الأب "رب" مقولة نشأنا عليها منذ الصغر وذلك لتقديس دوره في بناء الأسرة بأكملها فهو المسئول الأول عن نشأة المودة والرحمة والحب وسط الأسرة، وطاعته ورعايته واجب على أبنائه، ولكن لم يكن هذا الزمن الملئ بالكثير من العادات السيئة التي تفوقت على القيم والأخلاق، أصبح الأب حمل ثقيل على أبنائه، فوجدناه بين حائط غرفة مغلقة في دار مسنين، أو بجوار صندوق قمامة في الشارع، أو جثة هامدة نتيجة الإهمال أو القتل.
زاهر.ع، 80 سنة، مقيم في نطاق دائرة بولاق الدكرور، فقد ذاكرته منذ 10 سنوات، وأصبح حمل ثقيل علي بناته وبدأو يتهربوا من خدمته وتركوه بدون اهتمام، وتولت خدمته "زوجة ابنه" التي قامت بخدمته سنوات عديدة رغم حبس زوجها، ولكن لم تصبر على رعايته حتى النهاية، وبدأت تشعر بثقله عليها حتى امتلكتها وساوس الشيطان، ون هنا قررت التخلص منه، وبدأت رسم خطة التخلص من المسن المريض الذي "لاحول له ولا قوة" وبدأت "إيمان" تروي قصة مقتل "حماها" المسكين.
بداية القصة عندما تلقى المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث بولاق الدكرور التابع لمديرية أمن الجيزة، بلاغا بالعثور على جثة مسن داخل شقة بمنطقة ناهية التابعة لنطاق دائرة قسم شرطة بولاق الدكرور.
على الفور انتقل" الجوهري" وقوة أمنية لمكان البلاغ للفحص، وتبين أن الجثة لمسن يدعى "زاهر.ع. م" ٨٠ سنة، متوفي، وبه جرح قطعي برسغ اليد اليسرى وسحجة بالجبهة، وأنه يقيم صحبة زوجة نجلة المحبوس.
تم نقل الجثة للمشرحة وأخطرت النيابة العامة للمعاينة، وكلفت رجال البحث الجنائي بالتحري عن الواقعه، وتبين عقب مناقشة زوجة ابن المجني عليه عن قيامها بقتله، وانهارت نادمة على مافعلته، واعترفت بقتله بسبب تضررها من رعايته لكونه يعاني من أمراض الشيخوخة وتبرزه على نفسه، وأفادت المتهمة أنها قبل الواقعه بـ3 أيام قامت بقطع رسغة يده ولكنها سرعان ما انتابها شعور الندم، وقامت بتقديم الإسعافات الأولية له ولف الجرح لمنع النزيف، إلا ان ندمها وصحوة ضميرها لن تستمر كثيرا، وكررت فعلتها مرة أخرى، فقامت بضرب رأسه في الحائط حتى سقط قتيلا بين يديها.
وقالت"إيمان. م . ا" البالغة من العمر 32 سنة، أنها منذ زواجها من أكثر من 10 سنوات اعتادت خدمة والد زوجها المريض الذي كان يعاني من الزهايمر ودائم التبول والتبرز بملابسه وهي من كانت تقوم بتحميمه وتنظيف جسده بالكامل بمعاونة من زوجها، وأضافت أنها منذ عدة أشهر تم حبس زوجها في إحدي قضايا التزوير وصدر حكم ضده بالسجن 3 سنوات فتركت منزل الزوجية وتوجهت للإقامة بمنزل أسرتها بمنطقة ناهيا وأخذت حماها معها لعدم وجود من يرعاه.
وتابعت المتهمة أثناء مناقشاتها أمام العقيد محمد الشاذلي مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة أن شقيقات زوجها يقمن بمحافظة بورسعيد ولا تسأل أي منهن علي والدها أو ترعاه كما أن شقيق زوجها يتردد عليهم من فترة لأخري في زيارة قصيرة وأنها عقب سجن زوجها زاد الحمل عليها من أبنائها وحماها الذي يتطلب رعاية دائمة طوال اليوم حتي أنها عندما ذهبت للإقامة بمنزل والدتها اضطرت لأخذه معها لرفض أبنائه رعايته أو أخذه لديهم، وأكدت المتهمة قائلة أنها منذ حوالي 3 أيام ازداد ضيقها من كثرة طلبات حماها خاصة بعد تبرزه بملابسه وهزيانه بالكلام غير المفهوم فقامت بأخذ سكين من المطبخ وحاولت قطع شرايين يده بها وعندما أحدثت جرح بها وشاهدت الدماء توقفت عن استكمال جريمتها مرددة
وعن يوم الجريمة قالت "المتهمة" أنها كانت تحاول إسكات طفلها البالغ من العمر 5 أشهر وانتابتها حالة عصبية من كثرة صراخه وتزامن في نفس الوقت هزيان حماها وتعالي صوته بكلمات غير واضحة وزاد غضبها فأسرعت تجاهه وأمسكت برأسه ورطمتها بالحائط ليستكين ويصمت تماما، قالت المتهمة أنها بعد لحظات استوعبت مقتل العجوز وبعد فترة من التفكير أعلنت وفاته واعتقدت أنه لتاريخه المرضي سيتوقع الجميع وفاته طبيعيا فاستدعت مفتش الصحة لاستخراج تصريح الدفن إلا أن الكدمة بالجبين والجرح بالرسغ كشفتا أمرها عندما اشتبه مفتش الصحة في الوفاة جنائيا وأبلغ قسم الشرطة وما أن واجهها ضباط المباحث اعترفت بقتله مرددة "تعبت والله يابيه المسئولية تقيلة عليا وأنا لوحدي".
وجهت النيابة للمتهمة تهمة القتل العمد وقررت حبسها 4 أيام علي ذمة التحقيقات وانتدبت الطب الشرعي لتشريح جثة المجني عليه لتحديد أسباب الوفاة وصرحت بالدفن عقب الانتهاء من التشريح.