قبل دقائق من إنهاء صلاة ظهر أمس الجمعة، اقتحم شخص صفوف المصلين بمسجد الرحمة في منطقة فيصل، حاملا سكينا أسكنها في ظهر الإمام، الذي لفظ على أثرها أنفاسه الأخيرة...
هذه الكلمات ليست جزءا من سيناريو فيلم، إنما أحداث واقعة مأساوية، شهدها مسجد الرحمة بفيصل، حين سقط إمام المسجد غارقا في دمائه، والسكين مثبتة في ظهره، بعدما غدر به مفصول من عمله كأستاذ جامعي، منتهكا حرمة المسجد، غير مبال بالروحانيات التي كان المصلون عليها..
كالعادة خرج الإمام صاحب العشرين عاما متجها إلى المسجد، مستعدا لإمامة المصلين، محملا بكلمات مدعومة بآيات من القرآن الكريم..
"شاب جامعى على خلق رفيع وحافظ لكتاب الله".. هكذا شهد له أهالي منطقته بفيصل.
شهود العيان قالوا: إن "الحادثة برمتها من البداية مشهد غريب لا يمكن تصديقه، وكانك تشاهد فيلما عربيا، منذ بداية صلاة الجمعة، وبعد مقتل إمام المسجد بعشرة دقائق وصعود الروح لخالقها بعد تلقية طعنات من الخلف"..
ورى شهود العيان أن الجميع استعد لتأدية فريضة صلاة الجمعة، وألقى الإمام خطبة حول فضل الصوم في شهر شعبان، والاستعداد لقدوم شهر رمضان الكريم.
وتابع أحد شهود العيان "في الركعة الثانية سمع المصلون صوت الإمام وهو ينازع إثر تلقيه طعنتين من الخلف، سددهما القاتل الذي يقال إنه مفصول من جامعة المنيا، ويقول آخرون إنه يعاني من مشكلات اجتماعية".
"خطة سابقة".. هذه كانت بداية الخلاف بين الأستاذ والإمام، حيث تناول الأخير في خطبة سابقة موضوعا حول الطلاق والزواج، وهو ما لم يرق للقاتل، الذي دخل في نقاش حاد معه، لكنه انتهى على خير..
وبحسب أحد المصلين "الجانى حذر الإمام من الخوض في موضوعات تتناول الطلاق والزواج"..
وأكد شهود العيان عدم وجود خصومة أو علاقة من أي نوع بين الطرفين، غير تلك المشادة التي نشبت بعد خطبة الطلاق..
وتابع الشهود: إن الخلاف الذي أدى إلى هذه الحادثة كان بسبب رفض الإمام الاستجابة لطلب الجاني، بقراءة "آية الكرسي"، وانتهت القصة مؤقتا بعد أن خرج المتهم تاركا المسجد، رغم أن الإمام قرأ "آية الكرسي" من على المنبر..
أنهى الإمام الخطبة، ومن ثم الركعة الأولى، وفي الثانية تسرب إلى مسامع المصلين صوته ينازع بعد أن تلقى طعنتين في ظهره..
وشكك أحد شهود العيان في أن يكون الجانى شخصا طبيعيا، لكنه يعيش في وسطهم في شقة بالإيجار، ويواظب على دفع الإيجار في مواعيده، وهو ما يعني أنه ميسور ماديا..
وكانت الإدارة العامة لمباحث الجيزة، برئاسة اللواء رضا العمدة، ألقت القبض على المتهم، وكشف مصدر أمني تفاصيل الواقعة، حيث أوضح أن الأجهزة الأمنية بالجيزة تلقت بلاغا من الأهالي يفيد باحتجاز شخص مهتز نفسيا، أقدم على قتل إمام مسجد في شارع الأمراء بمنطقة التعاون في فيصل، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية وضباط قسم شرطة الهرم لمحل البلاغ.