مابين الحين والآخر، تشهد دور العبادة ببعض المحافظات اعتداءات من قبل الجماعات الإرهابية، بغرض بث الفتنة الطائفية بين المواطنين، ولكن ما شهدته ساحات المساجد في أسيوط كان على غير المتوقع، حيث نزفت دماء العديد الأهالي والسبب هي العادات والتقاليد.
بلدنا اليوم، ترصد عبر السطور التالية، أبرز الجرائم التي احتضنتها ساحات مساجد الرحمن، في محافظة أسيوط وتحديد بمركز القوصية، خلال السنوات الماضية، وحتى اليوم الجمعة، الذي كان شاهدًا على مقتل 2 وإصابة 6 آخرين في ساحات مسجد بأسيوط.
مسجد بني قرة
"الله أكبر الله أكبر.. حي على الصلاة حي على الفلاح".. أصوات الأذان تعم أرجاء المكان، السماء صافية والجو هادئ تمامًا وقت الظهيرة، الجميع في تلك القرية الصغيرة يرتدون "الجلاليب" البيضاء فاقعة اللون، ويتجهون جميعهم صوب المسجد الكبير لأداء صلاة الجمعة، والأطفال تتعالى أصواتهم ويهرولون للالتحاق بأبائهم للجلوس بجانبهم وقت الصلاة، هذا المشهد السابق يتكرر بالفعل كل أسبوع في شتى أنحاء الجمهورية، وبالتحديد في المناطق الريفية، التي تتسم بالالتزام بالدين والعاطفة الجياشة له.
الأمر اختلف قليلًا في قرية بني قرة، مركزالقوصية التابعة لمحافظة أسيوط، حيث استطاعت العادات والتقاليد أن بث الرعب والخوف في البيوت التي يمارس فيها العقيدة والدين، وعمت قلوب الكثير وقادتهم لتنفيذ جرائم على طريقة الجماعات الإرهابية.
الأحوال كانت على ما يرام في القرية سالفة الذكر، حتى الانتهاء من شعائر صلاة الجمعة، وفجأة عم أرجاء المكان، أصوات الرصاص، حيث أسفرت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 4 آخرين.
وأفادت التحريات الأولية التي أجرتها رجال المباحث في أسيوط، أن سبب ارتكاب الواقعة خصومة بين عائلتين تجددت أمس، إثر مشادات بين فردين من العائلتين، تطورت لاعتداء أحدهما على الآخر بـ"عصا خشبية".
وأوضحت التحريات أن أفراد العائلة الثانية انتظروا الشخص المعتدي اليوم أمام مسجد القرية، وعندما تلاحظ له وجودهم دخل إلى المسجد للاحتماء به، لكنهم أطلقوا النار يشكل عشوائي ما أسفر عن وجود قتلى ومصابين.
الجدير بالذكر أن غرفة عمليات النجدة، أرسلت إشارة إلى مأمور مركز القوصية، الذي أخطر العميد حمدي هاشم، رئيس مباحث أسيوط، بوجود إطلاق نار بالقرب من مسجد إحدى العزب التابعة لقرية بني قرة دائرة المركز، ووقوع قتلى ومصابين.
وتبين وفاة 3 أشخاص بينهم شقيقين، وإصابة 4 آخرين، ونقلت الجثث إلى المستشفى الجامعي، والمصابين إلى المستشفى المركزي، وجرى تحويلهم إلى المستشفى الجامعي.
تحرر عن الواقعة المحضر اللازم، تمهيدًا لإخطار النيابة العامة والجهات المختصة لتجري شئونها وتستكمل التحقيقات.
مسجد أبوبكر
لم تكن هذه الحادثة المأساوية الأولى من نوعها في دائرة مركز القوصية، حيث تمثل هذه المشاهد بكل تفاصيله من قبل في مسجد، "أبو بكر الصديق" بمنطقة غيط الشعير، وأسفر عن مقتل 2 في ساحات المسجد بعد انتهاء صلاة الجمعة.
الخلافات الأسرية بين عائلة "حفيظ" و"بلحة" كانت سببًا رئيسًا في حدوث تلك الجريمة البشعة، التي نفذها شخصًا للأخذ بالثأر، حيث لقى شخصين مقتلهما وأصيب ثالث فى إطلاق أعيرة نارية بجوار مستشفى القوصية المركزى عقب صلاة الجمعة على خلفية تجدد خصومة ثأرية بين عائلتين بمركز ومدينة القوصية.
غرفة عمليات محافظة أسيوط تلقت إخطارًا من غرفة عمليات النجدة يفيد تجدد خصومة ثأرية بين عائلتي "حفيظ" و"بلحة" قام على أثرها أفراد من عائلة "حفيظ" بإطلاق أعيرة نارية على أفراد من عائلة "بلحة" عقب صلاة الجمعة بجوار مستشفى القوصية المركزي مما أدي إلى مصرع "محمد.م.ر" من عائلة "بلحة" ومصرع "عاطف.م.ج" عن طريق الخطأ تصادف مروره في أثناء إطلاق الأعيرة النارية.
وتم نقلهم لمشرحة مستشفى القوصية المركزي كما أصيب "نور.م.ع" عن طريق الخطأ أيضًا وتم نقله لمستشفى أسيوط الجامعي وتم تحرير محضر بالواقعة وأخطرت النيابة للتحقيق.
التحريات الأولية كشفت، أن أفراد من عائلة عبدالحفيظ في القوصية، طلقوا الأعيرة النارية على خلفية خصومة ثارية وقتلوا "محمد .م .ر" 19 سنة طرف الخصومة و"عاطف .م .ع" 14 سنة كان يقف بجواره أثناء الصلاة وإصابة أخرين.
كما أسفر إطلاق الأعيرة النارية عن إصابة طفل كان بجوار المجني عليه في المسجد، وبسؤال الأهالي وشهود العيان أقروا أن الجناة ينتمون لعائلة “عبدالحفيظ” لخلافات ثأرية بينهما وبين عائلة “بلحة” عائلة المجني عليه.
قوات أمن أسيوط فرضت، كردونات أمنية حول منطقة غيط الشعير، غرب مدينة القوصية، بعد إطلاق النيران على المصلين أثناء خطبة صلاة الجمعة، داخل مسجد "أبو بكر الصديق" بذات المنطقة، كما اكد شهود عيان، إن صوت إطلاق النيران هز منطقة غيط الشعير بغرب البلد، وتسبب في هلع الأهالي، وأضافوا أن الجناة أطلقوا كميات كبيرة من النيران، لكي يتمكنوا من قتل طرف الخصومة.
وأشار شهود العيان، إلى أن الخصومة الثأرية بين عائلتي "حفيظ" و"بلحة"، ترجع إلى نحو 4 سنوات، بسبب الخلاف على قطعة أرض، وقتل حينها شخص من عائلة "حفيظ".
دور القوات الأمنية
عقب حدوث الاشتباكات بين العائلتين، نشرت وزارة الداخلية عبر صفتتها الرسمية "فيس بوك" أن الأجهزة الأمنية بأسيوط نجحت فى إتمام الصلح فى النزاع القائم بين العائلتين بدائرة مركز شرطة القوصية.
الصلح الذي عقد اليوم كان بحضور عدد من القيادات الأمنية والشعبية والتنفيذية، وأعضاء لجنة المصالحات، وكبار رؤوس العائلات وأفراد العائلتين .. حيث تم التوفيق والصلح بين الطرفين، وأقروا جميعاً بالصلح النهائى وتعهد كلاً منهما بعدم التعرض للآخر .