فنانة كوميدية من الطراز الأول، استطاعت خطف قلوب الجماهير بسبب خفة ظلها وتلقائيتها، اشتهرت بدور الخادمة الذي اتقنته ببراعة، أسعدت الجماهير ولها قصة مأساوية أنهت حياتها بالقتل وكانت سببًا في فداء يسرا وأحمد زكي.
ومن خلال هذا التقرير نستعرض لكم "بلدنا اليوم" محطات فنية وشخصية والقصة المأساوية التي أنهت حياة الفنانة الكبيرة وداد حمدي
بدأت الفنانة وداد حمدي حياتها الفنية كمغنية كورس لأن لم يكن هدفها من البداية التمثيل كانت تحلم بأن تشق طريقها في الغناء والطرب، وكان أول أفلامها "هذا ما جناه أبي" أمام الشحرور صباح التي كانت تلعب شخصية صديقتها، ونالت إعجاب الجميع وأبرزهم المنتجة آسيا التي وقعت معها عقد بمبلغ قدره 4 جنيهات في اليوم خلال أربعينات القرن الماضي، وكان وقتها مبلغ ضخم، لتلعب بعد ذلك دور الخادمة التي تألقت به.
وشخصية الخادمة التي قدمتها على الشاشة أدت إلى عروض زواج من شخصيات كبيرة في المجتمع بسبب حبهم لهذا الدور والشخصية وخف ظلها.
شاركت وداد حمدي في أكثر من 700 فيلم، ومن الشخصيات المقربة إلى قلبها هو دور الخادمة كما أعلنت هذا من قبل من خلال أخر لقاء تليفزيوني ظهرت فيه، ولم تتمرد عليه أو تكسر القالب الذي وضعه عليه المخرجين.
ولدت الفنانة وداد حمدي في 3 يوليو 1924 بكفر الشيخ، وعاشت مع أهلها بمدينة المحلة الكبرى لأن والدها كان يعمل في شركة الغزل والنسيج، وهي كردية الأصل، تعرض والدها لأزمة مالية بعد خروجه على المعاش أثرت على العائلة بأكملها، فسافرت للقاهرة للبحث عن عمل وعاشت فى منزل عمها بمنطقة السيدة زينب، وحدث بينهم مشاكل كثيرة بسبب تأخرها في التصوير واضطرت للسكن في منزل بمفردها.
درست في معهد التمثيل لمدة عامان ليقوم بتقديمها بركات في فيلم هذا ما جناه أبي، ثم قدمت في مسرحية "شهر زاد" بالفرقة القومية المصرية بدلًا من عقيلة راتب.
وقدمت العديد من المسرحيات ومن أشهرها أم رتيبة، 20 فرخة وديك، عشرة على باب الوزير، إنهم يفتلون الحمير، الدنيا لما تضحك، ومن الأعمال التليفزيونية مسلسل غوايش.
قامت بتقديم العديد من الأفلام ومنها المليونير، حماتي قنبلة ذرية، أم رتيبة، خطف مراتي، الأنسة حنفي، كدبة ابريل، فتى أحلامي، لحن الوفاء، ليلى بنت الشاطئ، إشاعة حب، أفواه وأرانب وغيرهم.
تزوجت وداد حمدي مرة واحدة من الفنان محمد الطوخي، وقد أثر زواجها عليها في الستينات كانت حين اعتزلت لتخرجها من عزلتها المطربة وردة لتشاركها مسرحية "تمر حنة"، وأشيع عن زواجها من الفنان صلاح قابيل لكن نجل الآخير نفى هذه الشائعة.
توفيت الفنانة وداد حمدي في نهاية مأساوية، قٌتلت غدرًا على يد الريجيسير "متى باسليوس" في 26 مارس عام 1994، وكانت في الـ70 من عمرها، وعرض عليها دور في الأعمال التليفزيونية واتفق ان يلتقي بها ليتحدث معها عن الدور، وذهب إلى منزلها في شارع رمسيس واشترى قفازتين وسكينتين.
وصعد إلى منزلها وبدأ في اختلاق قصة وهمية لكي يٌقنعها وعندما سألته وداد عن صناع العمل قال لها أنهم سيصعدون بعد قليل لمناقشة تفاصيل العمل، وبدأ يفكر القاتل في سرقتها، وطلب منها أن يدخل إلى دورة المياة، وعندما ذهبت لإحضار المنشفة إليه وجدته يرفع عليها السلاح وعرضت عليه النقود كي يتركها، ولكنه طعنها 35 طعنة في جسدها، لتسقط أرضًا وتفارق الحياة فورًا.
وعقب قتله للفنانة وداد حمدي لم يجد في المنزل سوى 250 جنيه، وحتى لا تٌكتشف جريمته حملها وتركها ملقاه على السرير وغطاها بالملابس وهرب مسرعًا خوفًا من إكتشاف جريمته، واكتشف رجال المباحث بعد فحص الجثمان وجود شعر رأس بين أصابعها، ووجود بصمات مجهولة في صالون منزلها، وكانت أصابع الإتهام تدور حول أحد أقاربها لكونه مسجل خطر، والثاني الريجيسير لأنه آخر من تواصل معها، وبعد استبعاد قريبها ذهبت الشكوك إلى الريجيسير وتم القبض عليه.
ظل الريجيسير القاتل "متى باسليوس" ينكر فعلته حتى تم مواجتهته بالأدلة المتواجدة، واعترف بجريمته كاملة وانه كان ينوي بعد مقتل وداد حمدي، أن يسرا ، وأحمد زكي كان سيتم سرقتهم لكن اكتشاف فعلته جعلتهم لا يلقون نفس المصير.