استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، توت جلواك مبعوث رئيس جمهورية جنوب السودان ومستشار رئيس الجمهورية للشئون الأمنية، وذلك بحضور عباس كامل رئيس المخابرات العامة، وكل من ماييك دنج وزير شئون الرئاسة بجمهورية جنوب السودان، وديو موتوك وزير الكهرباء بجمهورية جنوب السودان.
وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن "جلواك" سلم الرئيس رسالة من رئيس جمهورية جنوب السودان "سلفا كير"، تضمنت بعض جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلاً عن استعراض التطورات الخاصة ببعض القضايا الإقليمية.
وقد استعرض مبعوث رئيس جمهورية جنوب السودان خلال اللقاء آخر تطورات الأوضاع السياسة في بلاده، مشيداً في هذا الصدد بدور مصر والجهود التي تبذلها دعماً لاستقرار الأوضاع في المنطقة وفى جنوب السودان، والتى تأتى في إطار دور مصر الرائد على المستوي الإقليمي وكذلك رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي وما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من روابط تاريخية.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس طلب من جانبه نقل تحياته للرئيس "سلفا كير"، مؤكداً سيادته أهمية وعمق العلاقات التي تجمع بين البلدين، وحرص مصر على الاستمرار في تقديم مختلف صور الدعم إلى الأشقاء في جنوب السودان ودعم عملية السلام بها، فضلاً عن بذل مساعيها على المستويين الإقليمي والدولي لتعزيز الجهود الرامية لعودة الاستقرار والأمن هناك وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
كما أكد الرئيس أن مصر ستستمر في تعزيز أطر التعاون الثنائي وتقديم المساعدات والدعم الفني لجنوب السودان، بما يسهم في دفع عملية التنمية في هذا البلد الشقيق، ويلبي تطلعات شعبها نحو مستقبل أفضل.
كما استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي ، بقصر الاتحادية اليوم الثلاثاء، نانا أكوفو أدو رئيس جمهورية غانا.
وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين مصر وغانا، مشيداً بمجمل العلاقات بينهما على الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية.
وأشار الرئيس السيسي، إلى أهمية مواصلة تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة بين البلدين، مشيداً بتنامي التعاون بين مصر وغانا في مجال بناء القدرات من خلال البرامج المختلفة التي تنظمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، في إطار إيمان مصر بأهمية الاستثمار في الموارد البشرية بالقارة.
كما أعرب الرئيس عن اهتمام مصر بالحفاظ على دورية التشاور السياسي على مستوى وزارتي الخارجية، ومواصلة التنسيق حول سبل ترسيخ الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية.
من جانبه أكد رئيس غانا، على تقدير بلاده للعلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين الشقيقين، ومشيداً بدور مصر المحوري على الساحة الإفريقية لاسيما جهودها الحالية كرئيس للاتحاد الإفريقي.
وأعرب الرئيس الغاني كذلك عن حرص بلاده على تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، لاسيما التعاون التجاري والاقتصادي، ليتناسب مع عُمق وتميز العلاقات السياسية بين البلدين، مشيداً في هذا الإطار بنشاط الشركات المصرية في غانا في قطاعات التشييد والبناء والطاقة والتعدين، وتطلعه لزيادة الاستثمارات المصرية في غانا.
كما أعرب الرئيس "أكوفو أدو" عن تقديره لما تقدمه مصر من دعم فني لأبناء غانا في مجالات بناء القدرات، مشيرًا إلى تطلع بلاده للاستفادة من الخبرة المصرية في المجال الأمني ومكافحة الإرهاب.
اللقاء بين الرئيسين تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية، خاصة في ضوء الطفرة الاقتصادية التي تشهدها مصر حالياً والمشروعات الكبرى التي تم إنشاؤها، وكذلك في إطار المستقبل الاقتصادي الواعد لغانا في ضوء توجهات الحكومة لجذب الاستثمارات ودعم القطاع الخاص.
كما شهد اللقاء التباحث حول أطر تعزيز العمل الإفريقي المشترك، ومستجدات الأوضاع في السودان وليبيا، حيث أكد الرئيس حرص مصر خلال فترة رئاستها للاتحاد الإفريقي على تحقيق أهداف القارة الإفريقية الإستراتيجية، في مجالات السلم والأمن وترسيخ الاستقرار وإنهاء النزاعات، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والتكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، وتفعيل منطقة التجارة الحرة القارية، والإصلاح المالي والمؤسسي للاتحاد الإفريقي.
وذكر السفير بسام راضي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن الرئيس الغاني وجه التهنئة لمصر على التنظيم المتميز والنجاح في استضافة بطولة كأس الأمم الإفريقية وفقاً لأفضل المعايير العالمية، حيث أكد الرئيس تطلع مصر إلى مساهمة الفعاليات الرياضية الإفريقية في تعزيز الروابط بين الشعوب الإفريقية".
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم السيد "ديمتريس أفراموبولوس" مفوض الاتحاد الأوروبي لشئون الهجرة والمواطنة والشئون الداخلية، وذلك بحضور السيد سامح شكري وزير الخارجية، والسيدة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، وسفير الاتحاد الأوروبي بالقاهرة.
وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن السيد الرئيس أكد خلال اللقاء اهتمام مصر بتعزيز علاقاتها بالاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات، ومنها مكافحة الهجرة غير الشرعية، مشيراً سيادته إلى حرص مصر على التعامل مع موضوعات الهجرة من منظور شامل يتضمن معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع المواطنين للهجرة، دون التركيز فقط على الحلول الأمنية قصيرة الأجل، بالإضافة إلى أهمية تعزيز التعاون في مجال الهجرة النظامية، ومكافحة الاتجار بالبشر، ودعم دول الجنوب في جهودها لتحقيق التنمية المستدامة، مؤكداً سيادته أن ظاهرة الهجرة معقدة وعابرة للحدود على نحو يتطلب تعزيز التعاون على المستويين الدولي والإقليمي للتعامل مع تحدياتها.
كما أوضح السيد الرئيس الجهود التي تبذلها مصر في مجال الهجرة، خاصة ما يتصل باستضافة ملايين اللاجئين من مختلف الجنسيات، والتعامل معهم دون تمييز وإدماجهم في المجتمع المصري، مع استفادتهم من الخدمات الأساسية والاجتماعية أسوة بالمواطنين المصريين، فضلاً عن نجاح مصر في وقف تدفقات الهجرة إلى أوروبا وإحكام عمليات ضبط الحدود، ووضع إطار تشريعي وطني لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين، مما أسفر عن عدم خروج مراكب هجرة غير شرعية من الشواطئ المصرية منذ حوالي ثلاث سنوات.
ومن جانبه، أكد المفوض الأوروبي للهجرة حرص الاتحاد الأوروبي على تعزيز التعاون مع مصر باعتبارها أحد أهم شركاء الاتحاد في منطقتي الشرق الأوسط والمتوسط، وفي ضوء ما تتمتع به من ثقل إقليمي كبير، مشيداً بما تشهده مصر من تطورات إيجابية واضحة في جميع المجالات. كما أكد السيد "أفراموبولوس" تقديره للجهود الناجحة والفعالة التي تبذلها الدولة المصرية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، مشيراً إلى أن مصر تمثل نموذجاً للاستقرار والنمو في المنطقة، ومؤكداً تطلع الاتحاد الأوروبي لإطلاق الجولة الثانية للحوار المؤسسي بين الجانبين حول الهجرة في شهر يوليو المقبل، في ضوء أن هذا الحوار يشكل أول آلية مؤسسية على المستوى الثنائي في هذا المجال الحيوي، ويُعد امتداداً للتطورات الإيجابية في العلاقات بين الجانبين.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد بحث برامج التعاون الأوروبية في مجالات الهجرة، بالإضافة إلى استعراض تطورات جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، حيث أشاد مفوض الاتحاد الأوروبي في هذا السياق بالتجربة المصرية الناجحة في مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار، الأمر الذي كان له مردود إيجابي مباشر على أمن منطقة المتوسط وجنوب أوروبا بوجه عام.