علاء فتحي.. سائق قطار ولكنه يقود العربات بعد عودتها من الرحلات والنزول بها إلى الورشة لصيانتها، تسبب في حادث أليم هز كيان مصر بأكملها، صباح أمس الأربعاء، وجعل أنظار العالم تتجه إلى مصر لتنعي وتتأثر بما حدث .
تفاصيل الحادثة.
كانت البداية من ورشة أبو غاطس بدأت القصة داخلها والتي يتم بها صيانة جرارات القطارات، وتبعد عن رصيف6 بحوالي كيلو ونصف، حيث كان يقف قطار 2302 وبه سائقه علاء فتحي، الذي نزل من الجرار بعد نشوب مشادة كلامية مع أحد زملائه يدعى أيمن الشحات، مما أدى إلى انحدار الجرار على القضبان والتحرك سريعا نحو الرصيف 6 حتى وصلت سرعته لـ60 ك/ س.
قال علاء فتحي أن البداية كانت باصطدام جرار آخر بالجرار الذي كان يقوده، مستكملًا: "أنا اتهزيت من الصدمة، ونزلت من الجرار زعقت لسائق الجرار الثاني، وحصلت مشادة بيننا، وفجأة لقيت الجرار اللي كنت راكبه مشي لوحده مش عارف إزاي؟".
وتابع: علي الفور "اتصلت ببرج المراقبة بعد سير القطار بمفرده، في محاولة لتغيير خط سيره إلى طريق آمن موظف البرج رد عليّا وعرفته إن الجرار ماشي لوحده، فسأل ماشي لوحده إزاي؟ وقفل معايا الخط، واتصلت بيه مرة ثانية لكن ما ردّش عليّا، أنا ما فكرتش في حجم الحادثة، وما عرفتش أتصرّف".
واستكمل: "ساعة الخبطة ماكنتش في وعيي، وحصل لي عدم توازن وما عرفتش أتصرف، وما عرفتش أعمل إيه!، وما شوفتش الجرار حصل له إيه ولا راح إزاي".
وأشار سائق الجرار إلى أن "يد السرعات في الجرار لم تكن سليمة، ومع الاهتزاز زادت السرعة، لأن يد السرعة سايبة وأي حد يلمسها تزيد السرعة".
وقال علاء فتحي إنه ذهب إلى منزله عقب الحادث، ولم يعرف بحجم الحادث قائلًا: "مش بتفرج على التليفزيون وكنت تعبان ومُجهد ومتضايق"، موضحًا أنه مصاب بحالة نفسية سيئة منذ معرفته بحجم الكارثة وعدد الوفيات.
وتابع: "مديرى بالهيئة اتصل بي وقال لي على الحادثة، وطلب مني أن أحكي له ما حدث، وقلت له لما أجي بكرة، وما حدث لم أكن أتوقعه".
وأشار سائق الجرار، إلى أنه أضاف ترك المكان وتوجه للمنزل للنوم وتلقى بعدها اتصالًا هاتفيًا من أحد موظفى الهيئة وأخبره بالحادث فقال له أنه سيأتي العمل غداً، له، لافتاً إلى أنه لم يكن يعرف بضخامة الحادث إلا عندما ألقت الشرطة القبض عليه، موضحاً أنه لم يرى الحادث في التليفزيون.
إهمال سائق يتسبب في سقوط أبرياء
يبدو أن سائق الجرار ترك القطار في وضع التشغيل دون التأكد من استخدام عوامل الأمان بالجرار "رباط الفرامل"، بينما تحرك القطار مسرعًا بعد نزول السائق، والذي أسفر عن وقوع العديد من الضحايا.
حسبما أظهرته كاميرات الفيديو الخاصة بمحطة رمسيس كان جرار يطير بسرعة جنونية من ثما أصطدما برصيف مما أشعل النيران علي الفور لم يخلو المشهد من وجود بعض المارة علي الرصيف ومن لطف الله لم تكن أعداد كثيرة متواجدة علي الرصيف من ثما عند إشتعال الجرار التهمت النيران أجساد الضحايا فبات المشهد مأسوى أكثر نجا من نجأ ومات من مات وأصاب من أصاب.
وفي هذه اللحظة انتاب ركاب محطة مصر، الذعر في تمام الساعة ٩:٣٣ صباحا، حيث فوجئوا باصطدام جرار قطار ٢٣٠٢ بمبنى هيئة السكك الحديد في محطة مصر برمسيس، بعد تحطيمه الجدار الخرساني على رصيف رقم 6، ما أدى إلى انفجار شديد نتج عنه تصاعد أعمدة دخان كثيفة وحريق هائل وصل لداخل المبنى.
في نفس اللحظة سارع المتواجدون في السكة الحديد لمكان الحادث، محاولة منهم لإنقاذ المواطنين الذين طالهم الحريق حتى وصلت العشرات من سيارات الإسعاف والإطفاء، مما أدى لتوقف حركة جميع قطارات المحطة لمدة ساعة وتوقف تام لرصيف ٦، كما ألقت رجال المباحث، القبض على سائق الجرار 2302، وتم اتخاذ كافة الإجراءات ضده، وإحالته للنيابة التي باشرت التحقيق.
تحرك رئيس الوزارء والوزارء لمعاينة الحادث أبرزهم وزيرة الصحة ووزير النقل
الموقف لم يكن بلسهولة للدولة المصرية خاصة أن الدولة تسعي للأستقرار الأمني والوطني، ولكن المشهد حمل تحرك جميع القيادات السياسية والرئيسة والأمنية والوطنية علي الفور عبر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن حزنه لمشهد أمس ومتابعته للحادث كما صرح رئيس الوزارء الدكتور مصطفى مدبولي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجه بسرعة التحرك ومتابعة تداعيات حادث حريق القطار.
من جانبها تحركت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد لموقع الحادث لمتابعة أعداد الضحايا والمصابين والمستشفيات التى تواجد بها المصابين، وأعلنت عن حجم الأصابات في سقوط 20 قتيلًا، ونحو 43 مصابًا بحسب إحصائيات رسمية صادرة من وزارة الصحة.
من جانبه باشر وزير النقل هشام عرفات مهمام مسئوليته في مباشرة الحادث ولكن القيادة السياسية رسمت ضوابط وحدود لكل وزير يتسبب في إهمال داخل الوزارة لم يسلم وزير النقل من حجم المسئولية حتى وان لم يكن له يد في تسبب الحادث الا ان القيادة السياسية وضعت شروط بتقديم الإستقالة لكل مخل داخل مهمته ونتيجة لذلك قدم وزير النقل إستقالته عقب الحادث لرئيس الوزارء وعلي الفور عين رئيس الوزارء بدلًا عن هشام عرفات وزير الكهرباء بدلًا منه.
رواد السوشيال ميديا يتحركون
حمل المشهد الكثير من مواقف الشهامة والوطنية المصرية ففي أثناء الحادث خرجت "ملائكة الرحمة الشبابية" لتحاول إنقاذ الضحايا وإطفاء النيران الملتهبة في أجسادهم ونقلهم إلى مكان آخر والأستعانة بطفيات الحريق والمياه في سكبها علي المشتعلة اجسادهم حتى تصل قوات الأنقاذ ولكن يبدو ان المشهد حدث وانتهى في ثوانى معدودة ليأخذ ضحاياه كما ان رواد السوشيال ميديا لم يخلو في مواقفهم لدعم المحتاجين والتوسل إلى الله والدعاء لهم والتنبيه بلخطر الذي حدث صباح أمس في تشير الحالات الإنسانية التى تحتاج إلى دعم ونقل دم للمصابين والتعرف علي هويات المصابين بل تزاحم الشباب أمام مستشفي الهلال الأحمر للتبرع بلدم والمساعدة والأطمئنان علي الحالات، كما ان المشهد لم يخلو من قبل الشباب المتواجدون علي السوشيال ميديا في تشير الحالات للتعرف علي الهويات المفقودة.
وفي النهاية قال سائق الجرار، إنه لم يكن يتعمد وقوع الحادث، و"ياريتني ما كنت نزلت من الجرار ولكن ده نصيبي.. وأنا المسئول عن الحادث.. وكل الجرارات في حاجة للصيانة وغير صالحة للاستخدام"، "سامحوني أنا أسف على الإهمال بتاعي، أنا ما كنتش أقصده، واللي حصل كان غصب عني".