لم تكن العلاقات المصرية الأفريقية، وليدة اللحظة وإنما ممتدة لقديم الأزل، فمنذ أن تولى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر حكم البلاد، شهدت العلاقات تطورًا ملحوظًا على كافة الأصعدة، وبالرغم من أن مصر قد تغيبت عن الساحة الأفريقية لسنوات طويلة وإهمال للملف بشكل كامل، إلا أنه منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى، حكم المحروسة وهو يسعى دائمًا إلي العودة بمصر إلى القارة السمراء مرة أخرى، حتى تم تخصيص 30% من الزيارات الخارجية للرئيس إلى القارة الأفريقية إلى أن استطاع استعادة القارة إلى أحضان مصر مرة أخرى، ليترأس الاتحاد الأفريقي في مطلع فبراير المقبل.
العلاقات المصرية الأفريقية
اعتزم الرئيس عبد الفتاح السيسي، منذ توليه حكم مصر، على عودتها لريادتها في القارة الأفريقية، حيث حظيت القارة السمراء بنصيب من الزيارات الخارجية للرئيس السيسى والتي مثلت أكثر من 30 % من إجمالي تلك الزيارات أي حوالي 22 زيارة، حسبما أوردت الهيئة العامة للاستعلامات، وعقد أكثر من 113 لقاء مع زعماء أفارقة، وشملت زيارته؛ تنزانيا، ورواندا، والجابون، وتشاد.
كما قام الرئيس بما يزيد على 90 زيارة إلى ما يقرب من 40 دولة عربية وأفريقية وأوروبية وآسيوية وأمريكية، لتسطيع مصر في عهده أن تعود لريادتها العربية مرة أخرى، وكذلك قيادة الدول الأفريقية، حيث ترأس مصر العام المقبل الاتحاد الأفريقي، كما قامت العلاقات المصرية مع الدول الكبرى على مبدأ الشراكة والتعاون، وهو ما أكسب مصر مكانة كبيرة بين دول العالم المختلفة.
منتدى إفريقيا
وحرص السيسي، على عقد اجتماعات ولقاءات متعددة مع عدد من زعماء ورؤساء دول القارة الأفريقية، ورؤساء الوزراء، ووزراء خارجية ودفاع أفارقة، ورؤساء منظمات دولية وإقليمية وبرلمانية، ممن استقبلتهم القاهرة.
وعمل "السيسي" على توطيد العلاقات أكثر، بدعوة القادة الأفارقة لمؤتمر دولي دوري في شرم الشيخ، تحت عنوان "منتدى إفريقيا".
وتم تنظيم نسختين منه في عامي 2016 و2017، بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات ووزراء من الدولة الإفريقية، بالإضافة إلى أكثر 500 جهة إفريقية ودولية، وآلاف المستثمرين من إفريقيا ومختلف دول العالم.
لقاءات الأفارقة
وتضمنت سنوات رئاسة السيسي، اجتماعات ولقاءات مع مسؤولين خلال زياراتهم لمصر، أبرزها زيارة الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى للقاهرة في 8 مايو 2018، إذ استقبله الرئيس السيسي في قصر الاتحادية، حيث وقعا عدد من الاتفاقات بين البلدين، ليتوج الرئيس ومؤسسات الدولة جهود 4 سنوات من العمل المتواصل.
التبادل التجاري خلال 11 شهرا
وفى عام 2017، ارتفعت الصادرات المصرية لدول إفريقيا، لتتجاوز 3.8 مليار دولار، مواصلة ارتفاعها خلال عام 2018، لتسجل 4.2 مليار دولار خلال 11 شهرا فقط من العام الماضى "الفترة من يناير – نوفمبر 2018" وليس العام بأكمله.
لم يقتصر التطور فى علاقة مصر التجارية بدول إفريقيا على التصدير للقارة فقط، بل على مستوى الواردات منها أيضاً، ليصب ذلك فى النهاية فى صالح حجم التبادل التجارى ككل "صادرات وواردات" بين "المحروسة" و "القارة السمراء"، والذى شهد ارتفاعا خلال عام 2018 "الفترة من يناير – نوفمبر" بالغاً 6.252 مليار دولار، مقابل 4.957 مليار دولار إجمالى حجم التبادل التجارى بين مصر وإفريقيا خلال الفترة المماثلة من عام 2017.
ارتفاع واردات مصر من إفريقيا
وعلى مستوى الواردات المصرية من القارة الإفريقية، أظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن جهاز الإحصاء، إنها سجلت 1.987 مليار دولار خلال الفترة المشار إليها من عام 2018، مقابل 1.688 مليار دولار لذات الفترة من 2017، كما أكدت البيانات، استحواذ التجارة مع قارة إفريقيا على نسبة جيدة من حجم التجارة الخارجية لمصر.
تستحوذ الصادرات المصرية لدول إفريقيا على نحو 5%- 8% سنوياً من إجمالى صادرات مصر، فيما تستحوذ الواردات من "الأفارقة" على نسبة تتراوح من 1.5%- 4% سنوياً من إجمالى واردات مصر، ووفقا للبيانات الإحصائية، تتركز أعلى القيم التصديرية من مصر لدول إفريقيا فى 4 دول أفريقية، تتمثل فى "كينيا، جنوب إفريقيا، إثيوبيا، نيجيريا"، وعلى مستوى الواردات، تتركز أعلى قيم استيراد مصر من الدول الإفريقية فى "زامبيا، كينيا، جنوب إفريقيا".
السلع من وإلى القارة السمراء
أشارت البيانات أيضاً والصادرة عن جهاز الإحصاء ضمن تقاريره حول حجم التجارة الخارجية لمصر سنوياً والتى يعود آخرها/ أحدثها للفترة من يناير – نوفمبر 2018، إلى أبرز السلع المصدرة والمستوردة من دول إفريقيا، حيث تتمثل أهم السلع التى تصدرها مصر للقارة السمراء فى السكر والذهب ومصنوعاته والزيوت العطرية واللدائن "البلاستيك" والورق ومصنوعاته، فى حين تتمثل أبرز السلع التى تستوردها الدولة من "الأفارقة" فى الشاى والتوابل واللحوم والموز.