ستظل شبه جزيرة سيناء تروي قصصاً لأبطال ضحوا بحياتهم دفاعًا عن الأرض، فالشهادة منزلة لايحظى بها إلا الصادقين، المثابرين الذين لايهابون الموت، فلم تغريهم الحياة وتمنعهم من القيام بواجبهم، حلم الشهادة ظل يراودهم، فلم يموتوا جبناء أو مذلولين، فشهداء الوطن أصبحوا جزء لا يتجزأ من وجداننا فلا تخلو مدينة أو قرية، من جثمان شهيد شيع بها، نالوا الشهداء من أجل أن نحيا آمنين.
فكل شهيد ترك ورائه أسرة لا يستطيع أحد أن يشعر بما يعانوه الآن من أحزان والألم ولوعة الفراق، في يوم الشهيد يضيق المجال عن ذكر جميع الشهداء، ولكن يجب أن لا ننسى واحدة من أقوى الملاحم البطولية التي سطرتها الكتيبة 103 صاعقة بكمين البرث، ممن قدموا أرواحهم فداء للوطن ولكى نعيش آمنين.
ففي صباح 7 يوليه 2017، هاجم الكتيبة 103 صاعقة، 12 سيارة دفع رباعي وعدد من الموتوسيكلات، وحوالي 150 تكفيري بعد تفجير سيارتين مفخختين في الكمين، ومحاولة حصاره، فلم يكن الحادث اشتباك بين جماعة إرهابية وقواتنا المسلحة، ولكن كان ملحمة عسكرية مكتملة الأركان، فصمد الأبطال، رافضين دخول أي إرهابي الكمين.
القوات تعاملت مع المسلحين لساعات حتى من الساعة الرابعة وصل الدعم بالهليكوبتر الأباتشي، وطاردت قوات الأمن سيارات الدفع الرباعي التي قامت بالهجوم، ونجحت في تدمير 8 سيارات تدميرًا كليًا، وقتل جميع المسلحين على متنها، ونجحت القوات في قتل عدد كبير من التكفيريين عددهم الـ 40 قتيلًا، وتدمير عدد من السيارات بواسطة الأباتشي.
البطل أحمد منسي "الأسطورة"
البطل الشهيد أحمد المنسي أسطورة الصاعقة قائد الكتيبة 103 صاعقة ابن محافظة الشرقية، وقاهر الإرهاب الأسود، الذي استشهد بسيناء يوليه 2017، وصلت عليه المساجد والكنائس لحظة استشهاده، كان الشهيد منسى مقاتلا من طراز رفيع.. يجمع بين الكفاءة القتالية العالية.
استشهد نتيجة إصابته بطلقة رصاص واحدة في مؤخرة الرأس من عيار 12.5 مم، حيث كان "المنسي" فوق سطح المبنى الذي تمت محاصرته، وكان الشهيد "المنسي" في تلك اللحظات يطلق النيران على الإرهابيين من فوق سطح المبنى للدفاع عن الكتيبة وباقي زملائه.
تنبأ بوفاته
تنبأ المنسي بوفاته قبل تسعة شهور، إذ كتب على صفحته على موقع «فيسبوك»، ناعيًا قائده العقيد رامي حسنين، الذي قتل إثر انفجار عبوة ناسفة في مدرعته قرب مدينة الشيخ زويد (شمال سيناء)، قائلاً: «في ذمة الله أستاذي ومعلمي تعلمت على يده الكثير شهيد بإذن الله العقيد رامي حسنين... إلى لقاء شئنا أم أبينا قريب».
لا يزال زملائه يتذكرنه، بكل الخير حتى الآن ، كان منسي يخدم في العريش والشيخ زويد ورفح، مثلث الإرهاب الأسود الذي تسعى الدولة لاستئصاله.
عصابات التكفير تخشى اسمه
كانت عصابات التكفير تخشى أن يذكر اسم منسي الذي أذاقهم المرار علقما، ، لذلك كانوا يعرفونه تمام المعرفة ويترصدونه مجموعات، وانتشر على نطاق واسع أمس تسجيل صوتي للمنسي وهو يتحدث عبر الجهاز اللاسلكي في خضم المواجهات، فأثر في قلوب المصريين وأجج مشاعرهم الوطنية في مواجهة حملات جماعة الإخوان المسلمين وحلفائها، لتشويه صورة الجيش المصري.
تسجيل صوتي للشهيد
ظهر المنسي في التسجيل الصوتي وهو يتحدث إلى زملائه في الجيش عبر أثير الجهاز اللاسلكي قائلاً: «الله أكبر لكل أبطال شمال سيناء ... يمكن تكون دي (هذه) آخر لحظات حياتي في الدنيا، أنا لسه عايش في هجوم لجماعة الدواعش التكفيريين علينا في منطقة البرث (في رفح) دخلوا بكام عربية مفخخة.. هدموا المباني وكل النقطة (العسكرية)... وأنا لسه عايش أنا وأربع عساكر متمسكين بالأرض، ومن أجل زملائنا الشهداء لا نتركهم ولا أي مصاب لن نتركه».
وخاطب زملاءه في الجيش قائلاً: «بسرعة أي أحد يستطيع الوصول إلى العمليات يبلغهم بإطلاق المدفعية... نحن لازلنا على قيد الحياة ولن نترك هذه الأرض وعليها أي شهيد أو أي مصاب... الله أكبر».
كانت هذه آخر كلمات الشهيد منسي، حتى لاقى ربه.
رثاء أحد زملائه له
رثاه أحد زملاءه بالكتيبة، ممن شاركوا فى دفنه أيضًا.. قائلا: «شفتوا القمر ؟؟.. لأ.. أنا شفته.. طيب ممكن أسألك سؤال؟ أنا لسه مقابلك فى فطار السيل «أى إفطار رجال الصاعقة»، وقلت لك يا فندم انت وشك «متبهدل» من الشمس.. ممكن تقولى لما كشفت وشك وبوستك وبصيت عليك وشك أبيض كده امتى وإزاى؟!
- طيب ممكن تقولى انت ليه هادى كده؟ وشكلك نايم ووشك مرتاح مع إنك مستشهد فى ضرب نار وانفجار؟! إزاى عضلات وشك مرتاحة أوى كده كأنك نايم مش ميت؟!
- طيب ممكن تقولى إزاى وأنت فى لحظاتك الأخيرة قدرت تركز وتقول بأفرولى بأفرولى بأفرولى، وناديت اسم حمزة ابنك وباقى الأسماء؟! وصيتك دفنك بأفرولك وحصل زى ما أمرت والأفرول هو اللى اتشرف والله..
- طيب ممكن تقولى وأنا «بعدلك راسك» تحت فى القبر إزاى دمك سال فى إيدى بالشكل ده، وأنت بقالك يومين فى التلاجة؟!
- طيب ممكن تقولي إيه الزفة دى وإزاى كل دى ناس بتحبك وبتدعيلك كده؟! وكلهم عارفينك.. عرفتهم أمتى وفين وإزاى؟!
- نمت على جانبك اليمين جنب والدك د.صابر أعز حد كان عندك فى الدنيا؟!
يا فرحتكم ببعض وبالجنة.. نشهد برجولتك وشجاعتك وبطولتك وأخلاقك وإخلاصك، وضميرك وحبك وعشقك لتراب بلدك لما أنت ما تبقاش شهيد مين هيكون يعنى !!؟ طيب أحنا ماشيين بقى السلام عليك يا طيب الذكر..سلام عليك يا أخى حتى نلتقى»
الشهيد أحمد الشبراوي
قائد السرية 103، وأحد من أبطال سلاح الصاعقة 103 ، كان يخفي عن والده ووالدته أنه يعمل بالعريش، لقب وسط زملائه بأسطورة الصاعقة المصرية، وكان محبا ومخلصا للوطن ولزملائه".
ولد الشهيد أحمد الشبراوي بقرية الشبروين بمدينة الزقازيق فى محافظة الشرقية، يبلغ من العمر ثلاثون عاما، وكان متزوجًا ولديه طفل اسمه "عمر" 4 سنوات.
تقول ندى حسن، أرملة البطل الشهيد أحمد الشبراوي، إنها أنجبت ابنتها بعد استشهاده بثلاثة أشهر، متابعة: «كان يوم الولادة صعب جدًا عليا، ورأيت زوجي بعد استشهاده طوال عملية الولادة».
أحمد حسانين
نال الشهيد الملازم أحمد محمود حسانين، الشهادة ، قبل زواجه بأيام وقبل أن يتجاوز الـ 22 عاما
وكان البطل من قوة الدفعة 110 حربية ، وأحد أبطال الكتيبة ١٠٣ صاعقة، وهو من أبناء محافظة المنوفية، ودفع حياته ثمنًا لحماية تراب الوطن.
ولد الشهيد أحمد محمد حسين شاهين بمدينة الخضر منوف التابعة لمحافظة الفيوم عام 1994، وقد طلب الشهيد بنفسه العمل في سيناء، وبالفعل تم نقله نقله إلى سيناء.
النقيب خالد المغربي "الدبابة"
ولد الشهيد النقيب خالد محمد كمال حسين المغربي، في 5 ديسمبر 1992، بمدينة طوخ التابعة لمحافظة القليوبية، والتحق بالكلية الحربية وتخرج ضمن الدفعة 108 حربية وفور تخرجه من الكلية الحربية، التحق بوحدات الصاعقة، وأطلق عليه "الدبابة"، نظرا لأنه ذات بنية قوية، استشهد الملازم خالد مغربي في حادث البرث بعدما استهدفته إحدى الجماعات الأرهابية بعبوة ناسفة هو وزملائه.
اقترن اسم المغربي بالدبابة لسرعته وقوته، في صدر العمليات الإرهابية، يقول أحد زملائه، أن الطلقة لاتخرج من سلاحه، إلا وتسكن قلب أو رأس إرهابي، فاشتهر بالدبابة لأنه لا يرحم أحد
العسكري علي السيد " من الشجعان"
«العسكرى على على السيد، أحد أبناء قرية الدغايدة محافظة الدقهلية، والذي استشهد بمعركة البرث، بعد أن قاتل وأسقط بسلاحه كثير من التكفرين وهو مصاب في قدمه وظل يقاتل لأخر لحظة حتى استشهد بعد أن أصيب بـ39 رصاصة.
وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، شاهد «البطل» تكفيريًا يصعد السلالم فمسك سلاحه وقتله، يقول زميلة المقاتل أحمد فهيم، " كنا في أحد العمليات وفي قلب معركة شرسة ، لم يفكر في الموت ولكنه تذكر وعده لوالدته، بأن يكون شهيد ، وأن يموت بالصاعقة وأن يتنقل في جنوب سيناء، وجه ظهره للرشاش وتحمل 60 طلقة ليفدي زملائه ، وجعل من ظهره ساتر لحماية باقي أبطال الكتيبة".
الشهيد محمد صلاح محمد
ولد الشهيد النقيب محمد صلاح محمد، بقرية نزلة عبد الله بمحافظة أسيوط، وقد تخرج من الكلية الحربية، سلاح الدفعية، وقد التحق بالكتيبة 83 صاعقة، وهو متزوج، وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» برفح في يوليو 2017.
الشهيد أحمد العربي مصطفى
ولد الشهيد أحمد العربي مصطفي بمركز الزرقاء، بمحافظة دمياط، وكان على وشك إنهاء خدمته العسكرية، وهو الابن الأكبر لأسرته، وكان معروفًا بضحكته التي لا تفارق وجهه، بالإضافة إلى حبه لتحمل المسئولية وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» برفح في يوليو 2017.
الشهيد محمد محمود محسن
ولد الشهيد المجند محمد محمود محسن، بقرية كفر النعيم، التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، ويبلغ من العمر 22 عاما، وتم اختياره في سلاح الصاعقة، والانضمام إلى الكتيبة 103 صاعقة بمنطقة جنوب رفح، وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» برفح في يوليو 2017.
الشهيد فرج محمود
ولد الشهيد المجند فرج محمود في قرية "أبو غرير" التابعة لمركز أبو قرقاص بمحافظة المنيا، ويبلغ من العمر 22عاما، وشارك في معظم المداهمات التي تستهدف العناصر الإرهابية، وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» برفح في يوليو 2017.
الشهيد مؤمن رزق أبو اليزيد
ولد الشهيد مؤمن رزق أبو اليزيد بنجع "حمد سليمان" التابع لقرية جزيرة محروس، بدائرة مركز أخميم بمحافظة سوهاج، ويبلغ من العمر 22 عاما والتحق الشهيد بالقوات المسلحة قبل وفاته بـ 6 أشهر وتوفي الشهيد في ملحمة "البرث" برفح في يوليو 2017.
الشهيد محمد إسماعيل رمضان
الشهيد من مواليد قرية قسطا بكفر الزيات بمحافظة الغربية، والشهيد كان الأكبر في أشقائه وطلب التطوع حبا في مصر، لأنه ليست له خدمة عسكرية لوجود شقيقتين له، ودائما كان يفتخر بارتدائه الزي العسكري وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» برفح في يوليو 2017.
الشهيد محمد رجب السيد عبدالفتاح
الشهيد من مواليد قرية شفا التابعة لمركز بسيون بالغربية، وكانت مدة انتهاء خدمته العسكرية كانت توشك على الانتهاء، لكنه قدم بطولة كبيرة في معركة البرث في رفح وتوفي الشهيد في ملحمة «البرث» برفح في يوليو 2017.