عرفه الصغير قبل الكبير، كان اسمه منسي لكنّه لم يكن أبدًا منسيًا، ثلاث سنوات مرت على استشهاده هو ورجاله الأبطال على أرض الفيروز، إلّا أنّ أسمائهم حفرت في القلوب قبل العقول، يترددها العامة والمثقفين وكبار رجال الدولة، أسمائهم كانت بمثابة الوسام على صدر كل مصري، وسام شرف ناله المصريين جميعًا بأنّ وطنه أنجب هؤلاء الأبطال.
أخبرتهم المعلمة أنّ الشهيد حي لم يمت، أعمارهم كانت أصغر من استيعاب تلك الكلمة الكبيرة، كلّا منهم اتخذ الشهيد بطلًا خارقًا في حياته، جميعهم عرفوه إمّا من حكايات معلمتهم أو من حديث أبائهم في المنزل، طرقًا عديدة جعلت اسمه يتردد كثيرًا أمامهم، "الشهيد البطل المنسي"، لذا قرروا الذهاب إليه وتقديم الشكر والعرفان على مافعله هو وجنوده من أجل مستقبلهم.
"حملة بالشباب نقدر"، خرج العديد من أبناء تلك الحملة شبابًا وأطفالًا يشدوا الرحال إلى قبر الشهيد البطل أحمد المنسي، والذي استشهد هو وكتيبته 103 في كمية البرث بشمال سيناء، بعد تصديهم لعملية إرهابية رافضين أن يتركوا كمينهم واستمروا في القتال حتى آخر نقطة دم في آخر جندي منهم، القائد ورجاله جميعهم وقفوا شامخين حتى قتلوا غدرًا على يد مجموعة من الخوارج.
ذهب الأطفال برفقة معلمتهم "ميس منى" إلى قبر "المنسي" ألقوا التحية على الشهيد وقفوا فخورين كونهم في حضرة هذا البطل القائد، مقدمين الشكر له ولرجاله كونهم كانوا سببًا في أن يسيروا في طريق مستقبل آمن، سيظل الوطن يشكرهم لأنّ ما فعلوه لا يقابله شيئ مهما كان، لكنّ الوطن كان عندهم أغلى من الحياة.