أحد أعرق المؤسسات الدينية فى العالم، إذ يبقى منارة العلم الإسلامى، وقبلة التنوير الدينى، وفى نظر المسلمين فى العالم هو حائط الصد وخط الدفاع الأول عن القييم الإسلامية، الجامع الأزهر، بلغ من القدم ما يتجاوز الألف عام، وتعدى دوره كجامع وصار جامعة أيضًا، تخرج منها ملايين الطلاب، حتى صار قبلة العلم لكل المسلمين، ومنارة للإسلام بذاته، إنه جامع الأزهر الشريف، الذي يُعد هو أول عمل معماري أقامه الفاطميون في مصر، وأول مسجد أنشئ في مدينة القاهرة التي أسسها جوهر الصقلي لتكون عاصمة للدولة الفاطمية.
جوهر الصقلي، هو الذي بنى جامع الأزهر كان هدفه في البداية هو نشر المذهب الشيعي في مصر، وكان يقوم بتدريس أصول ذلك المذهب، ولكن بعدما فتح صلاح الدين الأيوبي مصر، قام بوقف الخطبة والتدريس في المسجد الكبير في عام 1171م، وحارب المذهب الشيعي، وسعى لنشر المذهب السُني، وظلت الصلاة مُعطلة في المسجد أكثر من 100 عام، وأعادها السلطان المملوكي "بيبرس" في عام 1267م، وقام بهدم تراثه محمد على حاكم مصر، واصلة يونانى
بناء الجامع الأزهر
جوهر الصقلي، أهم وأشهر قائد في التاريخ الفاطمي، هذا القائد الذي يرجع إليه الفضل في تأسيس مدينة القاهرة والتي لاتزال عاصمة مصر حتى الآن، وبناء الجامع الأزهر الذي يعد واحدا من أقدم الجامعات في العالم الإسلامي، وهو الذي أقام سلطان الفاطمين في الشرق وفاتح بلاد المغرب ومصر وفلسطين والشام والحجاز، ولد في جزيرة صقلية الواقعة في البحر المتوسط عام 928 م، والذي نسب إليها، عُرف عنه حسن السياسة والمهارة في الشئون العسكرية.
ووضع الخليفة المعز لدين الله حجر أساس الجامع الأزهر في 14 رمضان سنة 359 هـ - 970م، وأتم بناء المسجد في شهر رمضان سنة 361 هـ - 972 م، فهو بذلك أول جامع أنشى في مدينة القاهرة المدينة التي اكتسبت لقب مدينة الألف مئذنة، وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر.
صلاح الدين الأيوبي يقضي على الأزهر الشيعي
وعلى الرغم من إغلاق الأزهر في العصر الأيوبي، إلا أن الحياة العلمية لم تتأثر أبدًا ولم يتوقف النشاط التعليمي، فقام صلاح الدين بإنشاء مدرسة للشافعية بجوار مسجد عمرو، ومدرسة أخرى للمالكية وعرفت باسم دار الغزل ثم عرفت بالمدرسة القمحية، وبنى مدرسة ثالثة للفقهاء الحنفية أطلق عليها اسم المدرسة السيوفية، كما بنى مدرستين أخريين لفقهاء المذهب الشافعى خاصة، وهو المذهب الذي كان عليه أكثر أفراد البيت الأيوبي نفسه، وكانت مدرسة منها بجوار الإمام الشافعي والأخرى بجوار المشهد الحسيني.
محمد علي يهدم تراث الجامع الأزهر
بعد انسحاب الفرنسيين، قام الوالي محمد علي بتعيين نفسه خديويًّا على مصر، وسعى لتوطيد سيطرته على مصر الحديثة التي أسسها، ولتحقيق هذه الغاية فقد اتخذ عددا من الخطوات للحد، والقضاء في نهاية المطاف على قدرة علماء الأزهر للتأثير على الحكومة.
وفرض ضرائب على أراضي رزقة (وهي أراضٍ تابعة للمساجد) والمدارس الدينية، كما قام أيضا بأخذ جزء كبير من مداخيل الأزهر، وفي يونيو 1809، أمر بمصادرة جميع أراضي رزقة وضمها إلى أملاك الدولة في خطوة أثارت غضبا واسعا بين العلماء، ونتيجة لذلك، قام عمر مكرم بثورة في يوليو 1809، وقد فشلت الثورة ونفي مكرم، حليف العلماء، إلى دمياط.
سعى محمد علي أيضا إلى الحد من نفوذ شيوخ الأزهر بتوزيع المناصب داخل الحكومة لأولئك الذين تلقوا تعليمهم خارج الأزهر.