يتكرر الطرق على أبواب محكمة الاسرة، يوميًا، حيث جاء نساء للتخلص من حياتهن المريرة، بمساعدة قاضي الأسرة، أحدهما لأسباب مقنعة تدعو بالفعل إلى الخلع، وأخرى في غاية التفاهة تثير الدهشة، حيث كانت أبرزها قصة "نهى .ع" صاحبة الـ30 عامًا.
فعلى باب محكمة الأسرة بالدخيلة غرب الإسكندرية، وقفت نهي بحجة تقديم دعوى خلع، وهدم عش الزوجة الذي يعج بالنكد وعدم الإهتمام بمنشورات الفيس بوك على حد قولها.
اعتدل الحاضرون من جلستهم للنظر والحكم في هذه القضية المختلفة غير واضحة الملامح، بدأت الزوجة كلامها، بطفح الكيل الأمر أصبح لايطاق فوصل إهمال زوجي" لإلى أنه مبيعمليش لايك على بوستاتي على الفيس بوك".
بدأ تتغير ملامح الجالسين لغرابة ما يسمعون، وظلوا منصتين ينتظرون ما لدى هذه السيدة من كلمات، أكملت الزوجة قائلة أنه لم يكن يخطر على بالي يومًا أن أقف أمام محكمة أو أطلب الطلاق، فقد استمر الحب بيننا لـ 4 سنوات، فعشنا قصة مليئة بالإعجاب المتبادل، ولكن بعد زواجي انقلب علي وتغير الحال.
توقفت السيدة الثلاثينية، عن بكائها، لكي تستطيع أن تتابع شكواها، مضيفةً أنها شعرتُ بإهمال زوجها لها بالتدريج، والذي بدأ بعدم السؤال عليها، إذ ينهي يومه بـ"النوم في السرير" بمفرده، كما اعتاد السهر على المقهى يوميا، وقالت: "كل علاقتي بيه أنه يديني مصروف البيت وبس وفضلت على كده شهر مقدرتش استحمل".
وأضافت أنه ذات أحد المرات كتبت عبر صفحتها الشخصية على موقع فيس بوك، مشكلتها دون أن تشير إليه، إلا وعندما قرأ زوجها المنشور انقلب عليها دون رجعة.
وتابعت: "شاف البوست بعد ساعتين من النشر، وساعتها اتخانقنا وقالي أنتي فضحتيني وسط أصحابك"، فيما توقف عن ضغط زر الإعجاب على منشوراتها منذ ذلك الحين.
وشعرت بالصدمة نحو خطواتها واللجوء إلى القضاء لطلب الخلع، وتصف: "مكنتش أتصور أعمل معاه كده"، فيما تؤكد أنها ألغت الصداقة على فيس بوك، بعد أن تفاقمت بينهما المشكلات التي نشبت قبل شهرين.
وتعبر "نهى" عن كامل اقتناعها نحو إنهاء زواجها الأول: "أنا مرضتش أعمله بلوك لإني أعقل من كده، وخدت الخطوة دي بعد اقتناع تام بأنه مهمل في حق المسؤولية والزواج مش لعبة"، فيما تأمل بالتعرف على ذوي المسؤولية والتحمل.