عقد مجمع إعلام بورسعيد التابع للهيئة العامة للاستعلامات، ندوة للاحتفال بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة استضاف فيها اللواء بدري فريد المستشار العسكري السابق لمحافظة بورسعيد وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة وأدارها عصام صالح مسئول الاعلام التنموي بالمجمع .
وأكدت الأستاذة مرفت الخولي مدير عام إعلام القناة ومجمع إعلام بورسعيد، أن المجمع يهنئ الشعب المصري بذكرى ثورة 23 يوليو المجيدة، ويحرص على إحياء تلك الذكرى لتذكير المواطنين وخاصة أجيال الشباب أن الشعب المصري وجيشه قد قاموا في عام 1952 باستعادة الوطن من أيدي الاحتلال وأعوانه الفاسدين وبناء دولة ووطن جديد لكل المصريين.
من جانبه أكد اللواء بدري فريد أنه في الوقت الذى يعتبر فيه البعض أن ثورة يوليو 1952 أصبحت أوراقا في دفاتر التاريخ وتم الانقضاض على مكتسباتها خارجيا وداخليا سواء بحرب يونيو 67 أو الانفتاح الاقتصادي الذى انتهجه السادات بعد انتصار أكتوبر 73 ، حيث يرى البعض الآخر أن تحقيق أحد مبادئ الثورة الستة ببناء جيش وطني وقوي أنقذ مصر في النهاية من براثن نظام الإخوان وانحاز للشعب في ثورة 30 يونيو ليستكمل ما بدأته الثورة الأم وأن ثورة يوليو ستظل بمبادئها الستة درسا ونموذجا أمام أي قائد وشعب يريدون أن يبنوا وطنا بعد ثورة 30 يونيو خاصة في ظل تشابه الظروف الداخلية والخارجية.
أشار إلى أن ثورة ٢٣ يوليو نجحت في تحويل نظام الحكم بمصر من الملكية إلى النظام الجمهوري بما تبع ذلك من تطورات اجتماعية واقتصادية مهمة استرد المصريون من خلالها كرامتهم واستعادوا وطنهم المسلوب على مدى عقود طويلة من الزمان وشهدت بدايات القرن العشرين ثورة غاية في الأهمية مهدت لثورة يوليو فقد اندلعت ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول احتجاجا ضد المعاملة القاسية التي عانى منها المصريون من قبل الاحتلال البريطاني وكان أبرز نتائجها إلغاء الأحكام العرفية التي كان يحكم من خلالها الإنجليز مصر والوعد بحصول مصر على الاستقلال بعد ثلاث سنوات مقابل إبقاء قوات بريطانية في مصر وما بين 1919 و1952 ساد الواقع المصري العديد من الأوضاع التي كانت بمثابة قوة دافعة لقيام الثورة والتمهيد لها بما حملته من عوامل السخط وعدم الرضا والقلق والبعد عن الاستقرار.
شرح اللواء بدري كيف بدأت ثورة 23 يوليو 1952 بقادة تنظيم الضباط الأحرار الذى ضم طليعة من شباب ضباط الجيش المصرى بزعامة جمال عبد الناصر وقوبلت باستجابة شعبية عارمة وتحولت إلى ثورة شاملة عبر مجموعة من الإجراءات بدأت بالإصلاح الزراعى ثم التخلص من النظام الملكى وإعلان الجمهورية وصولاً إلى معاهدة الجلاء وكسر احتكار السلاح حتى وصلنا إلى قرار الرئيس عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس والصمود أمام العدوان الثلاثى حتى خرجت مصر منتصرة واستردت قناتها وبذلك اكتملت كل معالم ثورة 23 يوليو 1952 وهو ما تجلى واضحا فى تلك الفترة التى شهدت أوسع عملية للحراك الاجتماعى في مصر عبر مجانية التعليم وبواسطة تكافؤ الفرص بين الأغنياء والفقراء.
وفي سياق متصل، أضاف أنه بعد نجاح ثورة 23 يوليو استردت مصر استقلالها سياسيا وبعد فشل العدوان الثلاثى بدأت استرداد اقتصادها من الأجانب واليهود وتغير شكل المجتمع المصري تماما عن الفترة السابقة على الثورة في كل المجالات و شهدت تلك الفترة ذروة النهوض الاقتصادي والاجتماعي والأدبي والفني والفكري المصري، كما شهدت بروز دور مصر الاقليمي والدولي كإحدى القوى المؤثرة فى العالم ولا يمكن لأحد أن ينسى الدور المصري في الوطن العربي وفي العالم الثالث وفي حركة عدم الانحياز وحققت مصر فيها معدلات نمو اقتصادي غير مسبوقة وتلك الفترة هي التي شهدت بناء السد العالي و1200 مصنع صناعات استراتيجية وثقيلة وتحويلية كما شهدت توسعا زراعيا غير مسبوق وأحسن معدلات إنتاج للمحاصيل الزراعية.
في نهاية الندوة تم التأكيد على أنه لاتزال ثورة 23 يوليو حتى اليوم تشكل علامة بارزة في تاريخ الوطن ونقطة تحول أساسية في مساره الوطني بما قدمته من إنجازات مهمة وما أجرته من تحولات جذرية في جميع جوانب الحياة.