"بائعة الكرتون المستعمل"، إمرأه فى الخامسة والستين من عمرها، ربت ثمانية أطفال بعد أن مات زوجها منذ خمسة عشر عاماً، بعد أن تركهم لها دون مأوى في مراحل تعليمية مختلفة، لتعمل على عربة يدوية تجوب بها شوارع بورسعيد ليلاً ونهاراً لتجمع الكرتون المستعمل من المحلات التجارية لبيعها للإنفاق على أطفالها، وما زالت تعمل حتى الآن لمساعدتهم والإنفاق على أحفادها.
بحثت كاميرا "بلدنا اليوم "عن كثب عن هذه المرأة والتى أجمع الجميع على حبها وشاع صيتها فى شوارع بورسعيد لننفرد بلقائها ومعرفة قصتها بالتفصيل، حيث تتمتع بنور فى وجهها وسماحة شديدة رغم علامات الشقاء الشديدة فى وجهها ويديّها لتبدأ بسرد قصتها قائلة:-
اسمى أم فريد ولدى سبعة أبناء والثامن شاب متوفى، مات زوجى من خمسة عشر عامًا وتركنا دون مورد رزق، تركنى لأواجه الحياة وحدى ومعى خمسة بنات وثلاثة أولاد.
وعن طبيعة عملها أجابت بتلقائية أجمع علب وصناديق الكرتون المستعمل أو القديم وأبيعه، وحين سؤلت هل هذا العمل مربح؟ قالت إنه مربح جدًا، والحمد لله والجميع هنا من أهالي بورسعيد رجالة وجدعان والجميع يساعدنى.
واسترسلت فى الحوار بأن بورسعيد أجمل بلاد العالم ورجال بورسعيد رجال عن حق الطيبة والشهامة وأنهم وقفوا بجانبها حتى ربت ابنائها وزوجت بناتها مثلهن مثل أى بنت أخرى، من تجهيز العروس وأثاث لمنزلها.
وأكملت "انا بموووووت فى السيسى انا بحبه بحبه ومش عايزه منه اى حاجه ربنا يقويه بس كل حلمى اشوفه بعينى".
وتابعت حوارها، باقى ابنائى بخير لدي ابنة بكلية تجارة وأكملت دراساتها العليا والثانية معهد فنى تجارى وابنتي الأخيرتان دبلوم تجارة، وتوفى ابنى الحاصل على كلية خدمة اجتماعية لتتزوج أرملته وتترك لى حفيدين لأربيهما وحدي وولدي الأخريين دبلوم تجارة والجميع متزوج ولديه أطفال والحمد لله أكملت رسالتى.
وواصلت، أربي أحفادي اليتامى، وبلدنا مصر أجمل بلد فى الدنيا يكفي الأمن والأمان ربنا يحفظ لنا الرئيس السيسى، أنا أتجول حتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل أجمع الكرتون، فى أمان.