باعتبارها واحدة من أهم الشركات العملاقة في مجال الاتصالات، التي حققت نجاحًا كبيرًا ليس على المستوى المحلي ولكن على النطاق العالمي، ونظرًا لطموحها الزائد في الهيمنة على سوق الجيل الخامس لتقنية الهواتف المحمولة، الذي من خلاله يمكن تصفح الإنترنت لاسلكياً بسرعات كبيرة، فضلا عن أن شبكات الجيل الخامس ستجعل تدفق المعلومات سلساً ومستمراً مع تحقيق أعلى درجات التغطية والسرعة غير محدودة بفضل هذ الجيل من الشبكات، قررت الولايات المتحدة منع استخدام منتجات شركة هواوي في شبكات الاتصالات الولايات المتحدة.
وقال "ترامب" إن تلك الشركة تمثل خطرًا كبيرًا وتهديدًا للأمن الوطني الأمريكي، لأن طموحها الزائد يساعد بكين في سعيها لجمع المعلومات الخاصة بالمواطنين الغربيين والمنظمات والحكومات الغربية، والتجسس على دول أخرى من خلال شبكة الاتصالات المتنامية للشركة.
وضغطت الحكومة الأمريكية على حلفائها لاستثناء هواوي من المشاركة في شبكات الخامس فيها، مهددة بخفض مستوى تبادل المعلومات مع الدول التي تستخدم "شركات غير معتمد عليها" في خططها لاعتماد التقنية الجديدة.
ومن جانبه، جاء الرد من شركة "هواوي" على اتهامات ترامب، مؤكدة أن منتجاتها لن تمثل تهديدًا أمنيًا، وتقول إنها مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة.
وأعلنت شركة جوجل أن خدماتها ستواصل العمل على أجهزة هواوي، وذلك وسط قيود فرضتها الإدارة الأمريكية على شركات التكنولوجيا التي تعمل مع شركة الاتصالات الصينية العملاقة.
وأعلن نظام تشغيل "أندرويد" التابع لجوجل أمس الاثنين :"نطمئنكم بأنه بينما نلتزم بمتطلبات الإدارة الأمريكية، فإن خدمات مثل /جوجل بلاي/ والأمن من /جوجل بلاي بروتكت/ ستظل تعمل على أجهزة هواوي الموجودة لديكم".
وأعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، أن الصين تدعم شركاتها وأنها "ستتسلح بسلاح القانون وستدافع عن حقوقها المشروعة".
ولتحليل هذا الصراع الاقتصادي بين أمريكا والصين، ومن الفائز فيها، قال الدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أي دولة تفكر في تقنية الجيل الخامس سيحتاج للتكنولوجيا الصينية، لأنها تغير طريقة التفكير والأداء، الإنساني وأداء الأعمال، وهناك تقدم كبير في الصين في تلك المعركة، ونجحت بكسب ثقة عملائها في أنحاء العالم ووقعت 25 عقداً تجارياً لتصبح بذلك الأولى عالمياً بين مزودي معدات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأضاف "عودة" إن تقنية الجيل الخامس تؤثر على العلاقات الدولية، لكن ترامب في معركة خاسرة، بسبب وجود منتجات تصدرها الصين لأمريكا لايمكن الاستغناء عنها، وبالتالي سيؤثر على مناخ الأمريكي، موضحًا أنه في مأزق كبير تكنولوجي، ومأزق تجاري، ومأزق آخر مع الميزانية، لأن الصينيون لديهم خطة تفاوضية بطيئة.
وجاء رد شركة هواوي، على ما فعلته جوجل وأندوريد، وقال "رين شينجفي" مؤسس شركة معدات الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي" إن الشركة تبحث مع شركة خدمات الإنترنت والتكنولوجيا الأمريكية العملاقة "جوجل" سبل التعامل مع القيود التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تعاملات الشركات الأمريكية مع الشركة الصينية.
وفي مقابلة مع عدد من وسائل الإعلام الصينية قال مؤسس "هواوي" إن "جوجل شركة جيدة وهي شركة مسؤولة للغاية"، مضيفا أنها تناقش مع "هواوي" سبل تخفيف تأثير الإجراءات التي فرضتها وزارة التجارة الأمريكية مطلع الأسبوع الحالي والتي تلزم الشركات الأمريكية بالحصول على تصريح مسبق قبل توريد اي منتجات لشركة "هواوي".
يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة التجارة أمس منح الشركات مهلة 90 يوما قبل تطبيق الإجراءات الجديدة.
كانت "جوجل" قد ذكرت أمس أنها ستواصل دعم أجهزة هواتف "هواوي" الذكية الحالية والتي تستخدم نظام التشغيل "اندرويد" التي تطوره "جوجل".
في الوقت نفسه فإنه بعد بدء تطبيق القيود الأمريكية الجديدة لن يكون في مقدور مستخدمي هواتف "هواوي" الاستفادة من خدمات "جوجل" الرقمية الأخرى مثل "جوجل مابس" للخرائط و"جي ميل" للبريد الإلكتروني وهو ما يقلل شعبية هذه الهواتف.
كما سيؤثر الحظر الأمريكي على تعاملات شركات إنتاج الرقائق الإلكترونية الأمريكية مثل "إنتل" و"كوالكوم" و"زيلينكس" و"برودكوم" مع "هواوي".
ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء عن مصادر مطلعة القول إن هذه الشركات أبلغت موظفيها بقطع علاقاتها مع "هواوي" حتى إشعار آخر.
من ناحيتها أعلنت شركة الرقائق الإلكترونية الألمانية "إنفيون" أنها أوقفت توريد المنتجات التي تنتجها مصانعها الأمريكية إلى شركة "هواوي"، لكنها نفت التقارير التي تحدثت عن وقفها لكل التوريدات من الرقائق للشركة الصينية.
وقال "رين" إن "أوروبا مازالت تتواصل معنا بقوة" مضيفا أن تكنولوجيا "هواوي" للجيل الخامس من شبكات الاتصالات تناسب الاحتياجات الأوروبية.
تتهم الحكومة الأمريكية الشركة الصينية بمساعدة الحكومة الصينية في التجسس على الدول الأخرى، لكنها لم تقدم أي دليل يدعم هذا الاتهام. كما تضغط واشنطن على الدول الأوروبية من أجل حظر استخدام منتجات هواوي في شبكات الجيل الخامس لاتصالات الهاتف المحمول بدعوى أن استخدام هذه المنتجات يمثل خطورة على الأمن القومي لهذه الدول.
كانت غرفة التجارة الأوروبية في الصين قد أعلنت أمس الاثنين معارضتها "لإساءة استخدام دواعي الأمن القومي في المحادثات التجارية أو لتطبيق إجراءات حمائية".
وقال "رين" إن "هواوي" وهي ثاني أكبر منتج للهواتف الذكية في العالم بعد "سامسونج إلكترونيكس" الكورية الجنوبية وقبل "آبل" الأمريكية تستطيع تحمل الضغوط الأمريكية.
وأضاف الملياردير الصيني "طاقتنا كبيرة للغاية.. الشركة لن تتعرض لتأثيرات سلبية على النمو، كما أن هذا لن يضر بالصناعة .. فيما يتعلق بتكنولوجيا الجيل الخامس، لا أحد يستطيع منافسة هواوي خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة".