يقف الكثيرون على أعتاب محكمة الأسرة يوميًا مطالبين بإنهاء حياتهم الزوجية، وتختلف الأسباب من حالة لأخرى، ولكن جميعهم يريدون شيئا واحدا وهو إنهاء الحياة الزوجية حتى لو كلفهم الأمر أن يتركوا حقوقهم الشرعية بعد الانفصال، كهولاء النسوة اللواتى يرفعن شعار نريد خلعًا. تعددت الحالات واختلفت الأسباب، ولكل منهن دوافعها القوية من وجهة نظرها التى تجعلها تغامر بحياتها الزوجية، فهذه تشكو تسلط الزوج وأخرى بُخله وتلك عدم اهتمامه بنظافته، كحال "ياسمين" الزوجة الثلاثينية التى بدأت وصف حياتها معه بـ«القرف».
ورددت: "تعبت من حياتي، وخلاص مابقتش طايقة عفانته".. بتلك الكلمات عبرت الزوجة عن مدى استيائها من زوجها، "عاصم" 35 سنة، والذى يعمل مهندسًا. وقالت الزوجة، جمعتنى به قصة حب، فقد كان شابًا وسيمًا، هيئته مهندمة، دائمُا ما أراه فى أجمل ثوب، بجانب وظيفته كمهندس، وعندما رآنى بادلنى الإعجاب ولم يستمر وقت ارتباطنا طويلًا فقد تبع ذلك الزواج السريع فى بيت أهله، بعدما قام بتجهيز شقة خاصة بى. وتابعت الزوجة، بعد زواجنا بفترة بسيطة بدأت أشعر بمدى «عفانته»، فقد كان طوال وقته بالبيت أعانى من إهماله فى نفسه، فقد كان يترك العنان لبطنه أمامى دون حياء حتى ونحن على مائدة الطعام، ويخرج غازات رائحتها عفنة أكاد أن أختنق بسببها.
وأضافت الزوجة، لم يكن يكتفى بذلك، بل يتجشأ فى وجهى دون أن يدير وجهه عنى احترامًا لمشاعرى، ثم يتبع ذلك بالضحك، معتقدًا إن هذا لطفًا وخفة دم. واستطردت ياسمين، تحملته كثيرا جدًا، وفوق طاقتى، وفى النهاية قررت أن أحدثه فى الأمر؛ فوجدته يأخذ الأمر بسخرية ويردد، «فاكرة نفسك هانم؟.. عيشى عيشة أهلك»، متابعة، هى البساطة فى الحياة تتطلب منى أن أكون "مقرفة". وواصلت الزوجة حديثها، طريقة تناوله للغذاء غير مهذبة وكأنه تربى مع بهائم وليس بشرا- على حد وصفها- وكلما ناقشته فى الأمر؛ يردد «أنا فى بيتى ومن حقى آخد راحتى فى طريقة أكلى وشربى»، مستكملة، لقد كان يدخل الحمام ويخرج دون أن يشد السيفون وراءه، متناسيًا أن فى البيت امرأة تؤذيها تلك التصرفات الغريبة.
وأردفت الزوجة، بل كان الأمر أصعب من ذلك؛ حينما فاجئنى بأنه يسمح لشقيقته الصغرى التدخين معه، بل كان يقوم باستدعائها يوميًا ليدخنان معا والتى كانت بدورها لا تختلف عنه كثيرًا فى الطريقة، وكانت رائحة شقتى تمتلئ بالدخان ورائحة السجائر التى لا تطاق.
وتابعت الزوجة، لو قررت النزول شقة والدته؛ كانت تؤذينى هى أيَضًا برائحتها، فقد كانت لا تكف عن شرب «الحلبة»، والتى بدورها تتسبب فى جعل رائحتها غريبة طوال الوقت، لم يكن لى مخرج أو مكان ألجأ إليه من هذه العيشة التى جلبت لى الإيذاء والمرض ووجع البطن. واستطردت، كنت أقول فى نفسى: "كيف له وهو بهذا المركز المرموق أن يتبع تلك التصرفات الغبية؟!، ولكن اكتشفت أنه مؤمن بأن بيته عبارة عن مرتع أو حظيرة بهائم يأتى فيها بما يشاء من أفعال قذرة، معللًا ذلك بأنه طول النهار يتعب ويكلف نفسه فوق طاقتها؛ لكى يكون مثل زملائه فى العمل، مستكملة؛ لذلك قررت أن أنهى تلك الحياة بمحض إرادتى، وسأتوجه لمكتب تسوية المنازعات بزنانيرى لخلعه.