"نطق الشهادة وهو بيموت".. يقف الجميع على ناصية الشارع الكبير، الكل يرصد المشهد الدرامي الذي دار في المنطقة، مسجل خطر يعاكس الفتيات المارة على الطريق، وآخر يحاول منعه من انتهاك حرمات الغير، وفجأة تحول الموقف إلى شد وجذب، ليخرج المسجل سلاح أبيض من جيبه، فيطعن به صاحب العشرين عامًا، ثم يهدأ الجميع للحظات، وبعد دقائق يجلب الآخر شقيقًا له، ليكتب القدر حروفه في اللحظات الأخيرة بحياة شقيقه، هكذا وصف "الحاج محمد" عم المجني عليه في المرج اليوم، الموقف مختصرًا ما حدث.
عم المجني عليه يرصد اللحظات الحاسمة
وأكد "محمد" أن المجني عليه، كان محبوبًا لدى الجميع في المنطقة مبتسمًا دائمًا، ويعمل على دراجة بخارية كعامل "دليفري"، وفي آخر اليوم يعمل بمحل فراخ، طوال هذه السنوات لم يحدث منه خطأ واحد، ولكن في الغالب تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، حيث شاء القدر أن تكون نهايته على يد مسجل خطر، يقف دائما على ناصية الشارع يعاكس الفتيات المارة على الطريق، بينما شقيق المجني عليه الصغير حاول منعه من معاكستهم: "لما أخو أحمد شافه بيعاكس البنت قاله عيب وميصحش كده، لكن التاني مش باقي على الدنيا وعلى طول ضربه بالمطواة في ايده".
وأضاف عم المجني عليه، في حديثه لـ"بلدنا اليوم" أمين البالغ من العمر 20 عامًا، بعدما تلقى ضربة "مطواة" في يده، هرول على الفور لجلب أخيه الأخر "أحمد.. فكري" الشهير بـ"كوليبالي"، الذي تلقى عدة ضربات في القلب والبطن هو الآخر، حينما حاول أن يعرف السبب الذي أصيب أخيه من أجله، وبالفعل بعد لحظات لفظ أنفاسه الأخيرة.
وأشار إلى أن الشاب المتوفى يبلغ من العمر 22 عامًا، تم نقله إلى المستشفى اليوم الواحد على الفور، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة على باب المستشفى وهو يقول: "أشهد أن لا إله إلا ألله، وأشهد أن محمد رسول الله"، بينما أخيه الصغير العشريني، ما زال يلازم فراش المرض في المستشفى، وتنتابه حاله شديدة من المرض حزنًا على أخيه.
ونفى عم المجني عليه، ما تردد على المواقع الإخبارية، بأن ابن أخيه يعمل في القمامة، والآخر الذي قتله يعمل راع أغنام، مؤكدًا أنه كان يعمل في الفراخ، ويعمل بأحد المحلات كعامل دليفري في الفترة الثانية من اليوم، والآخر الذي قتله، مسجل خطر وعاطل.
أم المجني عليه: "جايب لي لبس جديد"
"لسه جايب لي لبس جديد".. بنبرة حزينة وعيون مرغرغة بالدموع، وقف والدته المجني عليه، لتروي اللحظات الأخيرة في حياة فلذة كبدها، مؤكده أنه لم يكن لديه خلافات مع أحد، والجميع يكن له الاحترام، والدليل على ذلك أنه مات من أجل الدفاع عن الفتيات التي كان هذا المسجل يعاكسهن.
وأكدت أن نجلها كان يُعاني من الصرع، ورغم ذلك تعرض إلى الظلم، مطالبة الأجهزة الأمنية بحق نجلها الذي لفظ أنفاسه في لحظات: "اللي قتل ابني مسجل خطر، الحكومة سيباه ليه في الشوارع يقتل الناس ويعتدي عليهم، أنا عايزة حق ابني اللي مات، وابني الثاني اللي نايم في المستشفى يصارع المرض".
كانت تحريات مباحث المرج برئاسة المقدم أحمد طارق رئيس المباحث، قد أكدت أن سبب إقدام عامل على قتل راع غنم، يرجع إلى خلاف بينهما بسبب أكل الغنم من القمامة، وعند معاتبته له نشبت بينهما مشادة كلامية تطورت إلى مشاجرة قام على إثرها المتهم بطعن المجني عليه طعنة نافذة في منطقة القلب أدت إلى وفاته على الفور، وهو الأمر الذي نفاه أهل المجني عليه جملة وتفصيلا.
وكانت البداية بتلقي قسم شرطة المرج، بلاغًا بنشوب مشاجرة أسفرت عن سقوط قتيل، وعلى الفور انتقلت قوة برئاسة المقدم أحمد طارق وبمعاونة النقيب إسلام شعبان إلى مكان الواقعة، وتم القبض على المتهم وإحالتهم لنيابة المرج برئاسة المستشار أحمد شديد لمباشرة التحقيق معهم.