الأزمة تشتعل يوميّا يين كلا من إيران والولايات المتحدة الأمريكية، مما يثير حدوث أزمة كبرى في الأيام القليلة الماضية خاصة وأنّ الولايات المتحدة على وشك إصدار قرار الحرب، لكن الأزمة لم تقتصر على الولايات المتحدة فقط بل شملت عدد كبير من الدول الأوروبية.
وبحسب ما كشفت صحيفة "ديلي تيلغراف" البريطانية، عن ضبط خلية إرهابية على صلة بإيران قام أفرادها بتخزين أطنان من المواد المتفجرة داخل مصنع سري للقنابل، عند ضواحي لندن.
اكتشاف خلية لندن الإرهابية، وصلتها بحزب الله، دفعا مسؤولو مكافحة الإرهاب البريطانيين لإجراء مراجعة جذرية لتقييمهم بشأن التهديد الإرهابي الذي تشكله إيران وحسب موقع "سيغما توركي"، استنتج مسؤولو استخبارات بريطانية أن ذلك المخزون شكل جزءاً من مخطط دولي رسمه حزب الله لوضع الأسس لتنفيذ هجمات إرهابية لاحقة في أوروبا.
ووفقاً للموقع، من أحد النتائج الإيجابية لزيادة نشاط إيران الإرهابي، اقتناع الحكومة البريطانية بوجوب تصنيف حزب الله بأكمله كتنظيم إرهابي.
ويشير الموقع لتكثيف إيران جهودها لبناء شبكة إرهاب دولية في ظل تعرض آيات الله لضغط اقتصادي وسياسي متصاعد ناتج عن عقوبات أمريكية.
وفيما يواصل مسؤولون أمريكيون التحقيق في تورط إيران في سلسلة من الهجمات الأخيرة ضد عدد من ناقلات النفط العاملة في الخليج، كشف خبراء في مكافحة الإرهاب عن دليل يؤكد أن إيران كانت تعمل بجد لتطوير بنيتها التحتية للإرهاب بشكل جيد خارج حدود الشرق الأوسط.
ويبدي مسؤولو استخبارات قلقاً خصوصاً بشأن أنشطة إيران في أوروبا، حيث كشفوا عن طفرة حديثة لنشاط إرهابي ترعاه إيران.
وفي الآونة الأخيرة، سجل مسؤولون أمنيون أوروبيون زيادة ملحوظة في نشاط إرهابي ترعاه إيران، ونتيجة له، طردت هولندا، في يونيو من العام الماضي ديبلوماسيين إيرانيين بتهمة التآمر لتنفيذ اغتيالات سياسية في البلاد، في حين أحبطت الاستخبارات الفرنسية في نفس الشهر مؤامرة لتفجير موقع تجمع للمعارضة الإيرانية في باريس. من ثم، في أكتوبر الماضي، اتهمت السلطات الدانماركية إيران بالتخطيط "لمؤامرة غير عادية وخطيرة" لقتل أحد الانفصاليين العرب.
ويشير الموقع إلى أن كل تلك المؤامرات تمت بعدما وقعت طهران الاتفاقية النووية لعام 2015 مع قوى دولية كبرى، وهي الاتفاقية التي زعمت إدارة أوباما بأنها ستشجع آيات الله لإجراء مزيد من المشاركة البناءة مع العالم الخارجي.
ولكن جرى عكس ذلك مع تكثيف وتوسيع تنظيمات إرهابية مثل حزب الله عملياتها الإرهابية بعيداً عن حدود بيئتها الطبيعية في الشرق الأوسط، وحيث أصبحت أوروبا، بازدياد، مركز عملياتهم.
وبالعودة لما كشفته الاستخبارات البريطانية في لندن، قامت خلية تابعة لحزب الله بتخزين آلاف من كمادات ثلجية تحتوي على نترات الأمونيوم، عنصر مشترك في صنع قنابل محلية. وقد استخدمت نترات الصوديوم في تفجير أوكلاهوما سيتي في عام 1995 حيث قتل ما لا يقل عن 168 شخصاً.
ومن الجدير بالذكر، حسب الموقع، أن خلية صنع القنابل في لندن تم اكتشافها في خريف عام 2015 ، بعد وقت قصير من انضمام بريطانيا إلى مجموعة الموقعين على الصفقة النووية المثيرة للجدل مع إيران.
ورغم إبلاغ كل من رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، وتيريزا ماي، وكانت يومها وزيرة للداخلية، بالكشف الاستخباراتي، لم يعلن عنه، بما يوحي أن المسؤولين البريطانيين تعمدا عدم الكشف عن أية معلومات كان من شأنها تقويض الاتفاق النووي.
وبرأي الموقع، لا شك في أن اكتشاف خلية لندن الإرهابية، وصلتها بحزب الله، دفعا مسؤولو مكافحة الإرهاب البريطانيين لإجراء مراجعة جذرية لتقييمهم بشأن التهديد الإرهابي الذي تشكله إيران في المملكة المتحدة.
واليوم، ومع تحميل إيران مسؤولية تصعيد التوترات الأخيرة في منطقة الخليج، يرى "سيغما تركي" أنه على بريطانيا، وقوى أوروبية أخرى، إظهار عزمها على محاربة رعاية إيران الموثقة للإرهاب عبر دعم إدارة الرئيس الأمريكي ترامب في مواجهتها الأخيرة مع ملالي إيران.