تشهد مصر في الفترة الأخيرة حالة من الطفرة الكبيرة على مستوى الطرق والإنشاءات والمطارت، لخلق فرص استثمارية جديدة على أرض الواقع.
هذه التطورات الكبيرة وبحسب خبراء وبرلمانيين، ستخلق نوعًا جديدًا من السياحة في مصر تفرضها طبيعة المرحلة القادمة، مؤكدين أن أي تطور في وسائل النقل خصوصًا يسهل على زوار مصر أيا كان وضعهم سياح او مستثمريين التنقل وبالتالي خلق وجلب المزيد من الاستثمارات.
قال النائب عمرو صدقي، رئيس لجنة السياحة والطيران المدني بالبرلمان، إن أي إضافة على مستوى المطارات أو المشروعات التي تقوم الدولة بإنجازها هي إضافة جيدة وجديدة للسياحة المصرية في مجملها، لأنه حتى فترة قريبة كان غير مصرح للطيران ألا يهبط إلا في مطار القاهرة فقط.
وأضاف رئيس سياحة البرلمان لـ "بلدنا اليوم" أن مطار العاصمة الإدارية الجديدة الذي افتتح مؤخرًا سيتيح أن يكون للناس بدائل متعددة أمامها للتنقل داخل القاهرة ومحافظاتها، خصوصًا أيضًا وأنها ليست بعيدة عن القاهرة.
وتابع صدقي أن كل مطار له خصوصية معينة، بمعنى أنه إذا كنا نتحدث عن السياحة الثقافية أوالسياحة في منطقة الصحراء، فمطار سفنكش مثلًا أصبح قادرًا على خدمة هاتين النقطتين، لأنه يخدم منطقة الأهرامات والمتحف الكبير.
وواصل النائب البرلماني أن مطار العاصمة الإدارية هو أقرب للقاهرة لكنه سيخدم مناطق كثيرة مثل العين السخنة والغردقة والزعفرانه وغيرها، فهذه المناطق في السابق كان البديل لها مطار القاهرة أو الغردقة، أما مطار العاصمة الإدارية فقرب المسافة بشكل لافت للنظر.
وذكر أن مطار العاصمة الإدارية الجديدة يخلق نمطا سياحيا جديدا في مصر وهي سياحة رجال الأعمال وما يرتبط بها من مؤتمرات، خصوصًا وأن العاصمة الإدارية الجديدة سيكون بها الحكومة وما يرتبط بها من وزارات ومصالح وأعمال، وهنا ستظهر السياحة سواء على مستوى النقل أو الخدمات المقدمة، خصوصًا وأن العاصمة الإدراية سيكون بها أكبر كنسية وأكبر جامع وبالتالي فمن الممكن أن يكون هناك بعض المؤتمرات الخاصة بشعائر معينة، وهذا في مجمل الأمر يصب في مصلحة السياحة.
وأردف صدقي أن المطار في الوقت الحالي الطيران المرتبط به سيكون طيران إكسبرس، وهذا النوع من الطيران طاقته الاستيعابية ليست كبيرة لأنه في المرحلة التجريبية حاليًا، ونحن بدورنا سننتظر فترة ونرى السياسة العامة للطيران المدني كيف ستسير، ومدى تقبل الشركات الأجنبية للخدمات الموجودة في المطار، لكن في نهاية المطاف هذا المطار سيخدم جزء كبير من مصر على رأسه منطقة العين السخنة والتي بها السياحة الترفيهية، ومن الممكن أن تظهر سياحة رجال الأعمال خصوصًا مع ظهر صناعات جديدة في هذه المنطقة.
وواصل رئيس سياحة البرلمان أن منطقة العاصمة الإدارية الجديدة قادرة على خلق سياحة جديدة في مصر، خصوصًا وأنها ستكون فيها تركيز لكل السفارات والحكومة ووزارتها، وسيكون هناك نوع جديد من السياحة لكن نمط مختلف عن الموجود والمتعارف عليه في أذهان البعض.
أما الدكتور مدحت الشريف، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب والخبير الاقتصادي، فقال إنه بشكل عام كل ما كان هناك وسائل انتقال متطورة داخلية وخارجية في أي دولة سواء كانت بحرية أو جوية أو برية تعمل على إنشاء بنية أساسية قوية واقتصادية، وهذا ما تسعى إليه مصر حاليًا بما تحققه من إنجازات مختلفة.
وأضاف الشريف لـ "بلدنا اليوم" أن مطار العاصمة الإدراية الجديدة يخلق حالة من الربط خصوصًا في ظل وجود أنفاق أنشات مؤخرًا لخدمة هذا الغرض، وبالتالي فأنت تسير في طريق خلق محور لوجستي دول بشكل كامل رغم أنه لازال أمنا الكثير في هذا الطريق، مشيرًا إلى أن وجود المطار في هذه المنطقة لتقل البشر وأيضًا السلع والخدمات والمنتجات فهو بنية أساسية للمشروعات الاقتصادية العملاقة.
وتابع الخبير الاقتصادي أن مصر تعمل حاليًا على تحقيق بنية أساسية كبيرة وقوية لمصر بشتى الطرق عبر الطرق الجديدة والقطار المكهرب ومترو الأنفاق وشبكة الطرق الضخمة التي أنشأت بالفعل، وهذا أمر يحقق للمستثمر المقبل كل ما يريده كي تزال من أمامه كافة العقبات المخلتفة.
وواصل الشريف أن من ينظر للمطار كوجهة سياحية فهو في الوضع الحالي لن يؤثر في شيء، لكن على المدى البعيد ومع وجود عاصمة مصر في هذه المنطقة سيكون له تأثير إيجابي على شتى مناحي الحياة الموجودة في مصر، فبشكل عام مطار العاصمة الإدراية الجديدة سيكون نقطة إضافة جديدة لمصر ستسمح لأي مستثمر أو سائح أو غيره استخدامها كنقطة تواصل مع المناطق المحيطة السياحية الموجودة في مصر، وهذا يحقق في نهاية المطاف هدف اقتصادي واستثماري لمصر بجانب مستويات أخرى.