بالفيديو| "جلس مع عبد الناصر والسادات".. حكاية صاحب أكبر مكتبة في الجمهورية

الاحد 24 فبراير 2019 | 01:20 مساءً
كتب : جمال عبد المنعم

عشق حب القراءة والاطلاع ليدق كل باب يحمل كلمة أو جملة تثقل معرفته وتزود عقله ووجدانه بالمعلومات التي كانت بمثابة جوهرة من المقتنيات النادرة لديه، منذ صغره أحب العمل السياسي وتعمق فيه، وكان عاشق للرئيس الراحل الزعيم جمال عبد الناصر، حتى نال شرف لمس يديه في اثناء زيارته لصعيد مصر، مروراً بمدينة بني سويف مستقلا القطار حيث قام بالتهدئه لعدة دقائق، إنه السياسي والمفكر محمد إبراهيم عويس، ابن محافظة بني سويف، صاحب أكبر مكتبه في الجمهورية.

السياسي "محمد إبراهيم عويس" عاصر الحركة السياسية إبان الستينيات، بدأ في تجميع الكتب وهو في الابتدائية لحبه الشديد للقراءة، وحصل على ليسانس الآداب قسم التاريخ في جامعة عين شمس، عام 1973، ثم دبلوم الدراسات العليا في التاريخ بداية الثمانينيات، وقبل التحاقه بكلية الآداب التحق لمدة أسبوع واحد بكلية الشرطة، تلبية لرغبة والده الراحل إبراهيم عويس عضو مجلس الأمة آنذاك، ولكن لحبه في دراسة التاريخ ترك كلية الشرطة والتحق بكلية الآداب بجامعة عين شمس.

محمد إبراهيم عويس صاحب الـ 70 عام في حديثه لـ "بلدنا اليوم"، قال: أهوى قراءة كتب الشعر، الأدب والتاريخ ومن أبرز ما قرأت مجلدات "شخصية مصر" للراحل الدكتور جمال حمدان، بجانب فقه السنة وتفسير ابن كثير والمجلدات الشعرية وكتب الدكتور سليم حسن "مصر الفرعونية"، بجانب مجلدات مجلة الطليعه كلها، لافتا أنه أعير إلى إحدى الدول العربية عقب تخرجه وكان يجمع أعداد كبيرة من المجلدات في شتى المجالات ويأتي بها عند إجازته السنوية ليودعها داخل مكتبته داخل منزله، هذا بجانب تكليف صديق له بشراء كل الأعداد الصادرة من الجرائد اليومية والاحتفاظ بها ليحصل عليها عند عودته لمصر من اعارته التي دامت 8 سنوات متقطعه، حتى لا يفوته عدد منها.

مكتبة المفكر والسياسي محمد إبراهيم عويس جمعت أعداد من جميع الجرائد اليومية على مدار 60 سنة، ومن بينهم أول عدد صادر من جريدة "الأهرام، وكان سعرها قرش واحد فقط، المصور وروزاليوسف"، وكان سعرها قرش واحد، وكان أبرز عناوينها التي يتذكرها يوليو الاشتراكية، الحرب العالمية الأولى، حرب 1956، وفاة الراحل الزعيم جمال عبد الناصر والراحل أنور السادات وتولية محمد حسني مبارك، والميثاق الوطني والوحدة المصرية السورية.

المعاش الخاص بي ذاهب إلى الأكل والشرب وشراء الجرائد، بهذه الجملة أكد محمد إبراهيم عويس، مدى العلاقة بينه وبين قراءة الجرائد، مشيراً إلى أن مكتبته تحوي جميع كتاب مصر ومؤلفات دينية إسلامية ومسيحية، بجانب جميع "دساتير مصر"، بالإضافة إلى جميع خطب الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عبر شرائط مسجلة، والذي جلس أمامه لمدة 3 ساعات لن ينساها، في مبنى الاتحاد الاشتراكي، حينها كان في منظمة الشباب، وكان أحد الموجهين السياسيين في المنظمة، بصحبة الدكتور مفيد شهاب والوزير الأسبق حسين كامل بهاء الدين وعبد الغفار شكر.

وقال "إبراهيم عويس" في حديثه لـ "بلدنا اليوم" عن جلسته أمام عبد الناصر: "مهم تقرأ عن سحر عيناه لا تستطيع النظر إليها لمدة طويلة"، فهي طبيعة ربانية على حد وصفه، لافتًا إلى أن أيام حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لم يكن هناك معارضة، ولكن كان يسمح بالآراء المختلفة والتي كانت تأتي من خلال مجلة الطليعه، هذا بجانب جلسته أمام الرئيس الراحل أنور السادات إبان السبعينيات.

وفي موقف طريف لن ينساه الطفل محمد إبراهيم عويس في نهاية الخمسينيات وهو في الصف الثالث الابتدائي في مدرسة الشعب بحي الغمراوي بمدينة بني سويف، حينما كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في زيارة لصعيد مصر، كان القطار يهدئ برهة في كل محافظة يمر عليها ليسلم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر على المواطنين وهو مستقل القطار، وقتها يسير ببطء، أمام المدرسة ليحمله عامل المدرسة على كتفه ويسرع به للقطار ليلمس يد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، حيث كانت والدته تعمل مدرسة في نفس المدرسة، الأمر الذي جعله يحظى بهذا الشرف ومصافحة الزعيم جمال عبد الناصر، لأن لولا والدته تعمل بالمدرسة، كان من الممكن أنه لن يحدث هذا الموقف.

ومن مواقفه التاريخية إلى مكتبته الضخمة، يعود بنا صاحب هذه الثروة القومية العلمية، محمد إبراهيم عويس، ليؤكد إن هذه المكتبه المتواجدة في الطابق الثاني من منزله الكائن بمدينة بني سويف، شهدت حضور عدد من رموز السياسة والأدب والشعر منها "الراحل رفعت السعيد رئيس حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، أبو العز الحريري، البدري فرغلي، أحمد فؤاد نجم، عبد الغفار شكر والدكتور جوده عبدالخالق، الشيخ إمام وقيادات الإخوان المسلمين آنذاك قبل ثورة 25 يناير، وكانت تجمع جلسات حوارية" للقيادات السياسية بالمحافظة، فضلاً عن أنه عاصر القيادات السياسية الراحلون منهم: "عبد الحليم الجندي، عباس صفي الدين، أنور حسن وشحاته الزعيري وشحاته محمد علي وغيرهم"، كما عاصر المحافظين السابقين لبني سويف وحتى المحافظ الحالي، وهذه المكتبة كانت أول مقر لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، في محافظة بني سويف والذي كان له الفضل في تكوين فكره السياسي.

وتابع أمين عام حزب التجمع ببني سويف والصحافي السابق بجريدة الأهالي، محمد إبراهيم عويس في نهاية حديثه لـ "بلدنا اليوم"، أنه من عائلة متوسطة الحال منذ نشأتها، كانت ثروتها الحقيقية هي التعليم من أجل خدمة الوطن، فهو من أب وأم متعلمين، علاوة على أشقاءه أيضاً، وحتى أجداده كانوا على قدر من التعلم، لافتاً أن هناك عدد من الباحثين استعانوا ببعض الكتب من المكتبة لإعداد رسائل الماجستير والدكتوراه، وهي مفتوحة للجميع لمن يرغب أن يزورها، لاحتواءها على مجلدات لجميع مفكري وأدباء مصر مثل عباس العقاد، نجيب محفوظ، أحمد رامي، فاروق جويدة مجموعة محمد حسانين هيكل وغيرهم.

 

اقرأ أيضا