كشفت تقارير إعلامية عن وجود انقسام داخل الإدارة الأمريكية بشأن التواجد في أفغانستان، حيث اقترح كبار مستشاري البيت الأبيض توسيع وجود الاستخبارات الأمريكية "سي آي إيه" في أفغانستان سرا حال انسحاب القوات الدولية من البلاد، إلا أن مسئولين عسكريين من "سي آي ايه" رفضوا الاقتراح.
وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" فإن هذا الانقسام أثار جدلا في الإدارة الأمريكية يمكن أن يعقد المفاوضات مع طالبان لإنهاء الحرب، موضحة أن بعض مسئولي إدارة ترامب يرغبون في تعاون الاستخبارات الأمريكية مع الميليشيات في أفغانستان كجزء من مكافحة الإرهاب بهدف منع عودة تنظيم داعش أو القاعدة في الوقت الذي تستعد فيه القوات الأمريكية لمغادرة أفغانستان بشكل رسمي.
وأوضحت الصحيفة أن عددا من المسئولين يشكك في أن تلك الميليشيات الغامضة والتي تواجه اتهامات بالوحشية يمكنها أن تقاتل ضد الإرهاب دون دعم من الجيش الأمريكي.
وأثارت تلك الخطة مخاوف جينا هاسبل مديرة "سي آي ايه" مؤكدة أن عملاء الوكالة الذين عملوا على تعقب إرهابيي طالبان والقاعدة وداعش يعتمدون إلى حد كبير على الجيش في الغارات الجوية والمراقبة العامة والدعم الطبي وفنيي المتفجرات.
وأوضحت الصحيفة أن الاستخبارات الأمريكية لا تعتقد أن وجود تنظيم داعش في أفغانستان مبررا لزيادة الموارد هناك نظرا للميزانيات المحدودة، كما أنها لا ترى في داعش تهديد مباشر للغرب، رغم هجماته المنتظمة على المدنيين الأفغان والقتال ضد طالبان.
ويؤكد الخلاف حول مستقبل "سي آي ايه" في أفغانستان الصدع داخل الإدارة الأمريكية بين أولئك الذين يريدون الانسحاب النهائي وبين المتخوفين من أن يعرض الانسحاب الولايات المتحدة للتهديدات الإرهابية، بحسب الصحيفة التي أعدت تقريرها بناء على مقابلات مع مسئولين حاليين وسابقين اطلعوا على مناقشات الإدارة الأمريكية.
وأضافت الصحيفة أن ذلك الانقسام قد يكون عقبة في وقت يسعى فيه المفاوضون الأمريكيون للتوصل إلى اتفاق مع طالبان لإنهاء أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، حيث أصرت طالبان خلال المحادثات الأخيرة في قطر على مغادرة عملاء "سي آي ايه" رفقة قوات الجيش الأمريكي خلال الأشهر القليلة المقبلة.
كانت تقارير إعلامية، قد أفادت في وقت سابق بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط لانسحاب تدريجي للقوات الأمريكية من أفغانستان.