وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا بإعلان حالة الطوارئ على المستوى الوطني، بهدف حماية شبكات الاتصالات الأمريكية من تجسس شركات أجنبية.
وبحسب شبكة "بي بي سي"، يمنع المرسوم التنفيذي الشركات الأمريكية من استخدام شبكات اتصالات توفرها شركات أجنبية، ويُعتقد أنها تشكل تهديدًا على أمن الولايات المتحدة.
ولم يحدد ترامب في مرسومه شركات بعينها يتهمها بالتجسس على شبكات الاتصالات الأمريكية، وإن رجح خبراء أن الشركة المقصودة بالتحديد هي عملاق الاتصالات الصينية "هواوي".
ومما يعزز قوة هذا التفسير أن وزارة التجارة الأمريكية أعلنت بعد وقت قصير من إعلان مرسوم ترامب إضافة شركة "هواوي" إلى ما تسميه "قائمة الهوية"، ما يعني أن أي نشاط للشركة الصينية يجب أن يحصل على تصريح مسبق من مكتب وزارة التجارة لشئون الصناعة والأمن.
وفي الآونة الأخيرة، أعربت الولايات المتحدة ودول أخرى عن مخاوفها بشأن احتمال استخدام الصين منتجات "هواوي" في عمليات تجسس وجمع معلومات واختراق بيانات، وهو ما تنفيه الشركة الصينية.
وقال البيت الأبيض في بيان إن المرسوم التنفيذي الذي وقعه ترامب يهدف إلى "حماية أمريكا من أعداء أجانب يبذلون جهودًا مكثفة لخلق واستغلال ثغرات في خدمات تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وبنيتها التحتية".
وفوض المرسوم وزارة التجارة الأمريكية سلطة "منع أي معاملات تشكل خطرًا غير مقبول على الأمن القومي".
وكانت السلطات الأمريكية قيدت استخدام الوكالات الحكومية لمنتجات شركة "هواوي"، وحثت حلفاء واشنطن على القيام بالمثل، فيما منعت أستراليا ونيوزيلندا استخدام هواتف "هواوي" للاتصال بشبكة الإنترنت من الجيل الخامس.
وتنفي "هواوي" جميع الاتهامات الموجهة إليها بالتجسس على دول أجنبية، وأعرب رئيس مجلس إدارتها ليانج هوا عن استعداد الشركة لتوقيع اتفاقيات امتناع عن التجسس مع حكومات الدول المعنية.
وأضافت "بي بي سي" أن خطوة ترامب الأخيرة تلك من المحتمل أن تضيف مزيدًا من التوتر في العلاقات الأمريكية الصينية، المتردية أصلًا بفعل الحرب التجارية والرسوم الجمركية التي يتبادل البلدان فرضها على صادرات كل منهما للأخرى.
وفي وقت سابق من العام الحالي، وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات لشركة "هواوي" والشركات التابعة لها في الولايات المتحدة بالتآمر لسرقة أسرار تجارية وممارسة الاحتيال الإلكتروني وإعاقة سير العدالة.
كما اتهمت سلطات الادعاء الأمريكية الشركة بالاحتيال الإلكتروني والمصرفي، وانتهاك العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.
وذكرت قناة "سي إن إن" الأمريكية أن مرسوم ترامب التنفيذي سيلحق أضرارًا بالشركات الصغيرة التي تقدم خدمات الإنترنت اللاسلكي، والتي يعتمد معظمها على معدات من إنتاج شركة "هواوي"، بفضل رخص تكلفتها مقارنة بمثيلتها من إنتاج شركات مثل "نوكيا" و"إريكسون"، وإن كانت معظم شركات الإنترنت الأمريكية الكبيرة لا تعتمد على معدات "هواوي".