الصداقة وصلة القرابة التى جمعت بين القتيل "وائل" والمريض "وليد" منذ أعوام ليست قليلة، كانت هى الدافع الأكبر وراء قراره بإطلاق رصاص خرطوش على رأسه ليتخلص من حياته وينهى آلام الفراق التى انتشرت فى جسده كفيروس قاتل بعد تلقيه نبأ وفاة صديق عمره.
قصة الحزن التى بدأت ترسم ملامحها على وجه وائل بدأت فصولها مع دخول صديق عمره فى غيبوبة عقب تلقيه علاجًا خاطئًا للسمنة الذى تحول فى أيام قليلة من شاب طموح نشيط إلى مريض طريح الفراش، إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة على داخل غرفته بالمستشفى وهو ما ترك تأثيرًا سلبيًا عنيفًا عليه.
عقب سماعه نبأ وفاة صديق عمره وجاره حيث كانا لا يفترقان، لم يفكر بحكمة أو بتأنٍ فى الأمر، وقرر أن يتخلص من حياته للأبد ليلحق بصديق عمره بعد ساعات من رحيله، فأمسك ببندقية خرطوش فى غفلة من أهلة وأطلق النار على نفسه، ليلقى مصرعه فى الحال، ويقام لهما سرادق عزاء واحد يجمعهما كما جمعتهما الحياة صديقين لا يفترقان.
جدران منزليهما المتلاصقين فى نجع قنبر بقرية الحسينات، كان لهما دور فى قوة ومتانة العلاقة بينهما، لكن جوارهما فى المنازل، لم يكتمل فى المقابر، حيث تم دفن جثمانيهما فى أماكن متفرقة خاصة بكل أسرة.
الواقعة الغريبة والتى تمثل حالة من الوفاء النادر، أصبحت حديث الشارع فى مركز أبوتشت والقرى التابعة له، فالوفاء والإخلاص لهذا الحد أصبح عملة نادرة لا تحدث فى هذه الأيام التى نسمع فيها كثيرًا عن حالات الغدر والخيانة بين الأصدقاء بل بين ذوى الأرحام.
الصديقان الراحلان معروفان فى قريتهما بالأدب والاحترام وعلاقتهما الطبية بالجميع، وهو ما أحدث حالة من الحزن العام على صفحات أبناء قريتهم" الحسينات" التابعة لمركز أبوتشت، ودفع كثيرين من أصدقائهم إلى إعلان الحداد على صفحاتهم تكريمًا لهذه الصداقة النادرة.
كان اللواء مجدي القاضي مدير أمن قنا، تلقى إخطارًا من مركز شرطة أبوتشت، بمصرع "وائل الشاذلى عويس"، 21 عامًا، حاصل على دبلوم تجارة- مقيم بنجع قنبر بقرية الحسينات" بطلق ناري في الرأس، تبين من التحريات الأولية، أن القتيل أصيب بحالة نفسية سيئة عقب وفاة صديقه منذ أيام، فأطلق النار على نفسه من بندقية خرطوش أدت إلى وفاته في الحال.