أصدرت المحكمة الإدارية العليا، اليوم الأحد، قرارها بإلغاء نتيجة امتحان ١١ طالبًا بالثانوية العامة بسوهاج، وذلك القرار قام بإقراره وزير التربية والتعليم، وذلك في جميع المواد وعدم السماح لهم بدخول امتحانات الدور الثاني، بسبب اتهامهم بإحداث حالة غش جماعي في امتحان الفلسفة والمنطق.
صدر الحكم برئاسة المستشار ناجي الزفتاوي نائب رئيس مجلس الدولة، وعضوية كلًا من المستشارين محمد لطفى جودة، صلاح هلال، عبدالغنى الزيات، محمود شعبان نواب رئيس مجلس الدولة.
وأشارت المحكمة في أسباب حكمها، أنه تم تجميع بعض الكراسات الخاصة بلجنة ومراجعة الإجابة في مادة الفلسفة والمنطق، ووجد متشابهات في نماذج الإجابة وتم تشكيل لجان متعددة من متخصصين، لتقييم ما اذا حدث غش جماعي في هذه اللجنة من عدمه.
وأكدت أن الإجراءات التى تمت للتصدي لواقعة الغش الجماعي كانت على خلاف ما حدده القانون، إذ لم تعد لجنة تقدير الدرجات تقريرًا مفصلًا عن حالة تطابق الإجابات متضمنًا الأرقام السرية لأوراق الإجابات التى ثبت فيها التطابق.
وأوضحت إلى أنه تم إعداد مذكرة مبهمة لم يشر فيها إلى وجود تطابق، إنما تضمنت فقط لفظ "تشابه" في اجابات الطلاب بالكراسات لعدد ٧ أرقام سرية، فضلًا عن أن باقي اللجان جاءت أيضًا تقاريرها فضفاضة مرنة لا يمكن من خلالها القطع بوجود حالة غش جماعى، وهو أمر لا يمكن حمله على وجه القطع واليقين، بأن جميع الطلاب الذين شملهم قرار حرمانهم من دخول الترم الثانى وإلغاء نتيجتهم، قد اقترفوا أثم الغش الجماعى وتردوا في هذا الجرم الشنيع.
وطالعت المحكمة ورقة إجابة الطاعن وتبين عدم وجود تطابق حرفي بينه وبين زملائه، وإن كان يوجد ثمة تشابه يمكن حمله وتبريره بأن طلاب القسم الأدبي معهود عنهم الحفظ وأن المصدر العلمى لهذه المادة هو كتاب المدرسة، ومن ثم تأتى الإجابة على نمط واحد، خاصة وأن طلاب الثانوية العامة يعمدون إلى الكد والمثابرة والمذاكرة لتحقيق غاية منشودة.
ومما تقدم وقر في عقيدة المحكمة ثمة شكوك حول قيام الطلاب اقتراف جريمة الغش الجماعى، والأحكام لا تبنى إلا على الجزم واليقين لا على الشك.