اتسمت الإعلانات المصرية خلال هذا الشهر، بطابع مميز من التنوع والاختلاف عن نظيراتها السابقة في الأعوام الماضية، وانتبهت مؤخرًا الشركات والكيانات التجارية لقيمة الإعلانات الرمضانية، وما تحققه من كسب مادي عال، والذوق الفني التي لابد من تقديمه للجمهور المستهدف.
وتحولت الإعلانات المصرية في شهر رمضان، من مجرد وقت دعائي تقوم الشركة بعرض السلعة أو المنتج إلى فقرات إعلانية تتميز بالموضوعية واللعب في المضمون، وتوصيل رسالة حب لمصر، وللأصدقاء والعائلة، من خلال اعتمادها على"النوستالجيا" والحنين إلى الماضي وذكريات زمان.
في حين أن المؤسسات الخيرية، أدركت مدى المحتوى الذي تقدمه للجمهور، والابتعاد عن إعلانات التسول أو إعلانات الشحاتة كما كان يصفها البعض، وذلك بتحفيز المواطنين على التصدق بالتبرعات، دون المتاجرة بالبشر، حيث تم استبدال إعلانات التسول واستبدالها بأفكار جديدة.
قال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن إعلانات التبرعات خلال شهر رمضان الحالي ابتعدت عن التسول والشحاتة، حيث ظهرت الأطفال في الإعلانات بملابس جيدة، وحملت الإعلانات ظواهر جديدة، مثل إعلان مستشفى د. مجدي يعقوب، وأهل مصر الذي اعتمد في الإعلان على إثارة المشاعر فقط بالأغاني دون ظهور الفتيات بأشكال مسيئة مثلما كان في العام الماضي.
بينما قال الناقد السينمائي، طارق الشناوي، إن إعلانات التبرعات الخيرية هذا الشهر استخدمت أساليب الإقناع ابتعدت عن التحايل والتسول.
وأعرب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن إعجابهم بعدد من الفقرات الإعلانية التي توسطت المسلسلات، مندهشين بظهور الفنانين بهذا المنظر اللائق، وبما تقدّمه من أفكار متنوعة تحث على توطيد صلة الرحم، وود الأصدقاء.
ومن ناحية أخرى، استطاعت الإعلانات الرمضانية هذا العام، خطف الأضواء من المسلسلات المصرية، واستحواذها على مدة مشاهد طويلة ومتكررة في الفواصل، لتقديمها محتوى جيد يعتمد على نشر الروح بين العائلات، بدلا من الإسفاف والتسول التي وجدت خلال الفتلاة الماضية.
وفي ذات السياق، بدأت الشركات الدعائية، وخاصة شركات الاتصال أمثال فودافون واتصالات تتنافس على جذب أكبر عدد من الفنانين للظهور في إعلاناتها، وبدأت الفنانين بإشعال المنافسة بينهم، لتقديم كل شخص أفضل ماعنده.
جدير بالذكر، أن إعلانات شهر رمضان خلال الأعوام الماضية، اتبعت أسلوب الإلحاح المحاولات البائسة لاسترحام واسترقاق واستعطاف مشاعر المشاهدين خلال الشهر الفضيل للتبرع الإجبارى، ولكن هذا العام تم احكام هذا الأمر، بعد تدخل الأعلي للإعلام وإصدار قراراته تلك الشركات التي تخالف ذلك.