في احتفال سنوي.. "نزلة الشوبك" تخلد ذكرى شهدائها بحضور المحافظ

الاثنين 01 ابريل 2019 | 05:46 مساءً
كتب : رحاب الخولى

في جو مليء بالبهجة والسرور، احتفلت قرية نزلة الشوبك بمركز البدرشين، أمس، بمرور 100 عام على استشهاد أبناء قرية نزلة الشوبك في مركز البدرشين، أثناء تصديهم للاحتلال الإنجليزي، بقطع الإمدادات عنهم وذلك بقطع خط السكة الحديد الجنوبي، ما أسفر عن وقوع العديد من الشهداء.

احتفالية

تم خلال الاحتفال وضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للشهداء، وبدأت الاحتفالية بمدرسة نزلة الشوبك الابتدائية، بحضور محافظ الجيزة اللواء أحمد راشد، وعدد من القيادات الأمنية والمسؤولين في الدولة، تخليدًا لذكراهم والاحتفال بالعيد القومي لمحافظة الجيزة.

المحافظ

وعبر أهالي القرية عن سعادتهم البالغة بتلك الاحتفالية، مؤكدين أن تلك الملحمة مثلت همزة وصل بين القرية والمحافظة كانت مفقودة في الأعوام السابقة، حيث رسخت بطولات تلك القرية لشجاعة الأهالي، ما دفع قيادات المحافظة إلى اعتبار تاريخ هذا الحادث بمثابة تاريخ تحتفل فيه المحافظة بعيدها القومي، فيما صاحب ذلك من اهتمام بالغ من المسؤولين التنفيذيين بالمحافظة للقرية وأهاليها، الذين في إظهار نوع جديد من العلاقة بين المسئول والجمهور، بدلًا من العلاقات التقليدية التي شابها حب الظهور والتقاط الصور، إلا أنه مع تغير الوضع أصبح قيادات المحافظة حريصون على التواجد مع المواطنين وبالتحديد من أهالي تلك القرية، رجالاً ونساءًا وأطفالاً، وبدون تأمين ودون إبعاد لأحد، ودون انتقاء عناصر لايهمها سوى المصالح الشخصية والظهور اللامع، الذي لا يجني منه الجمهور سوى دقائق سعيدة تنتهي بمجرد مغادرة المسئولين لهم، دون تواصل بينهم.

احتفالات

مجدى على السمان، أحد أهالي القرية، قال إنه لمن لا يعرف تلك القرية بتاريخها المشرف خلال أحداث ثورة 1919، فإن عليه أن يرجع إلى التاريخ ليعرف أن هذه القرية قام أهلها بقطع طريق السكة الحديد على قطارات الاحتلال الإنجليزي المحملة بالأسلحة والجنود، والتي كانت في طريقها لمحاربة أهالينا بمحافظات الصعيد، فقطعوا طريقهم واشتبكوا معهم في ملحمة تفوق ماحدث في حادثة دنشواي، حيث أسفرت عن إحراق القرية بأكملها، واستشهاد 21 شخصًا من أبناء القرية، من بينهم نساء وأطفال، فتخلدت تلك الواقعة باحتفالية تقام على أرض القرية يوم 31 مارس من كل عام، في حضور المسئولين وقيادات المحافظة، مؤكدًا أن أهالي القرية يتنظرون هذا الاحتفال كل عام، عسى أن تكون حلقة الوصل بينهم وبين المسئولين.

احتفالية

فيما يقول مصطفى سعيد قرني، من أهالي القرية، إن ما يحدث كل عام لا يجني منه أهل القرية سوى وعودًا تنتهي بمجرد خروج المسئولين من أرض القرية، ودون أن يكون هناك همزة وصل مع المسئولين بعد مغادرة الاحتفال، بسبب التفاف أصحاب المصالح الشخصية حول المسئولين في هذا اليوم، معبرًا "للأسف إن أصحاب المصالح الشخصية لايطرقون باب مسئول سوى لأشياء تخصهم أو تخص من يهمهم".

واستطرد عبدالمنعم العقبي، أحد الأهالي، إن هذا العام هو الأول لحضور اللواء أحمد راشد محافظ الجيزة لاحتفال أهالي القرية، مؤكدًا أن محافظ الجيزة فتح أبواب مكتبه وجميع أبواب المحافظة لأهالي تلك القرية، حيث طلب منه أحد الأهالي حضور الاحتفالية بدون تأمين أو ترتيب، وبالفعل حضر المحافظ بصحبة كل قيادات المحافظة بدون أي تأمين أو ترتيبات أمنية، مشددًا على ضرورة أن يتم الاحتفال على طبيعته، فوصل المحافظ سيرًا على الأقدام وسط الباعة الجائلين، وسط "مولد القرية"، الذي يقام كل عام في ذلك الوقت، منوهًا إلى أن تلك الاحتفالية أظهرت تلك الاحتفالية نوعًا جديدًا من العلاقة بين المسئول والجمهور، علاقة بعيدة عن حضور المسئول بإخلاء الطرق وتشديد الحراسات، وإبعاد الأهالي، ليظهر ثوبًا جديدًا من تلك العلاقة التي لم يستاء منها المحافظ وضيوفه، بل وعد بفتح أبواب مكاتب جميع مسئولي المحافظة لجميع أهالي القرية.

ويؤكد عقبي محمد عصمت، إن هذا العام يختلف تمامًا عن جميع الأعوام الماضية، فقد تلاحظ وجود تواصل بين وجوه جديدة من أهالي القرية وبين المسئولين، لايهمها سوى مصلحة الأهالي، وأن ما يؤكد ذلك أنهم طلبوا عدم ذكر أسمائهم من قريب أوبعيدفيما يخص خدمات الأهالي.

ويؤكد محمد شفيق، ناظر مدرسة القرية، أن مشاكل القرية معروفة لدى المسئولين معروفة واضحة، وأن نقطة التواصل معهم أصبحت متاحة، معبرًا "نتمنى أن يأتي العام القادم وقد تحقق ولو جزء يسير من مطالبنا".

بينما قال محمد طلبة، مدير مدرسة القرية، "أنا متفائل لما سار عليه العمل ولمست نقطة التواصل وأتمنى دوامها لطيبة أهل القرية وتماسكهم".

وقال طارق عويس، "نتمنى أن يتبنى جميع مسئولي الدولة تلك العلاقة".

اقرأ أيضا