رأت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية أن إيران قد لا تستطيع الانتظار حتى انتهاء فترة الرئيس دونالد ترامب نظرًا لعجز الدول الأوروبية عن التعويض عن العقوبات الأمريكية التي قالت إنها بدأت بدفع الاقتصاد الإيراني نحو كارثة حقيقية.
وأشارت المجلة، في تقرير نشرته أمس الجمعة، إلى أنه يبدو أن النظام الإيراني اعتمد منذ البداية خطة (أ)، وهي الانتظار حتى انتهاء فترة ترامب خلال عام ونصف أو حتى لفترة أطول بكثير في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية القادمة.
وأعربت المجلة عن اعتقادها بأن طهران لن يكون بمقدورها الانتظار كل هذه الفترة نتيجة المصاعب الاقتصادية والتي يتوقع أن تتفاقم بشكل كبير بعد انهيار صادرات النفط الإيرانية التي تشكل عصب الحياة لاقتصادها، وفي ضوء عجز الدول الأوروبية عن الوفاء بوعدها باستمرار التعامل التجاري بشكل طبيعي مع طهران.
وقال التقرير، الذي كتبه جون هانا مستشار وزير الدفاع الأمريكي السابق ديك تشيني: ”مع تزايد احتمالات حدوث كارثة اقتصادية بسبب انهيار صادراتها النفطية، فإن إيران دخلت في أخطر مرحلة في مواجهاتها مع الولايات المتحدة منذ 40 سنة“.
وأضاف: ”من الواضح أن القادة الإيرانيين بدأوا يشعرون أكثر من السابق بأن خطة (أ) في انتظار رحيل الرئيس ترامب لم تعد مجدية… والحقيقة أن هناك شعورًا عامًا بأن القادة الإيرانيين باتوا يستشعرون خطر الجلوس ساكنين وانتظار انتهاء فترة ترامب“.
واعتبر الكاتب أن هناك عاملين رئيسيين يدفعان النظام الإيراني إلى تغيير موقفه، وهما قرار واشنطن تجميد الإعفاءات النفطية لجميع الشركات للوصول إلى مستوى صفر في صادرات إيران النفطية، وفشل الدول الأوروبية في تعويض طهران ولو بشكل جزئي عن العقوبات الأمريكية لتحفيزها على البقاء في الاتفاق النووي الموقع عام 2015.
ولفت إلى أن العقوبات كان لها تأثير سريع وقوي على الاقتصاد الإيراني الذي بدأ يتجه من ”مرحلة صعبة إلى كارثة حقيقية“، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن ينكمش بحوالي 6% العام الحالي في حين خسرت العملة الإيرانية نحو ثلثي قيمتها حتى الآن.
وقال: ”إن تعهد واشنطن بإنهاء صادرات النفط الإيرانية بشكل كامل سيدفع اقتصاد ذلك البلد إلى الدخول بدائرة موت لم يشهدها النظام الإيراني من قبل، في الوقت الذي يعاني هذا النظام فيه من تراجع كبير في مصداقيته أمام شعبه“.
ورأى الكاتب أن إيران غير مستعدة للدخول في مواجهة شاملة مع الولايات المتحدة، لافتًا إلى أن إسرائيل نفذت أكثر من 100 غارة جوية على أهداف إيرانية داخل سوريا في السنوات الثلاث الماضية، ما أدى إلى مقتل مئات الإيرانيين دون أن تحرك طهران ساكنًا.
وختم قائلًا: ”من الواضح أن النظام الإيراني غير مستعد للدخول في حرب شاملة ضد الولايات المتحدة، أكبر قوة عسكرية في العالم… وهو يدرك أنه في حال اندلاع مواجهة فإن الرد الأمريكي سيكون هائلًا… وعلى أية حال فإن تغريدة ترامب بأن الحرب ستكون نهاية إيران، رغم أنها صيغت بطريقة غير مناسبة، لم تمر مرور الكرام على هؤلاء المسؤولين عن بقاء النظام الإيراني“.