تختلف الطقوس والعادات في الصعيد خلال الاحتفال بالأعياد، ولكن يبقى الود وصلة الأرحام، وتجهيز غرفة استقبال الزوار "المندرة"، والزي البلدي "الجلابية"، وتكبيرات ليلة العيد، هي السائدة في مختلف محافظات الصعيد.
وقال محمد عبده البدراوي أحد المواطنين إن الأهالي تستعد من قبل العيد بأسبوع للاحتفال به، ولكل عيد له استعداده فعيد الفطر مثلاً يستعد الأباء بشراء الملابس الجديدة لأطفالهم، أما الكبار والأباء فيحرصون على تفصيل الأثواب البلدي عند الخياط هذا حال الرجال والأطفال.
على الأخر نجد أن ربات البيوت والأمهات يستعدون بخبيز البسكويت والفايش الصعيدي والكحك هذا قبيل العيد، أما العيد فيبدأ من التكبير في المساجد فتستعد الأطفال للذهاب إلى المسجد لفرحتها بالحالة الجديدة وهي التكبير بالمساجد، ويذهب أيضًا الأباء لحضور صلاة العيد ثم بعد الصلاة يتجه الأطفال للهو واللعب بالألعاب النارية الدانميت وبأكل الحلوى، أما الأباء فعليهم الذهاب إلى أقاربهم كعب داير وهم نوعين بناتهم المتزوجات يحمل لهم شىء مما تم عمله من البسكوت والفايش ثم العدية وهى في الغالب تكون أموال، أما العم والعمه والخال أو من القرابة ففيها يتزاور الأهالي ويتبادلون العيدية لأطفالهم وهي مبلغ من المال، هذا وبمرور الوقت حتى ينتهي الأهالي من الزيارات لبعضهم البعض، وبذلك يكون قد انتهى العيد هنا في الصعيد.
وأضاف قناوي عبد الحافظ أحد المواطنين: أن الأسر بالصعيد ما زالت تفضل صنع الكحك بأيديهم كجزء تراثي وأحد الطقوس المكملة لشهر رمضان واستقبال عيد الفطر، حيث أن الكحك والفايش من أبسط وأسهل المخبوزات، كما أن الكحك والفايش لا يقتصر عمله بالأعياد فقط، ولكن في المناسبات الجميلة، مثل الأفراح ويضاف لجهاز العروسة، وأنه من الأشياء المقدسة فى عيد الفطر، النظافة والترتيب البدء في تنظيف البيت وتجهيزات قبل العيد بأسبوع على الأقل لأنّه سيحتاج إلى بذل الكثير من المجهود، ولا يمكن تحضيره كاملاً قبل العيد بيوم، لأنّ يوم العيد فعادةً يبدأ الضيوف بالتوافد لتقديم التهاني بالعيد من بعد صلاة العيد التي تبدأ منذ صباح اول يوم للعيد يتم تحضير الضيافة المعتادة في الأعياد الّتي تشتهر بها البيوت الصعيدية، ومعمول العيد البيتى فور، والكحك ابو عجوة والسادة، والغريبة وغيره، ويكون مليئاً بالفعاليات والنشاطات التي تحتاج إلى طاقة كما أنه من الجميل محاولة تزيين البيت ابتهاجاً باستقبال العيد، فهذا يزيد من ترسيخ المعاني الإسلامية بأهمية العيد في نفوس أهل الصعيد والاطفال، كما يمكن إشعال الشموع والمباخر لنشر الرائحة الطيبة في المنزل.
أكد محمد المنقبادى أحد المواطنين: أن أول الأشياء فعلها تجهيز المندرة "وفي الصعيد لكل عائلة في القرى لها مضيفة أو مندرة خاصة بها لاستقبال الضيوف، يتجمع شباب العائلة لتنظيفها وفرشها بالكنب لتُصبح جاهزة بكامل طاقتها لاستقبال الزائرين قبل العيد بثلاثة أيام، ويستعدون أيضًا لتجهيز تجمعاتهم مع أصدقائهم، فالمندرة بها تليفزيون ودش ووصلة، غير أن تجمعات الشباب مع بعضهم للسهر ومشاهدة الأفلام في ليلة العيد ما زالت قائمة، وفي الصباح صلاة العيد وبعد ذلك الذهاب إلى المقابر اعتقادا بأن الموتى يشعرون بالاحياء، حيث يقوم أهالي أسيوط اللاتي يسكن لهن أحد أقاربهن فى القبور، بتوزيع الحلويات والكحك والفاكهة على قبور ذويهم إلى الفقراء والقائمين على خدمة القبور، فى لفتة منهم بأنهم يتذكرونهم، ويشاركونهم فى الاحتفال بالعيد".