زوج في ربيعه الـ 28، لم يتخيل أنه سيأتي عليه اليوم ليقف أمام المحكمة طالبًا الانفصال عن زوجته المسيطرة، والذي كان يتمنى أن يعيش معها عمره في سلام ولا شئ يعكر صفو علاقتهم، ولكن بسبب أنها تأخذ مال أكثر مما يأخد تسيطر عليه وتشعر بالحرية".
وفي أروقة محكمة الأسرة بشبرا، يقف شاب في أواخر العشرينات، أنيق المظهر، يظهر الحزن علي وجهه، وكأن هموم الدنيا التفت حول عنقه، وتخنقه وتصقل من كلماته، ثم نادى الحاجب عليه للنظر في قضيته، فتقدم عبدالله، وهو ينظر ويتأمل نظرات الحضور، حتى وقف أمام قاضى فض المنازعات والتسوية ومن ثم وقف وامتثل أمامه أخذ يروي قصته.
وقال عبدالله "أنا متزوج صالونات منذ سنة ونصف السنة، ومن أسرة متوسطة الحال، تزوجت بسبب إلحاح أهلي علي بالجواز، وأعمل صحفي في أحد الجرائد القومية، والمقابل المادي ضعيف وكنا دائما في مشاكل بسبب قلة الفلوس، لم أتوقع أبدأ أن تنتهي قصتنا داخل المحكمة، فقد عشت طيلة حياتي أحلم بالاستقرار، والزوجة التى تشعرني بالطمأنينة.
واستطرد الزوج حديثه وسط أنظار الحاضرين ويضيق صدره من الحديث ويظهر تنهيدة على أنفاسه وقال: "منذ الخطوبة والمشاكل مستمرة بسبب عملها لوقت متأخر، فهي تعمل في أحد شركات السياحة، وأنا مثل أي رجل طبيعي يتمنى رجوع البيت ويرى زوجته في انتظاره، وزاد الأمر توتر أني اكتشفت مؤخرًا بأنها مهتمة بشكلها وأناقتها فقط، وكنت دائمًا اتحدث معها عن تأخرها في العمل.
واستكمل عبدالله: "زوجتي لا تهتم بأهلي وتطلب مني الاهتمام بأهلها ودائما في خناقات بسبب هذا الأمر، وأصبحت مهووسة بالخروج مع أصدقائها في العمل، حتي أصبحت أظن أني ليس لي وجود، زوجة لا تعرف شيئا عن الطاعة، ولا تريد مني سوى أن أرضغ وراء طلباتها، وأن أقول "حاضر ونعم"، لأنها هي بتصرف أكثر مني في البيت، وذلك سيجعلني مطيع لكل ما تقول وأنا معصم العينين".
وانهى الزوج: "بعد حدوث مشاجرات بيننا بسبب طلباتي، وحرصي دائما بأن تسمع كلام زوجها، وتستجيب لما يقوله بما يرضي الله، ولكنها جعلتني أكره ذلك اليوم الذي تزوجتها فيه؛ لأنها كانت دائما "تعايرني" بالمال، زوجة ناشذ، تهين زوجها، قمت بهجرها أملا بأن تعود لرشدها، لكن ما زاد الأمر أننا لم ننجب أي طفل يقوي علاقتنا، وعندما ضاق الحال ووصلت لمرحلة أن كل شئ يجب أن ينتهي، واجهتها، واتهمتني بالإفتراء عليها، لذلك لجأت للمحكمة بعد معاناة نفسية عشتها وإيمانا مني بأن القضاء سينصفني.