استجاب عدد كبير من المصريين المقيمين في الخارج، لدعوة السفيرة نبيلة مكرم، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، للمشاركة في مبادرة "مفيش زي مصر"، والذين سارعوا إلى تسجيل فيديو قصير مدته دقيقتين تحدثوا فيه عن فترة الإجازة التي قضوها بمصر، وأشارو إلى سحر وجمال الأماكن السياحية فيها، مع ختام الفيديو بشعار الحملة NO PLACE LIKE HOME".
وقالت الوزارة، إن المبادرة لاقت اهتمام كبير، حيث سجلت 12 مليون متابع، مشيرة إلى أنها لا تهدف فقط إلى الترويج السياحي للدولة، ولكن بالأساس إلى الحفاظ على الهوية الوطنية للمصريين بالخارج ودورهم في دعم مصر والترويج لها عبر إظهار ارتباطهم بها، فهم خير من يستطيع توضيح الصورة الحقيقية عن وطنهم الأم مصر، خاصة أبناء الجيل الثاني والثالث من المصريين في الخارج.
صفعة قوية للمغرضين
وصفت الدكتورة جيهان جادو، عضو مجلس الحي عن محافظة فرساي الفرنسية، ورئيس الرابطة الدولية للإبداع الفكري والثقافي بفرنسا، المبادرة التي تبنتها وزارة الهجرة بعنوان "مفيش زي مصر"، بالممتازة، لافتة إلى أنها لها مدلول كبير في ربط مصريين الخارج بوطنهم الأم مصر.
وقالت جادو، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، من فرنسا، إن المبادرة تكمن اهميتها في توصيل رسالة إلى العالم بأن مصر بلد الأمن والأمان، علاوة على الترويج السياحي لمصر بنقل الواقع الحقيقي لها عن طريق أبنائها وشبابها في الخارج، موضحة: "كل مصري في الخارج هو سفير لبلده، فنحن من خلال أصدقائنا وعائلاتنا، نقوم بنقل كل ما شاهدناه في مصر خلال اجازاتنا الصيفية، من مناظر طبيعية، ومعالم سياحية، ومشاهد تشكّل هُوية الدولة المصرية".
ولفتت عضو مجلس الحي عن محافظة فرساي الفرنسية، إلى أن باعلان وزارة الهجرة لتلك المبادرة، وتدشينها على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، كان لها صدى كبير، لأن مصريي الخارج استشعروا دور الحقيقي في بناء مصر، والترويج لها.
مستطردة: "لم يتردد أحد في صنع الفيديوهات التي يتحدث فيها بشكل مبسط عن مصر، والتوعية بحرص المصريين على قضاء اجازاتهم مع عائلاتهم في مصر، لتقوية الاواصر بين أبنائهم ومصر، وتعريفهم بها بشكل مقرب، ومازالت الفيديوهات تتلقاها الوزارة من المصريين في الخارج، ومن خلال المعسكرات الشبابية التي تقوم بها الوزيرة لأبناء الجيل الثاني والثالث، واللذين لهم الدور الأكبر في عمل ترويج سياحي من خلال تعريف زملائهم الاجانب بما يتم على أرض وطنهم".
وثمنت جادو، على الجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة الهجرة، للم شمل وربط المصريين بمصر، لافتة إلى أن استجابتهم بالمشاركة في المبادرة، أقل ما يستطيعون تقديمه، بقولها: "سنقوم بتسجيل الايجابيات التي شاهدناها في بلدنا والانجازات الي تمت في الفترة الاخيرة، وسنتحدث بها أمام الغرب لاننا خط الدفاع الأول عن مصر، وسنرد على كل من يرد بها سوء، من خلال الفيديوهات والصور التي ستكون صفعات قوية من الواقع في وجه المغرضين".
حدث غير مسبوق
فيما أعربت الدكتورة غادة داوود رئيس الجالية المصرية في نيوزيلندا، عن اهمية مبادرة "مفيش زي مصر"، خاصة في البلاد التي تقع بنهاية العالم، بسبب بعدها عن مصر، وارتفاع تذاكر الطيران إلى مصر، وهو ما كان السبب في عزوف بعض المصريين بالخارج في قضاء أجازاتهم فيها، قائلة: "تلك المبادرة ستنقل ما يحدث في مصر بالصوت والصورة من انجازات، لإيصال رسالة قوية بأن مصر تتغير للأفضل".
وأوضحت داوود، إلى أن مثل تلك المبادرات ستساهم في تشجيع العديد من المصرييين في الخارج، إلى السفر إلى مصر، مؤكدة: "أدت الفيديوهات التي تم نشرها من قبلنا لحث الكثير من المصريين في البلاد المختلفة، إلى الاستفسار عن أهم الأماكن التي من الممكن أن يزروها عند نزولهم لمصر، معربين عن احساسهم أن البلد بتتغير بجد".
وأعربت رئيس الجالية المصرية في نيوزيلندا، عن سعادتها بتكاتف المصريين من أجل وطنهم الام، "أصبحنا عائلة كبيرة من شرق الأرض إلى غربها، بفضل مؤتمر الكيانات المصرية، وغيرها من مبادرات تتبناها وزارة الهجرة، والتي تهدف إلى تعزيز علاقتتنا وعلاقة أولادنا بمصر، فكل الشكر لهم لما يبذلوه من جهد في سبيل ذلك".
وفيما يخص دور الجيل الثاني والثالث من أبناء المصريين في الخارج، في المبادرة، ذكرت إلى أنها تتمحور حول الهُوية المصرية، وشعور هذا الجيل الذي تربّى في الخارج، بأن مصر ليست بلد مهجر.
وأنهت حديثها قائلة: "هناك عدد من أبناء المصريين بنوزيلندا قرروا السفر إلى مصر، في رحلة لزيارة معالمها السياحية، وتسجيل مقاطع فيديو باللغة الإنجليزية، ليتمكنوا من استعراضها في مدارسهم وفي جلساتهم مع أصدقائهم الأجانب، لتعريفهم بوطنهم الأم مصر، في سابقة لم تحدث من قبل".
تشجيع السياحة
ومن جانبه، أوضح علاء ثابت رئيس بيت العائلة المصرية في ألمانيا، أن مشاركته في مبادرة "مفيش زي مصر"، تأتي من دافع حبه لها، وفخره بهويته المصرية، مشيراً إلى أن تحدث في مقطع الفيديو الخاص به عن ابرز الأماكن التي زارها علاوة على تركيزه على السياحة الشاطئية في مدينتي شرم الشيخ والغردقة، كونها أهم عوامل الجذب لدى السياح الاجانب.
وذكر ثابت، في تصريح لـ"بلدنا اليوم"، من ألمانيا، إلى أن المصريين المقيمين في الخارج يعدو ثروة قومية يجب استغلالها بالشكل الامثل، فعددهم يقدر بنحو 12 مليون مصري، وخير سفراء وجنود لمصر حول العالم ويقفون بجانب وطنهم في كافة التحديات التي يمر بها.
موضحًا: "مبادرات وزارة الهجرة، تساعد على تشجيعهم على زيارة مصر، والاستثمار فيها، وهو ما يحقق عملة صعبة تستفيد منها مصر في القطاعات الاقتصادية، كما يجب استغلال هذا العدد الهائل في التشجيع على السياحة والترويج لها في الخارج".
وقال رئيس بيت العائلة المصرية في ألمانيا، أن المصريين في الخارج يشجعون مبادرة الوزارة عن طريق المشاركة فيها بمقاطع الفيديو الخاصة بهم وبعائلاتهم، رافعًا شعار "المصري سفير لبلده في الخارج"، مطالبًا أبناء الجالية في الدول المختلفة إلى التحدث باستمرار عن شعب مصر الكريم المضياف، وما يتم على أرضها من مشروعات تنموية، واستثمارات تضع مصر على طريق النهضة، والتي تبنى بسواعد المصريين أنفسهم.
وتابع: "على كل مغترب في الدول الأوروبية المشاركة في المبادرة، لدعم مصر والترويج لها عبر إظهار ارتباطهم بها، وهو ما سيعود بالنفع عليها، فالسياحة الالمانية زادت لمليون و200 سائح ألماني زارو مصر خلال العام الماضي، كما أن السياح الأسبان بدؤا في زيارة مصر بأعداد كبيرة، هذا العام، فدول كتير بدأت تعود لمصر لمشاهدة بلد الحضارة، والتي نفخر أننا جزء منها".