"4 مارس"، موعد ثابت يبدأ فيه الأقباط الأرثوذكس الصوم بـ"العيد المقدس" ويعرف بالصوم الكبير، والذي يسبق عيد القيامة المجيد و يمتد 55 يومًا لينتهى بإقامة قداس الإلهي المعرف بـ"سبت النور"، كما يطلق على الأسبوع الآخير من الصوم "أسبوع الآلآم".
تاريخ الصوم
يتمتع الـ"صوم الكبير"، بمكانة عظيمة خلال العام القبطي، خاصة وأنه يعود تاريخ بدء الصوم في المسيحية لعدة قرون، فقد كانت البداية يومًا واحدًا يُصام فيه و يعرف بـ"يوم الجمعة العظيمة" والذي حفظ في اللاشعور المسيحي، حيث كانت غايته تتمثل في الشهادة بالأسف والأسى الذي ملأ قلوب المسيحيين لغير المؤمينن.
كما ينقسم الصوم المقدس عند الأقباط إلي ثلاثة أصوام مجمعة وهى ما يعرف بـ"صوم الأربعين" وهو صوم السيد المسيح, يسبقها أسبوع "تمهيديًا للأربعين" وهو بمثابة تعويضًاعن أيام السبوت التي لا يجوز فيها الانقطاع عن الطعام, ويعقب ذلك "أسبوع الآلام" الذي كان في بداية العصر الرسولي صومًا قائمًا بذاته غير مرتبط بالصوم الكبير, وتعتبر الكنيسة القبطية الارثوذكسية "الصوم الكبير" هو أقدس أصوام العام, وأهم الطقوس القبطية وهو أقدس أيام العام.
مناسبات الصوم
"يوم الكفارة" حيث كان على بنى إسرائيل أن يذللوا نفوسهم ( لا 16 : 29 – 34 ، 23 : 27 – 32 ، عد 29 : 7 ) و لاشك في أن "تذليل النفس" يتضمن "الصوم" إذ أن كلمة "الصوم ومشتقاتها" لا تذكر مطلقاً في أسفار موسى الخمسة.
وقد جاء في مخطوطات قمران أن الكاهن الشرير يجعلهم يعثرون في "يوم الصيام" ( في إشارة إلى يوم الكفارة ) فقد كان هو اليوم الوحيد الذي أمرت الشريعة بالصوم فيه.
وقد جاء في " المشنا " اليهودية ، انه ممنوع – في يوم الكفارة – الأكل أو الشرب أو الاستحمام أو الادهان أو لبس النعال أو المعاشرة الزوجية ، وإذا حل يوم الكفارة في يوم سبت ، يكون للصوم الأولوية ( مشنا " مناهوت " 11 : 9 ) .
ليس فقط ذلك، وإنما كان اليهود يصومون في أوقات آخري، لم تأمر بها الشريعة، خاصة في أوقات الشدة والضيق ، وكان البعض منها عاماً والبعض الآخر فردياً ، ففي وقت الحرب أو التهديد بالحرب، يصوم بنو إسرائيل في بيت إيل عند حروبهم ضد بني بنيامين ( قض 20 : 26 ) ، وفي المصفاة عند حربهم مع الفلسطنيين ( 1 صم 7 : 6 ) ، ولم يأكل شاول الملك " طعاماً النهار كله والليل " قبل زيارته لعرافة عيد دور ( 1 صم 28 : 7 – 20 ).
وفي "وقت المرض"، فقد صام داود وبكى عندما مرض ابنه ، ولكن لما مات الولد اغتسل وادهن وبدل ثيابه وسجد في بيت الرب ، ثم طلب طعاما وأكل ( 2 صم 12 : 16 – 23 ) ويقول المرنم عن اعدائه إنه : " في مرضهم كان لباسي مسحا أذللت بالصوم نفسي " ( مز 35 : 13 ) .
وقت "الندم والتوبة "، فقد كانت المصائب تعتبر دليلاً على غضب الله ، فكان الندم والتوبة وسيلة الخلاص منها ، فقد صام أخابّ واتضع أمام الرب عندما أنذره إيليا بالمصير الذي ينتظره لقتله نابوت اليزرعيلي ( 1 مل 21 : 27 ) ، كما كان الصوم الذي صامه بنو إسرائيل وعليهم مسوح وتراب في ايام عزرا تعبيراً عن الندم والتوبة ( نح 9 : 1 ) .
أسماء آحاد الصوم الكبير
الكنوز
اكنزوا لكم كنوزًا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون"،وبهذا تشجعنا كلمات الكتاب المقدس على العطاء و الرأفة بالفقراء كما تردد الكنيسة طيلة الصوم الكبير في مدائحهم...طوبى للرحماء على المساكين فإن الرحمة تحل عليهم.
التجربه
بحسب ما رتب آباء الكنيسة وفيه يقرأ إنجيل التجربة على الجبل، لما صام المسيح عنا أربعين نهارًا وأربعين ليلة وقد أورد الإنجيليون مار متى ومار لوقا عينات من هذه التجارب تجربة الخبز وتجربة مجد العالم وتجربة إلقاء المسيح نفسه من على جناح الهيكل وقد صرعه المسيح في كل تجاربه وكسر شوكته عنا واستخلص لنا بصومه المقدس نصرة على جميع سهام الشرير الملتهبة نارًا.
الإبن الضال
تقدم لنا الكنيسة نموذجًا الابن الضال كنموذج للتائب فبعد ان أطاع أفكاره وتبع مشورة الشيطان تعب جدًا وعاش حياة الذل من جوع وعرى وغربة، ولكن لما رجع إلى نفسه قرر العودة إلى أبيه وتقديم توبة صادقة.
السامريه
قدمت الكنيسة نموذج نسائي للتوبة وهو المرأة السامرية التى طلبت التوبة وقلالات عدم العودة مرة أخرى إلى خطاياها.
مريض بيت حسدا
تذكار الى مريض بركة بيت حسدا الذى ظل 38 عاما مريضا وينتظر فى كل عام أحد يلقيه فى البركة التى كانت مياهه مقدسة تشفى من الأمراض خلال يوم واحد من كل عام ولم يجد أحد يساعده على النزول فى هذه المياه بسبب شدة مرضه ولم يشفى سوفى بعد تلك الفترة من الزمان عندما قابل السيد المسيح و بإيمانه شفى من مرضه.
المولود أعمي
وفيه يتحدث الإنجيل عن معجزة شفاء هذا الرجل الذى كان أعمى منذ ولادته وتم شفائه كما يذكر الكتاب المقدس على يد السيد المسيح.
السعف
وأحد الأحد الذى يحتفل فيه بدخول السيد المسيح إلى أورشليم واستقبلته الجماهير وهى تحمل فى يديها أغصان السعف وفرشوا له الارض بالقمصان.
القيامة
وهو أحد الاحتفال بعيد القيامة المجيد بعد مدة الصوم الطويلة وتُعلن الكنيسة فيه الفرح والسعادة.