"لبيك الله لبيك.. الحج عرفة".. ساعات ويؤدي أكثر من ربع مليون حاج في المملكة العربية السعودية، الركن الأعظم في شعيرة الحج، الركن الخامس والأكبر في الدين الإسلامي، حيث يبدأ الحجيج الصعود لجبل عرفات طالبين من الله المغفرة والرحمة، ويبقى لصيام يوم عرفة فضل كبير يوازي حسب الأحاديث النبوية فضل صيام عام كامل.
فضل صيام يوم عرفة
ويوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويصوم فيه غير الحجاج، والذين يؤدون الفريضة، لما ورد في الحديث: «صيام يوم عرفة يكفر سنتين سنة قبلها وسنة بعدها».
الصيام لغير الحاج
الاستحباب لغير من كان حاجا، فلا يستحب له صيامه؛ لأنه يكون في حال اشتغاله بالوقوف بعرفة، حيث إنّ الصيام حينذ يضعفه عن الذكر والعبادة في ذلك اليوم، وقد ورد النهي عن صيامه بحديث عن أم الفضل: «أنهم شكوا في صوم رسول الله يوم عرفة، فأرسلت إليه بلبن، فشرب، وهو يخطب الناس بعرفة». متفق عليه.
وفي سنن أبي داود عن عكرمة قال: «كنا عند أبي هريرة في بيته فحدثنا أن رسول الله نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة».
وظاهر حديث أبي هريرة هذا أنه لا يجوز صومه بعرفات، والأصل في النهي أنه للتحريم، لكن حمله العلماء على الكراهه من غير تحريم، والأصل في صوم يوم عرفة أنه مستحب إلا للحاج حيث إنّ الصيام يضعفه عن اغتنام وقت الوقوف بعرفة، ويجمع بين الأحاديث بأن صوم هذا اليوم مستحب لكل أحد مكروه لمن كان بعرفات حاجا.
وفي هذا دلالة على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج، وأما صيام الحاج يوم عرفة ففيه خلاف، فقد روي عن عثمان بن أبي العاص وابن الزبير أنهما كانا يصومانه، وقال أحمد بن حنبل: إن قدر على أن يصوم صام، وإن أفطر فذلك يوم يحتاج فيه إلى قوة، وكان إسحاق يستحب صومه للحاج، وكان عطاء يقول: أصوم في الشتاء ولا أصوم في الصيف، وكان مالك بن أنس وسفيان الثوري يختاران الإفطار للحاج وكذلك الشافعي.
وسبب كراهية صيام يوم عرفة للحاج أنه ربما كان مؤديا إلى الضعف عن الدعاء والذكر يوم عرفة هنالك وعن القيام بأعمال الحج.