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات.