تحتفل محافظة سوهاج، إحدى أعرق محافظات صعيد مصر بعيدها القومي في يوم 10 أبريل من كل عام، في مناسبة تتجدد فيها مشاعر الفخر والانتماء، حيث يرتبط هذا اليوم بذكرى ملحمة بطولية خالدة في تاريخ النضال الوطني، حين تصدى أبناء سوهاج ببسالة للحملة الفرنسية على مصر عام 1799 في معركة “جهينة” الشهيرة.
مشرق صنعه رجال صدقوا ما عاهدوا
عيد سوهاج القومي ليس مجرد احتفال تقليدي، بل هو استحضار لماضٍ مشرق صنعه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ودافعوا عن أرضهم وكرامتهم، وسطروا بدمائهم صفحات من البطولة في مواجهة الاحتلال.
وفي كل عام، تعيد المحافظة إحياء هذه الذكرى العطرة بسلسلة من الفعاليات والأنشطة التي تعكس روح أهل سوهاج، من معارض تراثية وفنية، إلى افتتاح مشروعات خدمية وتنموية في شتى المجالات.
جذور سوهاج في عمق التاريخ
وتمتد جذور سوهاج في عمق التاريخ، فهي أرض الحضارات، تحتضن بين ربوعها آثارًا فرعونية وقبطية وإسلامية نادرة، وتزخر بمعالم أثرية مثل معبد أبيدوس الشهير، الذي يعتبر من أعظم المعابد المصرية القديمة، فضلًا عن أديرة وكنائس أثرية ومساجد تاريخية، تجعل من سوهاج قبلة لمحبي التاريخ والتراث.
ويمثل العيد القومي لسوهاج أيضًا فرصة لإبراز الطاقات الإبداعية لأبنائها، حيث تشهد المدينة فعاليات ثقافية وشبابية ومهرجانات شعبية تُجسد التنوع والثراء الثقافي للمحافظة. كما تحرص القيادات التنفيذية على جعل المناسبة نقطة انطلاق لتدشين مشروعات جديدة في الصحة والتعليم والبنية التحتية، مما يساهم في دفع عجلة التنمية وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
احتفالات هذا العام وسط تطور ملموس
وتأتي احتفالات هذا العام وسط تطور ملموس تشهده المحافظة، بفضل جهود الدولة في دعم محافظات الصعيد وتحقيق تنمية متوازنة في مختلف ربوع مصر. فسوهاج اليوم تخطو بثقة نحو المستقبل، مستلهمة من تاريخها المجيد روح العمل والعطاء.
ويبقى عيد سوهاج القومي مناسبة يفتخر بها أبناؤها داخل مصر وخارجها، يؤكدون من خلالها على وحدة الصف، وعمق الانتماء، واستمرارية العطاء، في مشهد تتعانق فيه الأمجاد القديمة مع آمال الغد المشرق