قال الدكتور طارق سلمان نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث والمشرف على مستشفيات الجامعة، إن المرأة مكون مهم من مكونات هذا المجتمع وهي المرأة التي كرمّها الله تعالى وحدد حقوقها أمًّا وبنتًا وزوجةً وأختًا، فحفظ لها مكانتها، كما أن شريعته سبحانه وتعالى لم تهتم بمكانتها المجتمعية فقط، وإنما عنيت بكل شئونها ومنها صحتها، وباعتبار أن مفهوم الصحة والتمتع بها هو حق أصيل من حقوقها كإنسان، فلها الحق في الحصول على أعلى مستوى من الصحة، سواء على مستوى الصحة الإنجابية والتي تعنى القدرة على الإنجاب والحرية في اختيار ذلك، أم على مستوى الحصول على خدمات الرعاية الصحية المناسبة لها.
وأضاف نائب رئيس الجامعة في كلمته التي ألقاها في مؤتمر صحة المرأة، أن قضية صحة المرأة أصبحت تفرض نفسها على الواقع المعاصر، خاصة وأن مؤشرات الصحة الإنجابية والجنسية في البلدان المختلفة، كنسبة وفيات السيدات الحوامل تنذر بخطر شديد لأهم مكون من مكونات الأسرة، التي تعد وحدة رئيسة في بناء المجتمع، ولعل المؤشرات الأخيرة تبين درجة هذه الخطورة، خاصة وأن مايقرب من نحو 98٪ من حالات الوفاة للسيدات الحوامل تحدث في البلدان النامية، وهو ما ينذر بخطر آخر توضحه الإحصائية التي تشير إلى أن نحو مليون طفل يموت كل عام بسبب وفاة أمهاتهم.
أوضح سلمان أننا إذا كنا بصدد الحديث عن اهتمام الشريعة الإسلامية بصحة المرأة والحفاظ عليها، فإن هذا الاهتمام له أبعاده وما يترتب عليه من اهتمام بكامل الأسرة، فعلى سبيل المثال: الأمومة الآمنة تتحقق من خلال تأهيل الفتاة صحيا وبدنيا وعقليا، وإذا كانت الأمومة مرتبطة بصحة الأم، فإن الشريعة الإسلامية تعرضت لكثيرة من هذه القضايا ،التي تحافظ على المرأة منذ نعومة أظافرها،ومنها قضية "ختان الإناث" والتي تؤدي إلى حدوث خلل في العلاقة الزوجية، كما أنها تسببت في وفاة الكثير من الفتيات، ومن قضية الختان إلى مرحلة الرضاعة الطبيعية التي اعتبرها الإسلام أحد أهم أسس الأمومة الآمنة، فجعل الله حضانة الطفل من حق الأم فى السن الصغير، فضلا عن رعاية الأم وهي في مرحلة الحمل وحقها على زوجها في رعايتها رعاية صحية كاملة نفسيا وبدنيا.
أشار إلى أن الإسلام اهتم بالمرأة في كل المقامات فنبي الرحمة أوصى أتباعه بحسن معاملتهن وهو ما ينعكس على صحتهن النفسية والبدنية فقال صلى الله عليه وسلم "استوصوا بالنساء خيرا"، كذلك فإن الحق سبحانه وتعالى اهتم بحسن الإنفاق عليهن من ملبس ومأكل ومسكن وعشرة حسنة، فقال تعالى: «أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فأتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى».