انفجار أودى بحياة 20 شخصا، لكنه كان أكثر إيلاما، لأولئك الذين ماتوا أكثر من مرة، أولئك الذين كانت جلسة الكيماوي أكبر آمالهم، ليجدوا الإرهاب والموت على أطراف حياتهم، الأمر نفسه ينطبق على السيدة "فايزة" أو أم عبد الرحمن، صاحبة أشهر صورة في حادث معهد الأورام الأخير، حيث انتشرت صورتها في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم.
تقول السيدة في حديث لـ"بلدنا اليوم" أن الحادثة بدأت في الساعة الحادية عشرة والنص مساء، كانت في هذا التوقيت غارقة في سبات عميق، بعد تعب يوم كاملا تحاول فيه أن تكون عونا لابنها عبد الرحمن البالغ من عمره 3 سنوات، لكنه تحمل ما لا يتحمله بشر بتنفيذ 3 عمليات كاملة.
بكاء عبد الرحمن في المنزل، لم يختلف كثيرا عن نحيبه في معهد الأورام، الذي آواه لفترة طويلة، كما آواه حضن والدته منذ أول يوم جاء للعالم، بينما أصابه مرض وراثي في عائلته، ليلحق بغيره، ويأتي عليه الدور هذه المرة، في الوقت الذي لا تزال الأسرة التي قدمت من الصعيد بالأساس وسكنت في المرج، لا تزال مؤمنة صابرة بقضاء الله وقدره.