بات الشارع الإسرائيلي منقسم على نفسه، بعد توجيه تهمة الفساد لرئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتنياهو، والذى ما زال فى منصبه حتى الآن بعد تلك الاتهامات الموجهة إليه، والتى اعتبرها الكثير من السياسييين أكبر وأخطر تهديد لإسرائيل من الداخل، ليأتى بعد ذلك تحالف"أزرق ابيض" والذى يضم جنرالات إسرائيليين بزعامة بينى جانتس رئيس الأركان ويائير لبيد، وهو تكتل يشكل تحدياً قويا لنتنياهو.
وعلى ضوء ذلك قال الدكتور فايز أبو شمالة عضو المجلس الوطنى الفلسطينى، أن المجتمع الإسرائيلي يواصل انحداره السريع باتجاه اليمين المتطرف، وهذا ينسجم مع طرح الحزب الذي يرأسه نتنياهو، والأحزاب المتآلفة معه، ورغم تصاعد أحزاب المعارضة، وتآلفها، وتلاقيها على قلب هدف واحد، وهو إسقاط حكم نتانياهو، إلا أن هذا التآلف الجديد أزرق أبيض، والذي حظي بنسبة تصويت أعلى من حزب الليكود، لن يظل محافظا ًعلى هذه النسبة حتى النهاية، لدينا أسبوعان من الأحداث الكفيلة بتغيير المشهد، والذي يؤكد ذلك، أن نتانياهو كشخص ما زال يحظى بأغلبية من خلال استفتاءات الرأي .
وأكد "أبو شمالة" فى تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم" أن الانتخابات الإسرائيلية تشهد تدخلات أمريكية، تماماً مثلما كانت هناك تدخلات يهودية في الانتخابات الأمريكية، فتبادل التأثير متبادل، وشخصية اليهودي الأمريكي الملياردير شيلدون أديلسون الذي دعم ترامب في الانتخابات بأكثر من 25 مليون دولار، ودعم الحزب الجمهوري بأكثر من 55 مليون دولار، هذه الشخصية وأمثالها من قادة منظمة أيباك معنيون بالانتخابات الإسرائيلية، ومعنيون بفوز تحالف أزرق أبيض بهدف تمرير صفقة القرن من خلالهم، ولكن تحالف اليمين حتى هذه اللحظة أقوى، ولكن هذا لا يحول دون محاولة أطراف أمريكية يهودية ومسيحية يمينية من التدخل والتأثير والتبرع والزج بالقدرات الإعلامية للتأثير على الناخب الإسرائيلي.
وأضاف، أن يهود البيت الأبيض البارزون ثلاثة، كوشنير صهر ترامب، وجيسي جرينبلات، مبعوث ترامب للسلام في المنطقة، وديفيد فريدمان، السفير الأمريكي في المنطقة، وهؤلاء الثلاثة هم صفقة القرن، ووفق تقديري فإن تأجيل عرض صفقة القرن إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية تأكيد من قبل هؤلاء الثلاثة على أهمية الانتخابات، وعلى تدخل أمريكا في الانتخابات، وكما أزعم فإن تدخلهم لغير صالح نتنياهو، الذي يطالب بتأجيل صفقة القرن، فأطماع اليمين الإسرائيلي أكثر من صفقة القرن، لذلك فإنني أزعم أن تحالف أزرق أبيض هو من صناعة هؤلاء اليهود الأمريكيين الثلاثة.
وأوضح "عضو المجلس الوطنى الفلسطيني" أن نتنياهو يستعرض نجاحاته أمام الناخبين، من خلال استعراض دولى، ويستعرض نجاحه مع ست دول عربية يقيم معها علاقات، كانت معادية، ويقول: إنه الوحيد الذي اخترق إفريقيا وشرق آسيا، وإنه الوحيد الذي ضمن الأمن للإسرائيليين، ولذلك فهو حريص على التوصل لاتفاقية تفاهم مع المقاومة في غزة، تضمن له موسم انتخابي هادئ، وبالأخص بعد عمليات البالونات الحارقة التى أربكت الأمن الإسرائيلي، وخطفت الأمان الذي يعتبر رأس مال نتانياهو، الذي تباهى وتفاخر به، وقدرته على بسط الأمن، وتوفير الأمن للإسرائيليين، وجاءت البالونات الحارقة لتخترق الحدود، وتعبر فوق الحواجز الأمنية التي كلفت الخزينة الإسرائيلية مليار دولار أمريكا، لتفضح نتنياهو أمام الشارع الإسرائيلى.