أحياء داخل المقابر يروون لـ"بلدنا اليوم" مأساة العيش وسط الأموات

الجمعة 12 ابريل 2019 | 06:35 مساءً
كتب : رحاب الخولى

الظروف الصعبة تسببت في أن يسكن عدد من الأهالي داخل المقابر، ويشاركوا الأموات في أحلامهم، فلا مأوى لهم سوى هذه المقابر، ولا عيد لهم إلا عندما يدفن بجانبهم أحد، إذ بمجرد نزول الميت للمقبرة، يبدأ الجميع بإغراق الأطفال بالأموال باعتبارها صدقة جارية على روح الميت.

سكان مقابر البساتين ودار السلام، يشكون من التهميش وعدم وضعهم ضمن خريطة الدولة لحياة كريمة، مطالبين المسئوولين بالتدخل بمساعدهم، وفي هذا التقرير نرصد معاناة سكان المقابر:

مقابر

"دفنت طفولتي وسط تلك الحياة، فكنت أرمح بالدراجة وسط المقابر، وأتوقف حينما اسمع صراخ النسوة والأطفال، وهم ينادون بصوت عالي" يا بابا ويا زوجي تعالي.. هتسيبنا لمين"، ويجتمعون أمام المقبرة حتى يتم دفنه، ثم بعد ذلك يرحلون، ويتركوننا معه، ثم أسرع إلى السرير مرتجفًا خوفًا من ما شاهدته فقط، بهذه الكلمات بدأ حسين محمد، الشاب الثلاثيني رواية مأساته بالعيش مع الأموات.

أضاف:" لقد تزوجت، ومعي ولدين، والحمد لله متفوقين في دراستهم، فلدي طفل في الصف الثاني الابتدائي، ويحصل على درجات عالية، ومستواه الأخلاقي في منتهي الأدب، وكل ما حرمت منه، لم أحرمهم منه، لقد تكيفنا على الوضع".

وتابع: "نحن هنا في هذا الحوش المكون من غرفتين وما يشبه الصالة، أربعة أسر، أزواج وزوجات وأولاد، وعددنا يقترب من العشرين فردًا، وأضاف: "نحن متعلمون، وأخي الأكبر حارب في أكتوبر 73، وأخي الأصغر حاصل على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية، ولم نلجأ إلى العيش هنا سوى لقلة ذات اليد" .

عم سيد: أريد حياة كريمة لأولادي

داخل المقابر

"أعاني من عجز بساقي، ولا أستطيع أن أعمل مثل سابق عهدي، وأنا أحد محاربي أكتوبر، واشتركت بعبور القناة، ولا أطلب سوى معاش يكفل لي حياة كريمة فيما بقي من العمر ولأولادي من بعدي".

وأضاف: "لما تقدمت للشؤون الإجتماعية للحصول على معاش طلبوا مني أوراق تثبت عنوان إقامتي، ولا عنوان لنا، فنحن سكان المقابر، فقد اشتطرت المعاشات وجود وصل نور، أو فاتورة تليفون، لاستكمال الأوراق اللازمة للحصول على المعاش، وهو الغير موجود بحوش يحوي أضرحة الأموات، وأكمل "الميتين لا بيقدموا على تليفون ولا بيحتاجوا لنور.

ست سنوات ولم أحصل على شقة يا وزير الإسكان

داخل المقابر

رضا حسين، 33عامًا، قال: "أنا أعيش هنا وأعمل في المقابر، وتزوجت بجوار أخي في الحوش، ولي ثلاثة من الأولاد، وأضاف: "تقدمت عدة مرات للمحافظة كي أحصل على شقة من شقق الإسكان المخصصة للشباب، وقد قمت بسحب المظروف الخاص بالمشروع من مكتب البريد، وسداد اشتراك القرعة، منذ عام 2011م، وحتى الآن، ولا أمل في أن يصيبنا الدور".

أربع أسر في غرفة واحدة

داخل المقابر

بدأ "محمد" حديثه بكلمات أراد بها أن يعبر عن من هو ومن هؤلاء، فقال: "نحن هنا في هذا الحوش المكون من غرفتين وما يشبه الصالة، أربعة أسر، أزواج وزوجات وأولاد، وعددنا يقترب من العشرين فردًا، وأضاف: "نحن متعلمون، وأخي الأكبر حارب في أكتوبر 73، وأخي الأصغر حاصل على دبلوم المدارس الثانوية الصناعية، ولم نلجأ إلى العيش هنا سوى لقلة ذات اليد" .

اقرأ أيضا