بعد أن نبذ الشارع إرهاب الإخوان، وأغلقت الدولة كافة المنافذ في وجه تطرف الجماعة، للقضاء على إرهابهم، اتجه الإخوان إلى طرق ومنافذ أخرى لنشر أكاذيبهم، وادعاءتهم ضد الدولة، مستغلين أي حادث فردي تمر به الدولة، بما يخدم مصالحهم وتوجهاتهم، فأصبح اعتمادهم الآن على مواقع التواصل الاجتماعي، والسوشيال ميديا لترويج الأكاذيب ضد الدولة، بجانب اعتمادهم على قنواتهم الممولة من قطر، فأصبح اعتماد اللجان الإلكترونية للجماعة الإرهابية على قنوات اليوتيوب، ومنصات التواصل الاجتماعي، لبث أفكارهم بما يخدم توجهات وفكر الجماعة، في محاولة دنيئة منهم لتشتيت الرأي العام عقب أي حادث.
أساليب عديدة تمارسها الجماعة لنشر أكاذيبهم بمواقع التواصل، وهنا يأتي التساؤل حول كيفية مواجهة "المافيا الإلكترونية" التي تمارسها لجان الإخوان بمواقع التواصل الاجتماعي ضد الدولة ومؤسساتها.
أساليب مختلفة للجماعة
قال الدكتور، طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الإخوان يعتمدوا على وسائل الإعلام والميديا الموجهة لنشر أكاذيبهم، من خلال شعبة الإعلام والاتصال الموجودة داخل الجماعة والتي تقوم بتنفيذ سياسة الجماعة الإرهابية.
وأضاف "فهمي" في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، أن الميديا الموجهة داخل الجماعة، تقوم بالتركيز على نشر سياستهم وأفكارها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وأكثر هذه المواقع استخدامًا هو موقع "تويتر" بعد أن تم حجب مواقعهم، فاتجهوا إلى الكتائب الإلكترونية الخاصة بهم، فيقوموا باستغلالها من خلال التركيز على أحداث فردية تقع داخل الدولة، أو أخطاء لبعض المسئولين ويقوموا باستغلالها والترويج لها.
وأشار الخبير السياسي، أن الإخوان يريدوا أن يكون لهم دور فى الكادر الإعلامي، مع كل حدث يقع حتى يقوموا بتوظيفه واستغلاله بما يخدم أهداف الجماعة، والتي تتمثل في إثارة أخبار مغلوطة، عن طريق السوشيال ميديا، مقسمين الجمهور إلى شرائح، لكل شريحة أهداف، فيستخدموا قنوات خارجية للوصول إلى المشاهدين بالمنازل، كما يقوموا باستغلال السوشيال ميديا للوصول إلى فئة الشباب لإثارة البلبلة في قطاعات الرأي العام، ولتشتيت أنظار الدولة.
وأكد أن الإخوان لديهم عدة أساليب في توجيه سمومهم للمواطن، ومن هذه الأساليب، السرعة، وعدم الاعتماد على رد الفعل، واتخاذ خطوات استباقية، والتنويع في هذه الوسائل، وظهر ذلك واضحًا في استغلال حادث محطة مصر، وفبركة فيديوهات للرئيس السيسي.
ونوه :فهمي" أن الأساس في نشر الأكاذيب، ليس انتقاد الأوضاع وإنما خدمة الأهداف السياسية للجماعة، فيعتمد على معلومات ضد الدولة، أثناء حادث أو أزمة، ويستغل تأخر الدولة في تقديم رد على الحادث، مؤكدًا على ضرورة أن تكون الدولة يقظة لمثل هذه المحاولات، وعليها أن تقدم رد سريع تجاه أي حادث أو أزمة، ولا تترك لهم المجال للتأثير على الرأي العام.
أي نجاح للحكومة فشل للإخوان
أي نجاح للدولة تعتبره الجماعة خسارة لها، وأي إخفاق للدولة تستغله الجماعة باعتباره مكسب لها ويحقق مصالحها، هذا ما أكده الدكتور مختار الغباشي، المحلل السياسي، ونائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، موضحًا أن جماعة الإخوان الإرهابية، منشأة منذ عام 1928، وفي وقت من الأوقات رتبت دخول البرلمان مع أحزاب كبيرة مثل حزب الوفد عام 1984، وقاموا بأكبر هيمنة في تاريخ مصر، بعد عام 2011، فأصبح لهم وجود سياسي أكثر.
وأضاف "الخبير السياسي" في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، أن كتائب الإخوان يستغلوا أي إخفاق للحكومة باعتباره مكسب لهم، فأي خلل يحدث بالدولة باعتبارهم فصيل معادي يعتبروه أنه يصب في مصالحهم، لأن هناك صراع بين الحكومة وتيار الأحزاب السياسية، فأى نجاح حكومي هو فشل لهم.
وأوضح "غباشي" أنه في حادث قطار محطة مصر، من الطبيعي أن تستغل الجماعات الإرهابية الحادث، مؤكدا أن أساليبهم العدائية غير مقتصرة على مواقع التواصل الاجتماعي فقط، فسوف يقوموا بالترويج لأفكارهم من خلال مواقع التواصل والقنوات المعادية، وكتائبهم بما يخدم مصالحهم، وصراعاتهم.
جبهة إعلامية وطنية لمواجهة أكاذيب الجماعة
وفيما يخص آلية مواجهة مخططات الجماعة، في نشر السموم والأكاذيب ضد الدولة المصرية ومؤسساتها، يرى الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكي، أنه لابد من تدشين جبهة إعلامية وطنية مكونة من قضاة وسياسيين وإعلاميين، لمواجهة الخطاب المتطرف للجماعات المعادية، موضحًا أن هناك حرب إعلامية بين طرفين طرف على صواب وآخر يسعى لنشر أكاذيبه، مشيرًا إلى أن وزير الإعلام القطري، يرسم السياسات الإعلامية، لقنوات الإعلام بالخارج، التي يقوم بتنفيذها معتز مطر، وغيره من القيادات الإعلامية للجماعة الهاربة خارج البلاد.
وأضاف"صادق"، أن الإعلام المصري يعاني من أزمة، تتمثل في أنه ليس لديه خطة لمواجهة الحرب الإعلامية الموجهة ضد الدولة، فهو غير قوي وغير محترف، وغير دقيق، وردود أفعال الإعلاميين المصريين على تجاوزات الإرهابي معتز مطر ضعيفة وعبارة عن "شتائم" نظرًا لأن الكوادر المحترفة لا تملك المناصب الإعلامية، منوهًا أن "أ ، ب"، المهنة يفتقدها الإعلام، وظهر ذلك واضحًا في خبر تعيين وزير نقل متوفي حقبة وزارة الإعلام.
وأضاف أن الإعلام لابد أن يكون قوي لمواجهة مخططات الجماعة الإرهابية، حتى لا يصبح المواطن فريسة للتوجيه الخاطئ، مستشهدًا بما فعله الإخوان في حكم إعدام قضية اغتيال النائب العام، والتي قام على أثرها الإخوان باختراق حساب ابنة الناب العام، وأحدثوا بلبلة لإثارة الرأي العام، متسائلاً: ماذا فعل الإعلام لمواجهة الحرب الإعلامية، التي تشنها قنوات الإخوان؟، وهل لدينا استعدادات لمواجهة الهجمات المضادة حتى لا يلجأ المواطن إلى مصدر آخر للحصول على المعلومة.
وأكد الخبير السياسي، أن الرأي العام قد يتأثر بحملات الإخوان الممنهجة إذا لم تتوافر لديه المعلومة، ويظهر ذلك واضحًا في الفيديوهات التي ينشرها جماعات الإرهاب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقنوات اليوتيوب، وحول الحل الأمثل لمواجهة خطط الإخوان، أكد على ضرورة تكوين جبهة إعلامية، مكونة من قضاء، وسياسيين، وإعلاميين، وخبراء اجتماع، ووضع خطط إعلامية لمواجهة حروب الإخوان الإعلامية.