ألقى فضيلة الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، اليوم محاضرة في كلية اللغة العربية بالقاهرة تحت عنوان "كيف تكون أستاذًا ناجحًا؟"، وذلك ضمن سلسلة الندوات العلمية والتثقيفية التي تقوم بها الكلية على مدار الفصل الدراسي الثاني للطلاب والدارسين من داخل الجامعة وخارجها.
وأكد رئيس الجامعة خلال المحاضرة أن مهنة التدريس والتعليم من أنبل وأشرف المهن على الإطلاق، ولا يهواها إلا الإنسان الذي يحب العلم، ويحب أن ينقله لغيره، وهي مرتبطة أساسًا بالعلم والمعرفة وبناء الحضارات، مشيرًا إلى أن أهم عوامل نجاحها تتمثل في التدرج في تحصيل العلم؛ وتحديد الأهداف والتخطيط الجيد.
وتناول فضيلته بالشرح بعض الصفات التي ينبغي أن يمتلكها الأستاذ الناجح، من الانضباط في العمل، والثقة بالنفس، وامتلاك "الكاريزما"؛ لأن الأستاذ مطالبٌ بإقناع طلابه وتلاميذه فإن غابت عنه هذه الملكة، فلن يصل إلى هدفه، حتى وإن امتلك المعلومات، إضافة إلى ضرورة إتقانه لما يدرس، واطلاعه على أحدث الطرق الأساليب الصحيحة للتدريس، واهتمامه بالملبس والمظهر اللائق، لافتًا إلى أمر قد يغفله الكثير وهو التمتع بروح المرح والدعابة، حيث إن ذلك كفيل بطرد الملل والفتور الذي قد يصيب الطلاب بسبب الطبيعة الجادة التي تتسم بها المادة الأكاديمية.
مضيفًا، أنه ينبغي على الأستاذ أيضا أن يتحدث بلغة مناسبة تتميز بالوضوح والسلامة، لأن اللغة هي قناة توصيل المعلومات والأفكار، مختتما محاضرته بالتأكيد على أمرٍ في غاية الخطورة وهو ضرورة إخلاص النية في عمله بأن تكون لوجه الله عز وجل، ومساهمة إيجابية في بناء الوطن ببناء عقول شبابه بناءً سليمًا بعيدًا عن الأفكار الهدامة، منبهًا كل أستاذ أن مجال التدريس من أشرف المجالات، وأي مادة يدرسها، هي مساهمة منه في بناء المجتمع والنهضة به.
وفي نهاية اللقاء طالب الحاضرين، ضرورة التثبت فيما ينقلوه أو يُنقل إليهم من معلومات، خصوصا في عصرنا التي يتسم بسهولة الحصول على المعلومة، مشيرًا إلى بعض الشائعات التي للأسف رددتها بعض وسائل الإعلام دون تثبت أو رجوع إلى المصادر الموثوقة، والتي أراد مروجوها إثارة الفتن والفوضى والتطاول على الأزهر وعلمائه الذي أفنوا أعمارهم في خدمة الدين والعلم والوطن.