"من 2000 وأنت طالع".. حكايات بيع الأطفال عبر الشوارع و"فيس بوك"

السبت 16 مارس 2019 | 07:21 مساءً
كتب : محمود صلاح

مشاعر لا إنسانية، وقلوب كالأحجار، وعيون غير دامعة على تلك المشاهد البشعة المحزنة التي يفعلونها، فرغم اتصاف المرأة بأنها مصدر الحنان والأمان لأطفالها، إلا أن الأوصاف السابقة كان لها نصيبًا بأن تتوافر في العديد من الأمهات اللاتي فقدن الرحمة والإنسانية ومشاعر الأمومة، وذلك بعدما قررن أن يتعاملن مع أطفالهن على أنهم مجرد سلعة تباع وتشترى، ومن الممكن أن توفر لهن حياة كريمة حتى الممات.

الأسباب كثيرة دفعت العديد من الأمهات إلى التخلص مع أولادهن، ولكن الهدف الذي يسعون إليه كان واحدًا هو الحصول على الأموال، ولكن الأمر الغريب الذي يثير الدهشة، هي تلك المبالغ البخسة التي يحصلن عليها بعدما يضع أولادهن في مزاد البيع أو البيع سرًا في أحد الأماكن البعيدة عن الأنظار، فالآونة الأخيرة كانت شاهدة على انتشار تلك الظاهرة، ولعل أبرزهم بيع سيدة لولدها على "فيس بوك" مقابل الحصول على الأموال.

على الفيس.. 15 ألف ثمن الطفل الواحد

منشورات كثيرة تتحدث عن قضية واحدة، وصفها الرواد عبر مواقع التواصل الاجتماعي "بالكارثة"، مضمونها يقول أن سيدة تعرض طفلها صاحب الـ3 أشهر، للبيع عبر صفحتها على "فيس بوك"، فيما تم تحديد الثمن لمن يرغب الحصول على الطفل.

بمجرد إعلان السيدة عبر "فيس بوك" عن بيع طفلها، تحركت مباحث الإدارة العامة لمباحث الآداب، وبدأت في تتبع مصدر ذلك الإعلان، وتبين للضباط أن ربة منزل مقيمة في منطقة السلام، بمحافظة القاهرة قررت بيع طفلها بعدما أنجبته سفاحًا، وطلبت من سمسارة عمل إعلان لها عن عبر "فيس بوك".

وجاء في تحريات المباحث، التي جرت تحت إشراف فريق من مباحث الإدارة العامة للآداب، وأيضًا مباحث وسط الجيزة، تحت إشراف اللواء رضا العمدة، مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد عمرو طلعت، رئيس المباحث الجنائية لقطاع شمال الجيزة، والعقيد عمرو البرعي مفتش مباحث وسط الجيزة، أن أحد ضباط الإدارة العامة للآداب تواصل مع صاحبة الإعلان واتفق معها على شراء الطفل مقابل مبلغ 15 ألف جنيه، وتم الاتفاق مع والدة الطفل والسمسارة، بأن عملية البيع سوف تكون في منطقة المهندسين وبالتحديد في إحدى الكافيهات بشارع جامعة الدول العربية، وتم عمل الأكمنة الثابتة والمتحركة، وألقي القبض على المتهمين وتم التحفظ على الطفل الرضيع.

اعترفت المتهمة بارتكاب الواقعة وبالاتهامات المنسوبة إليها، وأقرت والدة الطفل أنها لا تعلم من والده، لأنها حملت فيه سفاحا، وبعد ولادتها قررت التخلص منه ورفضت بعد ذلك أيضًا إيداعه في دار رعاية أطفال، وعرضت على سمسارة عمل إعلان لها لبيع الطفل مقابل حصولها على نسبة من المبلغ "قيمة بيع الطفل".

وأكدت المتهمة الثانية ما جاء على لسان المتهمة الأولي، وأمر اللواء محمد عبدالتواب، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، بتحرير محضر بالواقعة، وأخطر المستشار المحامي العام الأول لنيابات شمال الجيزة، وباشرت نيابة العجوزة التحقيق مع المتهمين.

وبعدما سجلت النيابة اعترافات تفصيلية للمتهمين، أصدرت قرارًا بحبسهما لمدة 4 أيام على ذمة التحقيق، وتم إيداع الطفل في إحدى دور الرعاية، وتم عرضهم على المعارضات، وجددت النيابة حبسهما لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وصباح يوم الخميس الماضي، تم اقتيادهما في حراسة أمنية مشددة تحت إشراف المقد مصطفى خليل، رئيس مباحث العجوزة، إلى محكمة شمال الجيزة، وتم عرضهم على قاضي المعارضات بمحكمة جنح العجوزة، وجدد حبسهم للمرة الثانية 15 يومًا على ذمة القضية.

هيتولد كمان يومين

"لو فيه حد حابب يتبنى طفل هيتولد إن شاء الله كمان أسبوعين بالكتير، والتبنى هيتم من خلال أم وأب المولود: التواصل عَ الخاص للجادين فقط، والله المستعان"، كان هذا أحد المنشورات التي انتشرت على الفيس أيضًا.

بـ2000 جنيه

أم أربعينية، تجلس في شارع طلعت حرب، بجوار نادي الدبلوماسيين، بجانب عقار قديم محطزم الجدران وآيل للسقوط، يسكنه عدد كبير من أطفال الشوارع مختلفي الأعمار، ومن ضمنهم "إيمان" الأم التي تعرض ابنها للبيع مقابل ألفان جنيه.

"إيمان" تلك الأم القاسية تبحث عن من يشتري ابنها، حيث إن جميع البائعين في شارع طلعت حرب يعرفون بالأمر، وهي تعرض الطفل على يديها وترحب بمن يقرب منها للتحدث معها في الأمر.

مشاهد تم رصدها في الشارع حينما أتصل أحد البائعبن بأحد دور رعاية الأطفال وأبلغهم بالأمر، وبالفعل ذهبوا لأخذ الطفل منها، ولكنها كانت لاتزال تصر على بيعه بنفس المبلغ، فقامت إحدى المتبرعات بإقناع إيمان بأن تترك الطفل في الملجأ وأن تذهب إليها لتتاقضي مبلغ شهري، فأقتنعت وأعطت لهم الولد وسط صراخ ودموع إبنتها الصغيرة البالغة من العمر ثلاث سنوات ونصف "سيبالهم أخويا ليه ياما هيودوا أخويا فين!".

وليست إيمان هي الحالة الوحيدة، لكن لها شقيقه في نفس الخرابة باعت إبنتها منذ مدة بسيطة بمبلغ 5000 جنيه، ولكنها رفضت التحدث معي، إلا أنهما قررا متابعة الحمل والتجارة بأطفالهما.