أكد الدكتور طه على الباحث السياسى، أن المعارضة التركية تترسخ لديها قناعة بعدم الثقة في أردوغان، فقد شاهدوا أمام أعينهم تخليه عن حلفائه الذين ساندوه فى مسيرته السياسية، مثل فتح الله جولن رئيس حركة الخدمة الذي اعتبره أردوغان في بادئ امره أستاذه ليناصبه فيما بعد اشد العداء، وكذلك عبد غول رفيقه السياسي الرئيس التركي السابق، وأحمد داوود أوغلو مهندس السياسة الخارجية التركية، وصاحب أطروحة "صفر مشاكل" مع دول الجوار، والتي حاول تبنيها في سياسته الخارجية لينقلب أردوغان عليها ثم تنهال عليه المشكلات والعداءات الإقليمية والدولة، بل إن أردوغان نفسه انقلب على "أوغلو" و"غول".
وأضاف الباحث السياسى أن أحزاب المعارضة التركية أنفسها ساندت أردوغان في أعقاب محاولة الانقلاب المزعومة في 2016 حفاظاً على استقرار الدولة التركية، لكن أردوغان استغل ذلك التضامن ليعلن أن تأييدا لشخصه، فينقلب على من سانده من أحزاب المعارضة وفي مقدمته حزب الشعب الجمهوري، الذي يزايد أردوغان على وطنيته معتبرا أنه حزباً علمانيا، وكذلك حزب الحركة القومية الذي تحالف معه في قبل السابقة، لكنه انفصل عنه أخيرا، بل ولجأ للمزيد من الممارسات القمعية، لتصبح تركيا أكبر سجن للإعلاميين في العالم بشهادة المنظمات الحقوقية مثل "مراسلون بلا حدود".
ولفت طه على إلى أن أردوغان يلجأ إلى كافة الأساليب للتغطية على خسارته بإسطنبول التي لطالما مثلت رصيدا ودعما له في مسيرته طوال تاريخه، وهو ما تدركه المعارضة التركية جيدا فتأتي اتهاماتها بأن اردوغان يسرق اسطنبول في محلها نظرا لتاريخ أردوغان الذي يؤكد على تلك الاتهامات شكلا ومضمونا.