يوما بعد يوم يتصاعد التوتر بين إيران وقوى الغرب، لاسيما بعد احتجاز سلطات جبل طارق ناقلة نفط إيرانية كانت ترفع علم بنما، للاشتباه في خرقها للعقوبات الأمريكية وكونها محملة بالنفط وتتجه نحو سوريا، اعترضت البحرية البريطانية الناقلة، بينما طالب مسئول إيراني بارز بالرد على لندن باحتجاز سفينة بريطانية، لكن هل تشن البحرية الإيرانية هجوما بمنطقة الخليج؟
خلال الفترة الأخيرة، عززت الولايات المتحدة الأمريكية تواجدها العسكري بمنطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد الهجوم على ناقلات قرب ميناء الفجيرة في مايو الماضي، واتهمت واشنطن إيران بالوقوف وراء الحادث، كما قامت أمريكا بإرسال حاملة الطائرات "يو اس اس أبراهام لنكولن" إلى المنطقة إضافة إلى مقاتلات الشبح "إف 22" و"إف 35" تحسبا لأي هجوم إيراني، ففي حال اندلاع الحرب ستستهدف واشنطن البحرية الإيرانية الصغيرة وسفن الحرس الثوري، وفقا لمجلة "ناشيونال إنتريست".
وأشارت المجلة الأمريكية إلى سجل المواجهات الحافل بين البحرية الإيرانية وقوات الغرب والولايات المتحدة، مرجحة أن تكون المعركة "قصيرة" حال اندلاعها، مسلطة الضوء على ما حدث خلال الحرب العالمية الثانية، ففي ظل قلق الحلفاء من موقف إيران واحتمالية مساعدتها للنازيين وخوفهم من الحرمان من النفط، قررت قوات الكومنولث والقوات السوفيتية في أغسطس 1941 غزو ميناء عبادان جنوب غرب إيران.
وخلال الهجوم المفاجئ دمرت السفن البريطانية والاسترالية سفينة تابعة البحرية الإيرانية، وسرعان ما أصبح الأسطول الإيراني بأكمله في حالة خراب، وقام البريطانيون والسوفييت بتقسيم إيران وإزاحة شاهها.
وخلال العقدين التاليين للحرب أعاد النظام الجديد بناء البحرية معظمها من السفن بريطانية الصنع ، وبعضها لا يزال في الخدمة حتى اليوم.
شاركت البحرية الإيرانية الجديدة في عدة معارك، مثل الحرب الدامية مع العراق في الفترة بين 1980 و1988، وخلال تلك الفترة تحديدا في 1987 سمح للبحرية الأمريكية بمرافقة السفن في الخليج لا سيما الكويتية، وأسفرت تلك الفترة عن تدمير عدد كبير من القوات الإيرانية.
وتقول المجلة إن الهجمات الأمريكية، أسفرت عن تدمير سفينة تابعة للجيش الإيراني في سبتمبر 1987 حيث كانت تخطط لزرع لغم بأحد السفن، لكن القصف أجبر الطاقم على ترك السفينة، وأغرقت القوات الأمريكية 3 زوارق تابعة للبحرية الإيرانية.
وردا على صاروخ إيراني أصاب ناقلة كويتية في أكتوبر من العام نفسه، استهدفت أمريكا قواعد كانت تستخدمها قوات الحرس الثوري الإيراني، ما اضطر الطواقم الإيرانية للهروب.
وفي 1988 ضربت فرقاطة أمريكية منجما إيرانيا، أثناء مرافقة السفينة الأمريكية لناقلات نفط تمر عبر الخليج، حيث هاجمت القوات الأمريكية قاعدة إيرانية كانت تستخدم للإنطلاق بينما رد الإيرانيون بالمدفعية الثقيلة والمروحيات واستهدفت الزوارق الإيرانية 3 سفن مدنية.
وفي النهاية اقتحم المارينز القاعدة واستولوا على مدافع إيرانية، وأدت المعركية إلى مقتل 56 إيرانيًا على الأقل بينما لقى اثنان من مشاة البحرية الأمريكية مصرعهم عندما تحطمت مروحيتهم.
لكن الأسطول الإيراني تعرض لضرب شديد ومنذ ذلك الوقت أصبح مترددا في تنفيذ تهديداته حيال جيرانه والحلفاء في الغرب والولايات المتحدة الأمريكية.