لم يكن يعلم «خ» أن نهاية طريق الشيطان قضاء ليالي مظلمة وراء القضبان، لاتخاذه من تجارة الممنوعات سبيل لجمع الأموال الحرام، وترك نفسه لأهواء الشيطان ووسوس له بتخريب عقول الشباب متعاطي المواد المخدرة، وزين له الحياة مع المخدرات أحلي وأفضل، وأنها تساعده على تحمل عنائها وكل هذا لترويج سلعته الناهية للحياة وليست بدايتها كما يصور لهم، وظل يبدع في ترويج منتجاته الدنيئه حتى لقب ب«الشيطان».
البداية عندما أعد الرائد هشام فتحي معاون مباحث قسم شرطة الجيزة، حملة من أفراد الشرطة واستقلوا سيارات القوة، للمرور بنطاق دائرة القسم، لتفقد الحالة الأمنية وضبط الخارجين عن القانون وكل مايخل بالأمن العام.
وحال ذلك تلقى «فتحي» اتصالًا هاتفيًا من أحد المصادر السرية والموثوق في صدق وصحة معلوماته، يفيد قيام شخص يدعى «خ. ح» وشهرته الشيطان، يقوم بالإتجار في المواد المخدرة وخاصة «مسحوق الهيروين».
وأضاف المصدر أن سالف الذكر متواجد الأن بشارع الفاتح ويحرز ويحوز على كميات من المخدرات، وأبدى المرشد عن رغبته في الإرشاد عن مكان تواجد المتهم، معللا خوفه على شباب المنطقة.
ونظرا لضيق الوقت لإستصدار إذن نيابة ولقرب القوة من مكان تواجد المبلغ عنه، فطلب معاون المباحث من المصدر السرعه في مقابلته بأول شارع الفاتح المتفرع من شارع المحطة، وعند مقابلته إتفقا على إشارة بينهم للإرشاد عن المتهم سالف الذكر.
وقامت القوة بترك سيارة الشرطة في مكان المقابله برفقة الحراسة اللازمة، وطلب «الضابط»من المصدر السير أمامة بخطوات خشية إكتشاف امره، وحال ذلك أشار المصدر على المطلوب وهو يقف على ناصية حارة الخليفة المتفرعة من شارع الفاتح وإنصرف من المكان.
فقام الرائد هشام فتحي، بمراقبة المبلغ عنه فترة قصيرة من الوقت حتى شاهد قدوم أحد الأشخاص إلى المتهم، مستقلا دراجة بخارية بدون لوحات معدنية ، وتبادلوا الحديث ثم قام«مستقل الدراجة» بإخراج مبلغ مالي وأعطاه «للشيطان» ثم وضعه بين طيات ملابسه وأخرج علبة سجائر ماركةLM أحمر وقام بفتحها وأخرج منها لفافة ورقية بيضاء اللون، ملفوف عليها لاصق شفاف، وقام بفتحها وعرضها على الأخر، فقام معاون المباحث بالتقرب منهم بحذر شديد وسط الماره فتبين أن بداخلها كمية من مسحوق بيج اللون يشبه مخدر «الهيروين» فقامت القوة على الفور بالإنقضاض عليهم وإنتزعوا اللفافة وعلبة السجائر من يده.
وحال ذلك فرا الشخص الذي سلم المبلغ للمتهم، ولم تتمكن القوة من الالحاق به، وبمواجهة المتهم أقر أن مابداخل العلبة مسحوق الهيروين المخدر، وبالفحص تبين أن بداخلها 36 لفافة ورقية بيضاء اللون ملفوف كلا منها بلاصق شفاف وبإضافة الفافة التي كانت بيده أصبح عددهم37، وبتفتيشه عثر بين طيات ملابسه على مبلغ مالي 60جنيها.
وانتقلت به القوة لديوان القسم وبالعرض على المقدم مصطفي كمال رئيس مباحث قسم الجيزة، وبمناقشته أفاد أنه يدعى«خ. ح.ع.ال»، 23سنه، قهوجي،مقيم 34 حارة الخليفة المتفرعه من شارع الفاتح، الجيزة، ويحمل بطاقة هويه، وبمواجهته بالمضبوطات إعترف أنها بهدف الاتجار.
تم التحفظ عليه وحرر المحضر اللازم بالواقعة برقم 4907 لسنة 2019جنح قسم شرطة الجيزة، للعرض على النيابة العامة للتحقيق.
وبالعرض على المستشار أحمد سالم وكيل النياية، وباستجواب المتهم، وبسؤاله عن التهم المذكورة في محضر المباحث نفي كل ما وجه إليه وقال «محصلش».
وقرر وكيل النيابة حبس المتهم احتياطيًا على ذمة التحقيق، وطلب سرعة تقرير المعمل الكمياوي عن فحص الأحراز .
وبعد الإطلاع على تقرير المعمل الذي أثبت أن المسحوق الموجود بداخل ال37 لفافة هو الهيروين المدرج بالجدول الأول من جداول قانون المخدرات.
وعقب استكمال التحقيقات، والمطالعة على الأوراق التى تثبت حيازة المتهم لمخدر الهيروين في غير الأحوال المصرح بها قانونيا، تم رفع أوراق القضية للمستشار شريف توفيق المحامي العام لنيابات جنوب الجيزة الكلية، والذي أمر بإحالة أوراق القضية لمحكمة الجنايات لمعاقبة المتهم، بتهمة إحراز جوهر مخدر الهيروين بقصد الاتجار.
قضت محكمة جنايات جنوب الجيزة الدائرة 15 برئاسة المستشار علاء الدين شوقي وبعضوية المستشارين أشرف فايز، وميسرة الدسوقي، بالسجن المشدد على المتهم 6سنوات وغرامة مالية 100ألف جنية.