بالفأس والمنجل، وقف صامدًا شامخًا، يمنع كل من يقترب على شبر من أرضه، وفي ذهنه مقولة أجداده اللي يفرط في أرضه كأنه فرط في عرضه.
"أبو طورية" الفلاح المكافح للاحتلال الإنجليزي، يقف تمثاله في شموخ، مشهرًا فأسه التي زلزلت بنادق الإنجليز وهشّمت رؤوسهم، في الوقت الذي ارتفع فيه صراخ الثوار في القاهرة ضد المستعمر.
اتخذت "نزلة الشوبك" من هذا التمثال نموذجًا للنضال ضد الاحتلال الإنجليزي أثناء هجومه على القرية، ودليلاً على نضال المجتمع الريفي ووقوفه في وجه العدو، الذي لم يكتفِ بقتل أهالي القرية من الفلاحين البسطاء فراح يحرق الأخضر واليابس فأشعلوا النيران في المحاصيل الزراعية والبيوت والمواشي، بالإضافة إلى اعتقال عدد من شباب القرية الذين وقفوا صامدين أمام العدو.
يقف "أبو طُرية" بشموخ الفراعنة على مسلة كبيرة بمدخل قرية "نزلة الشوبك" (جنوب محافظة الجيزة) دون عليها أسماء الشهداء الذين سقطوا أثناء نضالهم ضد الاحتلال الإنجليزي.
ليس وحده من دافع عن قريته، بل معه مئات من الرجال والنساء، وقفوا صامدين في وجه الإنجليز، وقطعوا طريقهم عبر السكك الحديدية المتجهة للصعيد، حيث قصد الاحتلال أنذاك إخماد الثورة بمحافظات الصعيد.
وفي هذا الصدد، تحتفل الجيزة فى الواحد والثلاثين من مارس كل عام بالعيد القومي للمحافظة، تخليدًا للموقعة التاريخة لبطولة أهالي نزلة الشوبك في مواجهة قوات الاحتلال.